مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : تهديد «مشار» في الحظيرة والزريبة


> لا تستغرب تهديداً يطرحه الجيش الشعبي «لتحرير السودان» بقيادة سلفا كير يوجهه إلى مشار وقواته رغم اتفاق السلام بين الاثنين. > وحينما طالعنا في «الصيحة» أمس خبراً يحمل تهديداً من جيش دولة الجنوب على لسان المتحدث باسمه الجنرال لول رياو كونق بتصفية النائب الأول لرئيس الدولة رياك مشار.. قلنا إن هذا أقل مما توقعناه.. حتى لو كان من يهددونه هو الرجل الثاني في الدولة. > فجذور مشكلة دولة جنوب السودان هي أن قوات التمرد فيها التابعة للحركة الشعبية أصبحت جيش الدولة. > جيش الدولة حينما يكون هو جيش الحزب الحاكم أصلاً.. لا بد من أن تكون الدولة مشوهة.. ومتضمنة لقنابل موقوتة ضد الأمن والاستقرار. > وجنوب السودان إذا كان يتحدث عن نيل استقلال من السودان وليس انفصالاً عنه باستفتاء.. والعملية الاستشفائية تنفي صفة الاستقلال طبعاً.. فإنه يحتاج في الداخل إلى استقلال من قوات أصلاً تابعة للحزب الحاكم هناك.. وتتمتع بأجور وامتيازات من خزينة الشعب أو ما تكسبه من الخارج باسم الشعب. > وأقوى سبب يدعو جنوب السودان أو أوصياءه الأمريكيين إلى إعادة هيكلة الجيش ليصبح قومياً مثل جيوش الدول الأخرى أو كثير منها، هو غياب القومية والمهنية الذي وصل به إلى درجة تهديد قائده الأعلى الثاني بالتصفية. > نعم هو من المفترض أن يكون قائده الأعلى الثاني لأنه هو النائب الأول لقائده الأعلى.. هذا إذا كان بالفعل جيشاً قومياً. أو أصبح جيشاً قومياً وطنياً بعد إعلان استقلال دولة الجنوب أو انفصالها. > كان على الولايات المتحدة الأمريكية التي أنقذت الحركة الشعبية من مصير هزائمها أن تجهز جيشاً وطنياً بديلاً لجيش التمرد لتفادي تطورات متوقعة بحكم أن قوات التمرد لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصبح جيشاً قومياً لدولة. > لكن طبعاً تحويل جيش تمرد إلى جيش قومي يعني سحب الفرقتين التاسعة والعاشرة من جنوب كرفان والنيل الأزرق وبالتالي حل ما يسمى قطاع الشمال التابع للحركة الشعبية. > وربما ترفض واشنطن تشجيع حكومة جوبا على هيكلة الجيش الشعبي لجعله قومياً وطنياً حامياً حمى كل قبائل جنوب السودان حتى لا يذوب بذلك نشاط قطاع الشمال. > ربما الأمر مربوط في ذهن واشنطن وإسرائيل باستمرار نسف الاستقرار في السودان من الناحية الجنوبية. > هكذا يمكن أن نقرأ واقع الجيش الشعبي من زاوية المؤامرة الأجنبية المستهدفة لاستقرار السودان منذ قبل رفع علم استقلاله. > الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي الجنرال لول رياو كونق يتحدث بلهجة غريبة وكأنه محرض من سلفا كير نفسه حين يهدد مشار فيقول إنه إذا لم يستطع السيطرة على قواته في ولاية الوحدة ستتم تصفيته هو وقادة قواته في جوبا. > ومشار نائب أول للرئيس سلفا كير الذي هو القائد الأعلى للجيش المتحدث باسمه لول رياو كونق الذي هدد مشار بالتصفية. > بالله أين الدولة؟ هل في جنوب السودان دولة بالفعل أم حظيرة نفوذ أمريكي وزريبة مطامع إسرائيلية؟ > كان يمكن أن تعالج مشكلة اعتداءات القوات الموالية لمشار في إطار التعاون الرئاسي في جوبا.. وبروح تنسجم مع اتفاق السلام الموقع بين الرئيس ونائبه الأول. > ولا يليق بمتحدث عن جيش دولة أن يهدد نائب أول رئيس الدولة بالتصفية. لكن أين الدولة؟ وإن وجدت.. فأين جيشها الوطني القومي الذي لا يسمح بأن يصرح المتحدث باسمه بتهديد مواطن بالتصفية دعك من أن يكون الرجل الثاني.. وأكثر من ذلك قد وقع اتفاق سلام مؤخرًا ما زال غصنه أخضر مع رئيس الدولة. > فهل سلفا كير فقط هو مشرف حظيرة النفوذ الأمريكي.. ومراقب زريبة المطامع اليهودية في منطقة جنوب السودان؟ هذا ما يوحي به مثل تصريحات المتحدث باسم جيش حزب الحركة الشعبية «لتحرير السودان». > فجنوب السودان لعله في حسابات القوى الأجنبية معسكر كبير جداً للتمرد والعدوان ضد السودان.. خدمة لمصالح القوى الأجنبية. ولو هناك وصف آخر دعونا نعرفه. غداً نلتقي بإذن الله.