تحقيقات وتقارير

150 طالباً يحرزون الدرجة الكاملة شهادة الأساس.. التفوّق يضع “النتيجة” في دائرة الشك


معلم: يجب على ولاة الولايات عدم المتاجرة السياسية بنتائج الامتحانات
أكاديمي: فشل الطلاب الذين أحرزوا الدرجة الكاملة في المرحلة الثانوية يسبب لهم عقدة نفسية

خبير تربوي: نسبة الذكاء ارتفعت وهذا أسهم في صعود نسبة النجاح
موجه تربوي: ما يحدث أمر غريب ينبغي أن يتم إخضاعه للتدقيق

وزير: نسبة النجاح هذا العام أقل من الماضي لأنه لم يتم أي معالجة لها
وزير التربية بالنيل الأبيض: أخبروني بأنه يمكن إحراز الدرجة الكاملة في الإنشاء
وزير التربية بسنار: منح الطالب نسبة أعلى من التي أحرزها لها تأثيرات سالبة على مستقبله

“أبرز أذكياء السودان لم يسبق لهم أن حصلوا على العلامة كاملة في الامتحانات”، ما بين الأقواس مفردات تتردد كلما تم إعلان نتيجة شهادة الأساس بمختلف ولايات البلاد، والشكوك التي تساور البعض ظلت عنوانا بارزا واعتقادا مشتركا، حيث يؤكد تيار رافض لفكرة أن يتحصل طلاب على العلامة الكاملة أن ما تعلنه وزارات التربية بمختلف أنحاء البلاد ليست الحقيقة مجردة، لاعتقادهم بحدوث تدنٍ واضح في العملية التعليمية، ويرون أن ثمة ظلال سياسية تحيط بالمحصلة النهائية لشهادة الأساس، فيما يرى تيار آخر أن النتيجة طبيعية وأن حصول تلاميذ على العلامة الكاملة ليس أمرا مستغربا، وأن كان أصحاب هذا الاعتقاد يرون بأن اشتراك العشرات في المركز الأول يبدو غير مقنع.

وما بين هذا الرأي وذاك يقفز أكثر من سؤال على سطح المشهد، فهل هذه النتيجة حقيقية ونتاج لمجهود الطلاب أم أن البحث عن الكسب السياسي يقف وراء تضخيمها..!

الدرجة الكاملة
الملاحظ عن نتيجة هذا العام بعد إعلانها في كل ولايات السودان فإنها جاءت مغايرة لنتائج الأعوام السابقة، خاصة من حيث نسبة النجاح العالية، ويتضح أن كثيرا من المدارس أحرزت نسبة 100% ،بالإضافة إلى اشتراك أعداد كبيرة من التلاميذ في احتلال المركز الأول وإحراز الدرجة القصوى وهذا كان واضحا في معظم الولايات، وعلى سبيل المثال في ولاية الجزيرة أحرز 95 طالبا وطالبة المرتبة الأولى ونالوا الدرجة القصوى البالغة “280” درجة، تليها ولاية الخرطوم التي أحزر فيها 45 طالبا وطالبة المرتبة الأولى بمجموع 279 درجة، فيما جاء 121 طالبا في المرتبة الثانية، في شمال كردفان، أحرز اثنان المرتبة الأولى بحصولهما على الدرجة القصوى، فيما حققت أكثر من 500 مدرسة نسبة نجاح 100%، في الولاية الشمالية أحرز اثنان الدرجة الكاملة وفي نهر النيل وسنار وكسلا والقضارف والبحر الأحمر كل أوائل هذه الولايات تحصلوا على الدرجة القصوى، لكن الملاحظة الأخرى أن معظم ولايات دارفور لم يتحصل طلابها على الدرجة الكاملة. وهو ما يقودنا للسؤال هل الأمر متعلق بالشفافية أم أنه ضعف في القدرات. وهنا يجيب وزير التربية بولاية جنوب دارفور د. محمد عبد الله قائلاً إن ضعف تحصيل المعلم أسهم في تدني نسبة النجاح وخصوصا الرياضيات.

