مقالات متنوعة

عصام جعفر : غريب في بلاده


* المواطن في بلادي الآن غريب عن نفسه وغريب عن الآخرين وغريب في وطنه.
* غريب عن نفسه ومشتت وحائر ومسكين.
* المواطن أصبح غريباً وبائساً لأن فرص المشاركة بالنسبة له محدودة أو معدومة والقدرة على التغيير معطلة تماماً ولا حلول في الأفق فليس أمامه إلا الإستسلام لواقع مر أو الهروب بعيداً بآماله وأحلامه والهجرة إلى وطن ثان؟!
* المواطن السوداني اليوم ضحية الواقع الماثل بعد أن فقد المجتمع قدرته في السيطرة على مصيره وموارده بعد أن إستشرى الظلم وبقية الأمراض الإجتماعية الأخرى كالجهل والفقر والمرض..
* المواطن الآن ضحية إنهيار المجتمع وتداعيه في ظل هيمنة السلطة التي لم تكتف بإبعاد العامة من مختلف النشاطات الإنسانية والسياسية والعمل الحر والمناصب والمواقع العامة وإتخاذ القرار فحسب لكنها أيضاً مارست دوراً لئيماً بإجهاض دور المواطن في تحسين مستويات معيشته وإغتصبت حقوقه المدنية فأصبح المواطن مغلوباً على أمره وعاجزاً ومنشغلاً عن قضايا الوطن الكبرى بهموم معيشته وتأمين قوت عياله.. فاصبح الموطنون جميعاً الآن يعيشون على هامش الحياة بعيداً عن القضايا الحقيقية وصميم الأحداث ..
* المواطن الآن تتملكه حالة من الحذر والقلق والخوف من القادم المجهول..
* العامة الآن تعيش على الهامش في وجود قلة مسيطرة لا تعمل للمجتمع ولكن تعمل لنفسها وتحالفاتها المشبوهة مع الداخل والخارج.
* كل مقدرات البلاد والوظائف والمناصب تتمتع بها الآن نخبة وجماعة من المجتمع دون والآخرين
* عقدين من الزمان أو أكثر لم تتبدل الأسماء ولم تتغير الأشكال ولم تختلف الصور.. الوزراء هم الوزراء والمدراء هم والقيادات الحزبية هي ذاتها ورجال الأعمال هم ذاتهم الذين تحالفوا مع السلطة ونسوا المواطن على الهامش وفي دفتر الغياب.
* صار المواطن غريباً في بلاده.. ولكن
الغريب عن وطنو مهما طال غيابو..
مصيرو يرجع تاني لي أهلو وصحابو..
ينسى آلامو وشجونو وينسى حرمانو وعذابو
* وكل ليل لابد أن يعقبو صباح