مقالات متنوعة

عبد العظيم صالح : «خليك كبير»


قال صديقي: ماذا حدث لهذه البشرية؟ أنظر لهيئة الناس من حولك – تجدهم «شاخوا» فجأة. اللون الأبيض يتسيد كل المساحات الزرقاء!! وأبن العشرين يبدو كشيخ سبعيني!! والأخير يمتطي موجة خرف!! لماذا كبرنا يا صديقي؟ سألني صديقي ونحن هذه المرة في جلسة حزن!! فقلت له: يا صديقي سأجيب وأرجوك ألا «تزعل مني»! فحديثي ربما يكون مراً.
ü الذي تراه هذا ليس تقدماً في السن!! إنها هذه الحياة المادية التي أصبحنا نلهث وراءها. قديماً قالوا إن «الجماعة» أدخلوا الناس المساجد وخرجوا هم للأسواق أخشى يا صديقي أن أقول إن البقية.. وبعد برهة من الزمن لحقوا بهم..!! لا توجد اليوم واحة من الفضائل «والروح» والمثالية – الكل يجري وراء المادة. ووراء الدنيا. والدولار. وأبو صلعة. وأبو قرعة. يلهثون ويحملون الهموم ويجرون إلى أين؟ لا نعرف هذا جانب أما الجانب الآخر «الضعيف» فهم السواد «الأعظم» من هذا الشعب وهم الذين يلهثون بشرف من أجل لقمة العيش والأولاد ورسوم المدارس والصحة وما أدراك ما الصحة إنهم يحملون «الهم والغم» فيجف ماء الحياة وبريقها في «جواهم» ويتجعد الوجه وتتكرفس «الجضوم» ويرتخي «الفك» ويزحف اللون الأبيض على كل شعرة سوداء وبعد ذلك تسألني لماذا يكبر الناس فجأة في هذه البلاد.
ü يا صديقي أترك كل هذا وخليك كبير!! أنظر لمن حولك!! وتأمل بعض حالات الانحدار والسقوط!! ماهو السبب..ذلك هو تصغير النفس أمام ملذات الدنيا وهواها!! انظر لبعض الناس إنهم يظنون أنفسهم أكبر من المساءلة وفوق القانون ولهذا يتضخم الشخص ويعتقد أنه «كبير» ويظل يكنكش «في الوظيفة» ويصل لمرحلة مؤسفة من «البرنويا» التي تقول له ليست في الدنيا من هو أكبر منك!
يا صديقي علينا أن نقهر النفس ونعلمها كيف تكون قوية أمام هذه المغريات والماديات الفانية..!! أهلنا زمان قالوا الماعندو كبير عليه البحث عن كبير وهم يرمون للحكمة ولتجارب الحياة المتعددة التي تعلم الإنسان كيف يكون متوازناً «وسامياً» فوق كل الصغائر والضغائن «والكمائن».
ü «خليك كبير يا صديقي ولا تلتفت للصغائر» وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.