حسناً، فالوزير ربط تدني النتجية بضعف في المعينات، بيد أنه كشف عن سر خطير، وهو ما يمكن أن يكون مسانداً لاتهامات عنيفة تُساق في وجه الحكومات الولائية. يقول الدكتور محمد عبد الله إن “نتيجة امتحان الأساس بولاية جنوب دارفور لهذا العام بلغت نسبة 69%، ونعتبرها جيدة. وهي أقل من نسبة العام الماضي نظرًا لعدم إجراء أي معالجة”.. حسناً، فما هي المعالجة التي أشار إليها الوزير.. هذا ما نسعى للإجابة عليه في هذا التحقيق.

استحالة وصعوبة
ويرى المعلم علي يوسف أنه من الصعب على الطالب الحصول على الدرجة الكاملة لأن مادة مثل الإنشاء تحتاح للكتابة الإملائية الصحيحة والحروف وكذلك التعبير الصحيح وبلاغة الكلام وحيوية الموضوع نفسه واستيفاء الموضوع لكل الشروط المطلوبة، ويشير في حديثه لـ(الصيحة) إلى أن التلميذ ومهما اجتهد في مادة الإنشاء فإنه لا يمكنه الحصول على العلامة الكاملة، وأضاف: الدرجة الكاملة لا يمكن إحرازها إلا في القرآن الكريم وهذه قاعدة ثابتة، وفي تقديري أن مزاج المصحح نفسه له تأثير حتى إذا كان الموضوع مكتملا فربما لا يعجبه، لذلك لا يمكن للطالب أن يحرز الدرجة الكاملة إلا إذا كان الامتحان كله على طريقة ملء الفراغات، ولفت إلى أنه وفيما يتعلق بإحراز عدد كبير من التلاميذ العلامة الكاملة أن الجيل الحالي أذكى من الأجيال السابقة لأنه توفرت له كل الأشياء المساعدة في العملية التعليمية، وأضاف: الطفل يكتسب مهارات كبيرة منذ الصغر، وعلى سبيل المثال يوجد تلاميذ يدخلون مواقع في الانترنت يصعب معرفتها للكبار، وكذلك توفرت لهم كل الوسائل التعليمية الحديثة لذلك ارتفعت نسبة الذكاء في السودان وهو ما اسهم في صعود نسبة النجاح.

المراقبة والضمير
ويواصل الأستاذ علي يوسف حديثه، ويشير إلى أن الذكاء لا يعني بالضرورة إحراز الطالب الدرجة الكاملة، “ولكن يمكن أن يحرز أكثر من 90%”، واردف: نعم حدث تطور على ذكاء الطالب السوداني ولكن هذا لا يمكن بأي حال أن يرقى لدرجة إحرازه الدرجة الكاملة، ويرى أن الحديث حول حدوث تساهل في المراقبة من اجل أن تحقق المدرسة نسبة النجاح الكاملة، اتهام غير منطقي ،لاعتقاده بأمانة ونزاهة المعلمين، الذين أكد حرصهم على المراقبة الصارمة لأن هذا جزء من العملية التربوية التي تمنع الغش والتساهل معه، ويعود لوجهة نظره الأولى مؤكدا حدوث اختلافات كبيرة في الاستيعاب والذكاء بين الجيل الحالي والسابق نسبة للمتغيرات التكنولوجية والنظام الغذائي وغيرهما من أسباب جعلت الطلاب الحاليين أكثر تركيزا وذكاءً.

