مقالات متنوعة

طه النعمان : يادا الجنوب.. حتى الكهرباء ؟!


* عقب اجتماعه بالنائب الأول لرئيس الجمهورية (كشف) وزير الكهرباء، أو في الحقيقة (تعذر وتعلل)، بأن القطوعات الكهربائية المبرمجة.. وهي كما يشهد الجميع أصبحت يومية أو في أحسن الفروض بين يوم وآخر مع تمديد متعمد لساعات الانقطاع.. تعلل وتعذر ووعد المستهلكين المساكين بأن ذلك من أجل هدف (نبيل) هو توفير التوليد من سد مروي حالياً لزيادته في شهر رمضان المعظم.. لكن ليس هذا هو موضوع هذه الإضاءة، حيث لا نتوقع أن يكون الشهر المبارك أفضل حالاً من غيره من الشهور.. فكله لاحق بعضه كما يقولون.
موضوع (الإضاءة) هو تفسير وتعليل الوزير بعد اللقاء الرئاسي للأسباب التي تقف وراء شح الإمداد الكهربائي.. حيث قال نصاً: إن انفصال الجنوب أدى إلى إعاقة التنمية في قطاع الكهرباء وتجميد مشروعاتها الجديدة في (الفولة، البحر الأحمر، قري والباقير) بشكل تام، وذلك من خلال إرباك اقتصاد البلاد، وإحداث ندرة في العملة الحرة وصعوبة التحويلات البنكية.. وعن أوضاع طيب الذكر (سد مروي) قال الوزير إن السد في أفضل حالاته، وأن خطوط النقل سليمة بنسبة 100 في المائة، ونبه إلى سعي الوزارة لصيانة (خمس وحدات) توقفت بسبب العقوبات الاقتصادية.. ومن ثم تحدث الوزير معتز موسى عن أحجام التوليد المتواضعة التي تراوحت بين (312) ميقاواط عام 2014 و(750) ميقاواط للعام 2015 – بعد الصيانة- والتي بلغت في العام الحالي 2016 (1100) ميقاواط.. وأنهم يستهدفون إدخال (300) ميقاواط قبل شهر رمضان.
*نقول للوزير،(طمنتنا ربنا يطمنك يابيه).. لكن (الفيكم اتعرفت)، فأنت لم تجزم في ذلك التنوير أبداً بأن شهر رمضان المقبل سيكون (بلا قطوعات) بالنظر لعظمة الشعيرة التي قال عنها المولى عز وجل (الصيام لي وأنا أجزي به).. ولكنك لغيرك بحثت عن العلل والأعذار والتجمُل، بأن المشكلة كلها تعود إلى (انفصال الجنوب) بالإضافة إلى (العقوبات) طبعاً.. كان شعبنا قد اختار هو بملء إرادته أن يذهب الجنوب غير مأسوف عليه- كما كان يقول بعض مسؤوليكم-، الذين صوروا حينها أن الجنوب عبارة عن هم ثقيل نزل عن كاهل الوطن.. راجع تصريحاتهم من فضلك قبل أن (تخت اللوم) على الانفصال.. كما عليك أن تعود بالذاكرة إلى صور الاحتفالات والذبائح التي نحرها بعضٌ آخر من رجالكم المنقسمين الذين شكلوا منابرهم الخاصة وكانوا أكثر جرأة وصراحة.
*لن نسأل الوزير وحكومته وحزبه أين أنتم اليوم، مما أعلن قبل وبعد انجاز السد بأنه سيكفي حاجة السودان من الكهرباء، ويمكنه من تصدير الفائض إلى دول الجوار.. ووصفتموه حينها بأنه إنجاز غير مسبوق وهتفتم بملء الحناجر: (الرد الرد بالسد) في مزايدة سياسية لم تكن ضرورية.. إذ كان عليكم وعلى معارضيكم أيضاً انتظار النتائج والبيان بالعمل.. فـ (المية تكضب الغطاس) كما يقول أصدقاؤنا في شمال الوادي.
*على كل حال الحصل حصل.. وربنا يجازي الكان السبب.. ولا نقول إلا ما يرضي الله!