مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : سذاجة أمريكية في تنصيب الرئيس اليوغندي


> وصفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تصريحات موسفيني حول المحكمة الجنائية الدولية يوم احتفال تنصيبه لولاية حكم خامسة، بأنها اهانة إلى كل من المحكمة وضحايا جرائم الحرب والابادة الجماعية. > ولم تحدد من هم هؤلاء الضحايا .. هل كل الضحايا في العالم؟ في فلسطين وأفغانستان والعراق وسوريا؟ > طبعا أولئك ضحايا مطامع غربية ويهودية .. فهم ليسوا المقصودين.. إنما المقصودون هم ضحايا في غرب السودان.. والحروب إلى غرب السودان كانت منقولة من جنوب السودان من خلال حركة عبد الواحد ومناوي قبل انقسامها بمؤتمر حسكنيتة المعروف الذي قاده مناوي. > فهل كانت دول الغرب تريد نقل حروب من إقليم إلى آخر بدعمها هي دون أن تقع فيها ضحايا من المدنيين؟ > كيف سقط المدنيون ضحايا للقصف الأمريكي والأوروبي والروسي في دول اسلامية؟ لماذا لم يتحرك مكتب مدعي المحكمة الجنائية الدولية؟ والطيران الحربي اليوغندي نفسه حينما شارك في حرب الحركة الشعبية في جنوب السودان التي انقسمت إلى حكومة ومعارضة ألم تكن له ضحايا قد سقطوا من المدنيين من أبناء جنوب السودان؟ > أية حرب يمكن أن تكون بلا ضحايا مدنيين؟ وما معنى مصطلح جرائم الحرب والحرب نفسها جريمة في حد ذاتها؟ وما معنى مصطلح ابادة جماعية؟ ولا يمكن أن يكون في كل عملية حربية ضحية واحدة منتقاة؟ > ولو كان قرار المغادرة الذي اتخذه ممثلو أمريكا وكندا وبعض دول أوروبا في تنصيب موسفيني بسبب أن البشير الذي كان حاضراً متهم بجرائم معينة.. فإن المغادرين اعتبروه مداناً وليس متهماً. والمتهم طبعاً بريء حتى تثبت ادانته.. وقرار المغادرة كان إذن بسبب أن البشير لم يسلم نفسه وليس بسبب أنه مدان. فلماذا يحتج ممثل دولة لم توقع على نظام انشاء المحكمة الجنائية على مشاركة شخص في حفل التنصيب لأنه لم يسلم نفسه؟ > البشير لم يمثل أمام المحكمة ويدان.. فكيف يحكم عليه هؤلاء الممثلون لدولهم بأنه ارتكب الجرائم حتى تقول المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن تصريحات موسفيني اهانة للمحكمة وضحايا جرائم الحرب والابادة الجماعية؟ > ولوسألنا من هم المبادون ابادة جماعية .. فكيف ستكون الاجابة؟ هل هناك مجموعة محددة تابعة لمنطقة معروفة وأسماؤها مدونة؟ > وموسفيني ماذا قال.. حتى ينقلب عليه حلفاؤه الغربيون هذا الانقلاب؟ وهم طالما وظفوه واستخدموه للتآمر على السودان وأمنه واستقراره وهويته وتخريب موارده. > موسفيني قال واصفاً المحكمة الجنائية الدولية بأنها «حفنة من الناس لا طائل منهم ولم يعودوا يعتمد عليهم». > لكن ممثلي هذه الدول بما فيهم ممثل واشنطن التي رفضت التوقيع على مشروع المحكمة التآمري لأنها تعرفه تآمري يرون أن المحكمة مازالت بخير. أو بشر بالاحرى. > وممثل واشنطن وهو السفير الامريكي في يوغندا كان يمكنه أن يعتذر عن الحضور .. فلا نصدق أنه قبل حضوره ما كان يعلم بمشاركة البشير. > ثم إن واشنطن ليست موقعة على نظام المحكمة.. فلماذا يتعاطف سفيرها معها؟ أو لماذا لم توقع واشنطون حتى تتعاطف معها مثل ممثلي كندا وأوروبا بسبب واضح؟ > ويبدو أن اسرائيل لم تشارك من خلال ممثل حتى لو كان صاحب بار في يوغندا أو صاحب محل دعارة أو تابعاً لمحفل ماسوني. لكن إسرائيل تشارك فقط من وراء الكواليس من خلال مخابراتها في تحريض ممثلي الدول الغربية.. وهم يستجيبون بلا هدى ولا علم ولا كتاب منير. > ولماذا تقلق أوروبا من روح الوحدة الإفريقية التي تتطور وتمضي نحو شكل الوحدة الأوروبية المجسدة في الاتحاد الأوروبي؟ > هل مازالت أوروبا تستهدف إنسان القارة الإفريقية بالسوء؟ لقد أصبح احتلالها لإفريقيا واستعمارها تاريخا اسود. وسيصبح غداً أسلوبها غير المتحضر هذا أيضاً تاريخاً يوحي بالتخلف الأوروبي على الصعيد الدبلوماسي. > وموسفيني لم يستقبل البشير ويتشرف بمشاركته في تنصيبه لأنه تراجع عن كراهيته للعرب والمسلمين عموماً.. فهو مازال يكرههم طبعاً.. لكنه فهم أن مصلحة يوغندا في التخلي عن العدوان السافر.. وفي التعاون والعمل بروح طيبة في إطار الاتحاد الإفريقي. غداً نلتقي بإذن الله.