اتهامات وشكوك
معلم “فضل حجب اسمه” يبدي دهشته من بذل العطايا والهدايا للمعلمين أثناء الامتحانات خاصة المراقبين، وقال إن البعض منهم يحصل على هدايا عقب الامتحانات فيما يحظى بعناية خاصة وفائقة أثناءها، معتبرا أن مثل هذه الممارسات تفتح الأبواب للتساؤلات والشكوك والظنون، وقال: كيف نفسر اهداء بعض المدارس الخاصة ثيابا للمعلمين والمعلمات عقب نهاية الامتحانات بالإضافة إلى الحافز المادي، ويعتقد أن سهولة الامتحانات ربما تكون من أسباب حصول الطلاب في الأساس على درجة عالية، معترفا بارتفاع ذكاء الجيل الحالي، وقال إن الإجابات المختصرة تساعد في عملية الغش و”الشف”، ويؤكد أن إحراز الدرجة الكاملة في الإنشاء يعد ضربا من الخيال وأمرا مثيرا للشكوك، وقال: الأمر الذي يثير الظنون يعود بشكل مباشر إلى نتائج من يحرزون الدرجة الكاملة في الأساس عندما ينتقلون إلى المرحلة الثانوية والجامعية حيث يتضح افتقاد الكثير منهم لمبادئ اللغة العربية وعدم تمكنهم منها، واردف: أما في امتحان التاريخ أو ما يسمى بالعالم المعاصر بعد دمجه مع الجغرافيا فان المعلمين يجمعون مقالات ثم يطلبون من التلاميذ حفظها بالنص دون شرحها وفهمها وذلك بعد اكتشاف المعلمين أن الامتحانات في كل عام لا تخرج عن هذه المقالات واحيانا كثيرة تكون بلا تغيير حتى في كلماتها تقديما او تأخيرا ، ويرى أن الامتحانات الحالية لا تستند على التفكير الذي يساعد على توسيع مدارك التلاميذ ويأخذ بيدهم للاطلاع والبحث ،واضاف:والدليل على ذلك اذا راجعنا اوضاع التلاميذ الذين امتحنوا لشهادة الأساس في العام 1998 ودخلوا المرحلة الثانوية بمجموع 277 _280 الدرجة القصوى ومن ثم دخلوا الجامعة بنسبة تفوق 90% وتخرجوا فيها من قبل عقد من الزمان وانخرطوا في الحياة العملية ليس لهم بصمات في مجال دراستهم او في مجال عملهم بل في كل حياتهم.

المراقبة والتصحيح والشفافية
ويمضي الموجه التربوي والمعلم بالمدرس الثانوية صلاح الطاهر إلى منحى آخر ويقول لـ(الصيحة) بخصوص حصول الطالب على الدرجات الكاملة: نحن كموجهين تربويين ومعلمين سابقين يصيبنا نوعا من الاستغراب عندما نجد أن طالبا حصل على 280 درجة، والطالب الذي يحصل على الدرجة الكاملة في مرحلة الأساس من المفترض أن يحصل على نسبة 100% في امتحانات الشهادة السودانية ،ويعتقد أن هذا الامر يجعلهم يتساءلوا عن اسباب النجاح الباهر في مرحلة الأساس والإخفاق في الشهادة الثانوية، ويضيف: نسمع كثيرا من زملائنا أن النتيجة رفعت للوالي وانه رفضها بحسبان أن النتيجة ضعيفة وهذا يعني أنه لابد من مراجعتها بزيادة نسبة النجاح على صعيد المدارس والتلاميذ، ويلفت إلى أن الكثير من التلاميذ الذين يحرزون درجات عالية في الأساس يتسربون من المدارس في الشهادة الثانوية او أن الكثير منهم يرسبون في معظم المواد، ويبدي تعجبه من إعلان الولايات لنتائج لا يمكن أن يصدقها العقل ولا صلة لها بالواقع، ويعتقد بوجود تساهل في المراقبة والتصحيح ،واردف: بكل صدق لا نعرف ماذا يحدث لأن هذا امر طبيعي ولكن المطلوب مزيدا من الشفافية في المراقبة والتصحيح وابتعاد السياسيين عن المتاجرة بنتيجة شهادة الأساس.

