منوعات

لماذا يعتقد كبار السن أن الحياة كانت أفضل سابقاً؟


من منا لم يسمع أحد والديه أو أجداده وهو يذم الزمن الحالي، ويشيد بالعقود الماضية على أن الحياة فيها كانت أفضل.
نشرت إيريكا فريدمان مقالاً على موقع Quora قالت فيه إن أحد أصدقائها وصف الحياة فيما تتعلق بالأسرة والعمل وكأنها طاحونة، فأنت مجبر على شيء من التحصيل العلمي، ومواكبة التكنولوجيا، لأن متطلبات حياتك تفرض ذلك.
وفي أحد الأيام ستخرج من هذه الطاحونة، وسيغادر أبناؤك لتكوين عائلاتهم وسيدخلون بطواحين أخرى، عندما تتقاعد، ستجد أن التكنولوجيا تتغير بسرعة أكبر من أن تواكبها، وخاصة أنك لست مطالباً بالتعامل مع تكنولوجيا جديدة في العمل، ولن تذهب إلى صف دراسي لتتعلم عن وسائل التواصل الاجتماعي، أو أي تقنيات جديدة ستظهر.
وفي هذه المرحلة يتضاءل دخل معظم الناس، وبالتالي تصبح قدرتهم على شراء الأجهزة الجديدة أقل، وستجد نفسك مقتنعاً بهاتفك القديم وجهازك اللوحي، وغير محتاج لتعلم المزيد عن التكنولوجيا الجديدة، معللاً ذلك بأنها غالية الثمن.
الأمر نفسه يعيشه الجيل الأقدم الذي كان يتعامل مع التلفزيون بقنوات محددة، وهواتف الخطوط الثابتة.

ومع تدفق المعلومات التي عليك استيعابها باستمرار، ستجد أنك بدأت تشعر بالحنين للماضي عندما كنت أصغر سناً، حيث كان الناس يخرجون من بيوتهم للتحدث مع الجيران، وكانت الحياة أكثر بساطة، ولم يكن المناخ بهذه القسوة، وتشير الكاتبة إلى أن السماء الآن في لندن أنقى مما كانت عليه في 1870، بسبب دخان الفحم الذي كان يجعل الهواء غير قابل للتنفس.
وكان الطعام ألذ سابقاً بالنسبة لك، لأنك وقتها كنت يافعاً وقادراً على أكل كل شيء، أما الآن فمع التقدم بالعمر عليك مراقبة كل وجبة تتناولها، بسبب السكري ومشاكل القلب.
ولم يكن السفر سابقاً مخيفاً، ولم يكن الناس يسمعون عن الإرهاب كما الآن، وركزت على مدى التوتر الذي يعيشه الكبار في السن، بسبب الأخبار التي يتابعونها حول العالم، عن الحروب والقتل والموت في الحوادث وأمراض السرطان.
ومن الواضح أنهم لا يرون الجانب الإيجابي في التغيير الذي يطرأ على العالم، فالتغيير صعب ومخيف، والعالم الحالي لا يمكن التنبؤ به.

(العربي الجديد)