مقالات متنوعة

هاشم كرار : قطار دارفور.. يصفر بالسلام!


ثمة اختراق مهم- فيما يبدو- في اتفاق سلام دارفور.

في الأخبار المتداولة، على نطاق واسع، ان أبرز ماتبقى من الحركات المقاتلة في دارفور، أبدت رغبة أكيدة، في اللحاق بقطار السلام.

جبريل ابراهيم.. ومني اركو مناوي.. وعبدالواحد نور- والثلاثة قادة فصائل مقاتلة- ينتظر ان يجيئوا إلى الدوحة، قريبا، وفقا لكل الشواهد، التي تقول بها تطورات الأحداث في دارفور.

ليست هنالك من حرب اهلية، يمكن ان تستمر إلى الأبد. هذا ماتقول به تاريخ الحروب الأهلية، في العالم. السلام، مراد الرب.. ومايريده الرب، هو كائن لا محالة.. ومن اتون النيران في ذلك الإقليم السوداني الكبير، ستخرج أسراب الحمام، ترفرف.. وأغصان الزيتون، ظلالها تعطي الأرض التي تغطت بالدم والغبار، لون الاخضرار!

الجانبان، أنهكتهما الحرب.. وأنهكت الوطن..

والرشد، إن فات بالأمس، فإنه لا محالة آت.. إن لم يكن اليوم، ففي يوم غد، آت لا محالة.

الوطن السليم، في العقول السليمة.. والإرادات السليمة.. والسودانيون، برغم ما بينهم من نيران أكلت الأخضر من الموارد والانفس، إلا أنها لم تأكل ماتبقى من عقولهم.. وماتبقى من إرادتهم.. وأعظم الإرادات على الإطلاق، إعادة انتشال السلام من اللظى.

غدا، ينضم الثلاثة، إلى قطار الدوحة.. وسيحمد الثلاثة، حين يرفرف السلام كليا في الأرض الخراب.. سيحمدون للدوحة، أنها بادرت، وثابرت، ودفعت من دم عقلها ووقتها ومواردها، من أجل إطفاء النيران.. لا كلت ولا ملت، ولا سحبت أياديها الخيرة، عن شح.. ولا كانت- وهي تفعل ذلك كله- إلا إيمانا بالسلام، وحتمية إحلاله بين الأشقاء.. تنطلق من اجل ذلك، دون أجندة مشبوهة، ودون منّ.. ودون انتظار، إلا ان ترى أهل دارفور، تعود إليهم الطمأنينة التامة، وفق أسس من العدل والاعتدال.. والعيش الكريم.

لن نقول شكرا للدوحة. ذلك واجب الأفاضل.. الأكرمين، غير أننا نقول للثلاثة، وهم يتهيأون للمجيء إلى هنا، لا تنسوا ان تجيئوا بكل سلامة قلوبكم.. وكل إراداتكم من اجل السلام.. وكل فهمكم العميق لحقيقة ان السلام أصبح مطلبا أساسيا لكل أهليكم.. ومطلبا أساسيا للوطن الكبير.