ظواهر غير مألوفة
ويشير معلم ثانوي “فضل حجب اسمه” إلى أن التعليم باتت تلازمه الكثير من الاشياء التي اعتبرها غير طبيعية وليست مألوفة، ويقول إنه سبق وأن علق على ورقة امتحان الجغرافيا لطالب في الصف الأول الثانوي بأن خطه غير واضح وليس مفهوما وذلك حينما كان مصححا، وقال إن معظم الأساتذة اتفقوا معه حول صعوبة قراءة خط الطالب ،ويكشف عن انه وبعد الرجوع إلى سجله وجدوا أنه قد أحرز 240 درجة في شهادة الأساس ،وقال: تعجبنا من هذه النتيجة لأن هذا الطالب لا يستطيع الكتابة فكيف حصل في امتحانات شهادة الأساس على درجة عالية كالتي أحرزها ،معتقدا أن مثل هذه الأشياء هي التي تفتح الباب واسعا للشكوك والظنون حول المحصلة النهائية لامتحانات شهادة الأساس ببعض الولايات ،ويذكر مثالا لطالبة كانت تدرس معه في مدرسة ثانوية ولم تكن تملك الإمكانيات التي تتيح لها إحراز درجتين في المادة، ولكنها – والحديث للمعلم – حينما انتقلت إلى مدرسة بولاية أخرى احرزت اكثر من 60% ، ويرى أن العملية التعليمية تحتاج إلى وقفة جادة للتقويم والتقييم وذلك لأن ظواهر كثيرة لم تكن مألوفة باتت من الثوابت التي تثير الحيرة وتدعو للتعجب ومنها احراز الدرجة الكاملة في شهادة الأساس بالإضافة إلى تحقيق مدارس لنسبة نجاح 100%.

أسئلة واستفهامات
وتعليقا على ذات الموضوع كتب معلم لم نتمكن من الحصول على هويته مقالا بعدد من المواقع، ورأينا أن موضوعيته وعمقه يستحق أن يكون إفادة مهنية تربويا ونفسية تصلح لتكون قاعدة في قراءة نتيجة شهادة الأساس بالولايات، مع الاحتفاظ له بنشر حقه الأدبي كاملا إذا أراد، وأثبت احقيته للمقال. ويشير المعلم إلى أن منح الدرجة الكاملة لتلاميذ في شهادة مرحلة الأساس فيه خطورة بالغة على مستقبلهم العلمي والأكاديمي والنفسي، لأنها تعطي التلميذ انطباعاً بأنه بلغ حدود العلم والمعرفة، فربما يتملك الطالب الزهو والغرور وهو في هذه المرحلة المبكرة من حياته، وهذه الدرجة (التي تحتمل أن توصف بأنها “المصنوعة”، يمكن أن يعجز التلميذ من تحقيقها لو أخضع لأي امتحان آخر، ويشير إلى أن منح الدرجة الكاملة لهؤلاء الصغار يحملهم مسؤولية جسيمة وهي الحفاظ على الدرجات الكاملة في مقبل الأيام ، وهو أمر غير متصور على الأقل للجميع وهذا يعرضهم لصدمات نفسية، وأحاسيس مؤلمة هم في غنى عنها ، وستتشكل لديهم حالة ذهنية (عظمة متوهمة)،

وإذا لم يحرزوا الدرجات الكاملة في مقبل الأيام سيعتقدون أنهم ظلموا من معلميهم، وأنهم مقصودون، وتبدأ عمليات التبرير للفشل والهروب من مواجهة الواقع والكذب.

محاسبة عسيرة
ويلفت إلى أن الأسرة ستحاول، والأقران والأصحاب والأقرباء ومحيط التلميذ محاسبته مستقبلاً على ضوء الدرجة الكاملة التي قيل إنه أحرزها وهو مقبل على المرحلة الثانوية، وهي مرحلة جديدة ومختلفة تماما عن سابقتها حيث يدرس فيها 17 مادة متنوعة بدلاً عن 7 مواد، فيصعب عليه مهما كانت قدراته ومستوى ذكائه أن يحرز في الـ 17 مادة الدرجة الكاملة، فتبدأ الضغوط النفسية والاجتماعية تحاصره من كل جانب، فلماذا لا تجنب الوزارة بخبرتها وخبرائها هؤلاء الصغار كل تلك المعاناة والصراع النفسي المتوقع، لأن إعطاء الدرجة الكاملة مدخل لخديعة النفس والآخرين، وإضعاف لثقة الأسر والمهتمين بالتعليم في شهاداتنا الأكاديمية، فهؤلاء التلاميذ جلسوا لامتحان التعبير (الأنشاء) في اللغة العربية والأنجليزية، باﻹضافة إلى مقالة تاريخية وهي جزئية في الامتحانات درجتها تقديرية ، (أي لا يمنح الطالب الدرجة الكاملة في تعبير اللغة العربية حتى لو كان سيبويه وكذلك في تعبير اللغة الإنجليزية حتى لو كان شكسبير وايضا المقالة التاريخية ولو كان نعوم شقير)، فكيف يعني أن مجموع المنافسة هو 277 درجة، فكيف لمعلم يعرف أن التعبير الإبداعي ليس له سقف ويعطي ممتحن فيه الدرجة الكاملة.

