الطاهر ساتي

متآمرون بلا حدود ..!!


:: هاني رسلان، الملقب بالخبير في الشؤون السودانية بيد أنه – في الواقع – لا يعرف عن السودان ما يعرفه أصغر طالب سوداني جامعي عن مصر، يصف موقف السودان من سد النهضة بالموقف ( المتآمر).. رسلان، كما لا يعرف عن السودان إلا أحزابه وحركاته، فهو لا يعرف عن اللغة العربية إلا حروفها.. فالتآمر هو ما يحدث في الخفاء، وكذلك المؤامرة قد تعني النفاق .. ولكن موقف السودان من سد النهضة يختلف عن هذا وذاك ..!!
:: موقف الشعب – وليس الحكومة – من سد النهضة الأثيوبي لم يكن غامضاً ولا منافقاً.. بل، بارك الشعب هذا المشروع ودعمه بكل وضوح.. ولم يكن هناك خياراً للحكومة غير الدعم بدبلوماسية صامتة، ثم الإفصاح بالدعم في مرحلة التنفيذ وبعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين .. ومن محاسن الصدف، أن الجهر الحكومي بمساندة أثيوبيا تزامن مع تدشين الخط الناقل للكهرباء بين السودان وأثيوبيا .. ( 100 ميقاواط حاليا)، ثم ( 500 ميقاواط لاحقا) ..وهذا قبل بناء سد النهضة، فكيف يكون الحال ( بعد البناء) ..؟؟
:: ثم أن الطاقة الانتاجية لسدي ستيت وأعالي نهر عطبرة كانت (120 ميقاواط) عند الدراسة، ولكن بعد إنشاء أثيوبيا سد تقزي على نهر عطبرة إرتفعت الطاقة الانتاجية لستيت وأعالي نهر عطبرة إلى (320 ميقاواط)، لأن السد الاثيوبي حوَل النهر بالسودان من (موسمي) إلى ( دائم) بفضل التحكم الاثيوبي في إنسياب المياه وإستمرار توليد الطاقة، وهذا ما يُسمى بالبلدي ( رزقاً تكوسو، ورزقاً يكوسك).. !!
:: ومناطق سيدون بالسودان – وهذه معلومة لرسلان – من المناطق (الفقيرة جداً) ..وكذلك مشروع حلفا بشرق السودان – وهذه أيضاً معلومة لرسلان – توقف عن الانتاج عطشاً.. ولكن بفضل الله، بعد تنفيذ أثيوبيا سد تقزي إستقرت المياه وصار جريانها دائماً، ولهذا ينفذ السودان حالياً سدي أعالي نهر عطبرة وستيت، لتعود حياة الزرع والضرع للأهل بسيدون وليعود الإنتاج لمشروع حلفا الزراعي، و لتضاف مساحة أخرى مقدارها ( 800 الف فدان)..!!
:: فليُراجع هاني رسلان أرشيف صحافة مصر والسودان، يقرأ نصوص إتفاقية بناء السد العالي، ثم يحكم إن لم تكن نخب مصر متآمرة على السودان أم لا؟.. ضحت بلادنا بمحافظة أكبر من اسكندرية جغرافياً، وأخصب من أرض حلوان لصالح (شعب مصر) .. ثم انتظرت ميقاوط واحد فقط لاغير، لتضئ به بعض ظلمات مدائنها أوتحي به بعض مشاريعها كعربون وفاء، ولكن لم تجد من الوفاء غير ( الكلام المعسول)، ثم مؤامرة إسقاط الحكومات الديمقراطية وإحتلال حلايب .. !!
:: وتحت سمع وبصر رسلان، تصدر حكومات مصرالكهرباء المنتجة من أشلاء حلفا لدول عربية، وأرياف السودان المجاورة لمصر ( تعيش ظلاماً) ..ومع ذلك يجهل رسلان سر موقف الشعب من سدود لاتغرق أرض بلاده، بل تمدها بالماء والطاقة و حسن الجوار، أي بلا مؤامرات .. ويخطئ رسلان لو ظن بأن موقف حكومة السودان – داعماً كان أو محايداً – بمعزل عن الشعب..وكذلك يُخطئ لو ظن بانه قادرعلى تحييد الشعب أو كسب مساندته – في قضية سد النهضة – ببضعة أحرف ناقدة لحكومة البشير .. حكومة البشير ظرف عابر في حياة السودان، فالراسخ و الممتد هو (الوعي الشعبي) ..!!