تحقيقات وتقارير

تذاكر الطيران.. البحث عن مسببات الارتفاع


اعتمدت سلطة الطيران المدني اعتباراً من أمس الأول زيادة جديدة لأسعار تذاكر سفر الطيران الداخلي، وجاءت الزيادة الخرطوم – الجنينة من 1050 إلى 1190 والخرطوم – نيالا من 850 إلى 970 جنيهاً والخرطوم – الفاشر من 750 إلى 850 جنيهاً وإلى بورتسودان من 550 إلى 625 جنيهاً والأبيض من 500 إلى 525 جنيهاً والدمازين من 350 إلى 490 جنيهاً وكسلا من 410 إلى 590 جنيهاً وأبقت على أسعار تذكر الخرطوم كادوقلي كما هي 500 جنيه. وشدد القرار على شركات النقل الجوي بالالتزام بالأسعار الجديدة وأي مخالفة يترتب عليه سحب الرخصة الاقتصادية وإيقاف التشغيل على أن يتم التعامل مع الوكلاء المرخصين فقط.

ويقول الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدني دكتور محمد الحافظ لـ(الصيحة) ان الطيران المدني مهمته إقرار الزيادة عقب الدراسة وليس زيادة الأسعار، وأضاف: للتسعير آلية علمية تبدأ بطلب الشركات عبر غرفة النقل الجوي زيادة الأسعار بسبب زيادة تكلفة التشغيل والذي يشمل مرتبات العاملين بالشركات ومطالبة الفنيين وارتفاع سعر الدولار والاسبيرات والتي يتم الحصول عليها بأسعار عالية نسبة للمقاطعة الاقتصادية الأمريكية فضلاً عن الجمارك والضرائب المرتفعة بجانب الوقود، وأبان أن الاسعار المعلنة غير مفاجئة لجهة أن الطلبات التي قدمت تم تقديمها من قبل الشركات منذ وقت مبكر وأوضح أن الطيران المدني عبر إدارة النقل الجوي قسم اقتصاديات النقل الجوي يقوم بدراسة الطلب بشأن ارتفاع الوقود للتشغيل من حيث نوع الطائرة ونوع الاستهلاك والعمل على موازنة بين متطلبات الشركة ومصلحة المواطن خوفاً من توقف الشركات من تقديم الخدمة إضافة إلى القيام بموازنة استمرار الشركة في العمل ومصلحتها ومستوى دخل المسافرين ومستوى العرض والطلب، وكشف أن الزيادة المعتمدة أقل من الزيادة التي طالبت بها الشركات حرصاً على المواطن وعاب على اصحاب الشركات برمي اللائمة على الطيران المدني بزيادة أسعار التذاكر، مشيراً الى أن مهمة الطيران المدني الرقابة والتنظيم، ونوه الى أن أمر تطبيق الزيادة والحرص على عدم زيادتها من اختصاص سلطة الطيران المدني، وقال إن حديث أصحاب الوكالات غير علمي بشأن عدم تبرير الزيادة. وأكد تفاوت الأسعار حسب المسافة واستهلاك الوقود وقطع بأن الطيران أكثر القطاعات في البلاد التي تتوفر لديها دراسة لارتباطها عالمياً.

أما رئيس غرفة النقل شيخ الدين محمد عبد الله قال إن الزيادة نتيجة مشكلة عدم توفر البترول إضافة الى عدم توفر العملة الأجنبية لشراء الإسبيرات التي ترتفع أسعارها بصورة كبيرة إضافة إلي عدم الاهتمام بالقطاع، وقال لـ(الصيحة) ان كثيراً من المطارات الداخلية تعاني من أزمة الوقود، وأضاف أن كثيراً من الطائرات تعمل على زيادة الوقود بدلاً عن الركاب لجهة أن كثيراً من المطارات غير مؤهلة مما يضطر الطائرة الى التحليق فترة زمنية لحين وجود مدرج مناسب للهبوط، وفي كثير من الأحيان تعود أدراجها الى الخرطوم، مبيناً احجام شركات الطيران الداخلي عن السفر الداخلي لعدم تغطية تكاليف الرحلة، مشيراً الى أن الزيادة جاءت في وضعها الطبيعي في ظل الخسارة وعدم توفر وقود في المطارات الداخلية. داعياً الى توفير البترول المحلي بالحكومات الولائية ودعمه من قبل الدولة.

أحد أصحاب وكالات السفر ـ فضل حجب اسمه، أكد أن الزيادة التي اعلنها الطيران المدني بشأن تذاكر السفر الداخلية غير مبررة وتنعكس سلباً على أصحاب الوكالات والشركات بحدوث عزوف عن السفر، وشكى من عدم استشارة اصحاب الشركات أو الوكالات في الزيادة إضافة الى أن العقد الموقع مع الجهات الرسمية لا يعطيهم الحق في الاعتراض على الزيادات، وعن الأسباب التي ساقتها غرفة النقل للزيادة أكد أنها غير منطقية لجهة أن الطائرات تستهلك 5-10 أطنان من الوقود في أسوأ الظروف لرحلاتها ذهاباً أو إياباً.

تقرير : مروة كمال
صحيفة الصيحة