انهيار وبوبار
من ناحيته يشير الباحث النفسي الدكتور يوسف فششويا إلى أن ما يحدث في نتيجة الأساس بات مظهرا من مظاهر “البوبار والشوفونية” التي تفشت في وسط حكومات الولايات والمجتمع بصورة مخيفة ،ويعتقد الفششويا أن ضررها اكبر من نفعها ،واردف: الطالب الذي يحرز الدرجة الكاملة في هذه السن الصغيرة قطعا سيصاب بصدمة نفسية أن لم يحرز الدرجة الكاملة مستقبلا ،ويقودنا يوسف إلى حقيقة أخرى مفادها أن ما يحدث في التعليم اقل ما يوصف بأنه مهزلة والكارثة في حق الأجيال القادمة، ويرى أن الحل يكمن في الرجوع إلى الثوابت التعليمية التي وضعها الانجليز، التي قال إنها مازالت موجودة بجامعة الخرطوم، وتساءل كيف لطالب أن يحرز العلامة الكاملة في الإنشاء والجغرافيا والتاريخ، جازما بأن التعليم تم إفراغه من محتواه الأساسي وهو التربية وتحديدا في المدارس الخاصة التي ترفع نسب النجاح بحكم أنها تساعدها في جذب اكبر عدد من الطلاب ومن ثم عائد مادي اكبر لأنها مؤسسات ربحية في المقام الأول، وقارن الفششويا بين طلابنا والطلاب الناجحين والأوائل أكاديميا في الولايات المتحده الأمريكية حيث لا تتعدى نسبة نجاحهم ال70% ،وقال: ولهذا نقول ليس كل ناجح اكاديميا ناجح في الحياة وهنا نسأل عن اوائل الشهادة في السودان اين ذهبوا، والقي دكتور يوسف باللائمة على كاهل المدارس الخاصة وشدد على ضرورة حسمها حتى ينصلح حال التعليم بالبلاد وإلا فالنتيجة نجاح أكاديمي وفشل في الحياة للأجيال القادمة.

تشكيك في الدرجات القصوى
“شكسبير لم يحرز مثل النسب والنتائج التي نسمع بها”. بهذه الكلمات ابتدر وزير التربية بولاية سنار، هاشم عبد الجليل، تعليقه على نتيجة شهادة الأساس بمختلف ولايات البلاد، وبدا مشككاً في الدرجات القصوى التي أحرزها بعض الطلاب، مبدياً تعجبه من إحراز طالب الدرجة الكاملة في الإنشاء والتاريخ، ولفت في حديثه لـ(الصيحة) إلي أنهم في سنار ظلوا حريصين على تقديم النتيجة النهائية لامتحانات الأساس دون إضافة أو تعديل، غير أن هاشم عبد الجليل يعترف بوجود ما يسمى بالجبر ويتمثل في إضافة درجتين أو ثلاث للطالب، ونفى نفياً قاطعاً اعتبار سنار من الولايات التي تلاعبت بنتيجة شهادة الأساس، معتبراً أن منح الطالب نسبة أعلى من التي أحرزها لها تأثيرات سالبة على مستقبله.

بالمقابل يؤكد وزير التربية والتعليم بولاية النيل الأبيض، حامد عمر حامد، عن انتهاجهم مبدأ الشفافية في تصحيح وإعلان شهادة الأساس، ونفى في حديثه لـ(الصيحة) انحياز وزارته لمدرسة على حساب الأخرى، وقال إنهم وفي سبيل التجويد أخضعوا النتيجة النهائية للمراجعة من قبل لجنة تضم سبعة من أبرز خبراء التعليم بالولاية، وقال إنه تساءل عن كيفية إحراز طالب للدرجة الكاملة في الإنشاء فتمت إفادته أن شكل الامتحان تغير عما كان عليه وبات مجرد ترتيب للكلمات.

تحقيق: آدم القديل
صحيفة الصيحة