مقالات متنوعة

كمال عمر : تفشي الأمراض.. ناقوس الخطر


> إحصائيات مخيفة حملتها الصحف هذا الأسبوع عن ازدياد نسبة الإصابة بأمراض السكري والضغط والكلى وسط المواطنين، وقُدمت تقارير رسمية أمام البرلمان إلى جانب تصريحات لوزير الصحة بولاية الخرطوم حول ازدياد حالات السرطان. > وكشف تقرير لوزارة الصحة، عن «405» حالات إصابة جديدة بمرض الإيدز بزيادة 4 % عن العام 2014م خلال 2015م، بينما ارتفعت نسبة أفراد الفئات الأكثر عُرضة للإصابة إلى 59.8 %. > ودقت جمعية السكري ناقوس الخطر من ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري في البلاد، مُعلنة عن وجود أكثر من «5» ملايين مريض معرضون للإصابة بالسكري. > وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة قال إن 45 % من حالات غسيل الكلى ناتجة عن الآثار الجانبية لمرض السكري. ودعا إلى تغيير نمط الحياة باعتبار أن المرض يشكِّل عبئاً اقتصادياً كبيراً على المواطن والحكومة. > انتشار سريع لأمراض لم نكن نحس بها حتى وقت قريب، ولم يعرف الذين سبقونا الكثير عنها، ولكن مع التغيُّر الكبير في منظومة الحياة والمناخات ازدادت الابتلاءات وتفشت الأمراض لدرجة لم يكن يتصورها أحد. > هذه الإحصائيات وضعت الجميع أمام تحدٍ كبير للتخلص من الأمراض تدريجياً عبر وضع خطط ودراسات تتنزل سريعاً إلى أرض الواقع، وتوعية الأجيال القادمة بالمسببات وكيفية تلافيها. > دعوة وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة لتغيير نمط الحياة يجب أن تتخذ خطوات عملية وبصورة عاجلة لتنفيذها عبر تكثيف الجرعة التثقيفية الصحية في المدارس والجامعات، مع تنشيط البرامج التوعوية للمواطنين وتحذيرهم من خطر الأمراض ومسبباتها. > ربما تجبر الظروف المعيشية الضاغطة قطاع كبير من المواطنين إلى تجاهل الأعراض في بداياتها باعتبار أن تكاليف العلاج باهظة وفاتورة الدواء ارتفعت بشكل كبير، مما يؤدي إلى تفاقم المرض وانتشاره في محيط كبير، خاصة إن كان من الأمراض المُعدية، وبالتالي تصعب السيطرة عليه. > كما أن بعض المرضى يلجأون إلى وصفات تقليدية يسمعون بها من أقربائهم، ويذهب بعضهم للعلاج بوسائل أخرى تؤخر حالة المريض وتوصله إلى نقطة اللاعودة، لنفقد بعدها عزيزاً وصديقاً وقريباً بسبب الإهمال والجهل. > أيضاً تنعدم عند كثير من السودانيين ثقافة الفحص الدوري و«طبيب الأسرة» التي يمكن عبرها اكتشاف العديد من الأمراض في أطوارها الأولى والسيطرة عليها. > طبيعة الأطعمة التي نتناولها غير بعيدة عن دائرة الاتهام، وكلنا نعلم خطورة الجرعات الزائدة من الأسمدة التي تحتاجها الأراضي الزراعية والكيماويات التي صارت تدخل في تربية الحيوانات والطيور. > أما الزيوت التي نقرأ بصورة مستمرة عن ضبط مصانعها العشوائية، فحدِّث ولا حرج!. هذا إلى جانب استخدام مادة الزئبق في مناطق التعدين وخطورتها وتأثيرها على المواطنين. > وزارة الموارد البشرية قالت هي الأخرى إن عدد العاطلين عن العمل بالبلاد بلغ مليوني عاطل بنسبة 19 %، منهم «455» ألف خريج جامعي، وهذا يخلق واقعاً اقتصادياً يؤثر بصورة مباشرة على «نفسية» هؤلاء العطالى ويجعلهم عُرضة للأمراض العصبية والانزلاق نحو هاوية المخدرات والانفلات الأخلاقي. > هذه الإحصائيات المقلقة يواجهها أيضاً واقع مزرٍ في بعض مستشفياتنا حيث تنعدم أبسط مقومات استقبال المرضى وتوفير البيئة الصحية حتى يعودوا من خلالها أعضاءً فاعلين في مجتمعاتهم. > كما نجد أن عدداً كبيراً من الأجهزة الطبية غير مطابقة للمواصفات وهناك أخطاء طبية كثيرة أدت إلى حالات وفاة، كان السبب الرئيس فيها جهاز فاقد الصلاحية أو كادر طبي قليل الخبرة. > ستمضي الأوضاع للأسوأ ما لم يتم تفعيل الرقابة على المستشفيات والأسواق ورفع الحس الوطني والوازع الديني والأخلاقي وسط المجتمع..