مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : إجازة والي


< طرفه تقول إن المدير سأل موظفاً لماذا تغيبت عن العمل فأجابه : الجمعة والسبت عطلة رسمية والأحد عطلة المسيحيين وصاحبي مسيحي فأخدت إجازة معاه الإثنين عطلة المحكمة وأخوي قاضي فأجزت معاه، والثلاثاء أخدتها يوم أجازة. < سيرة الإجازات وتحديداً إجازات المسؤولين عرجنا عليها بمناسبة ما كتبه العزيز يوسف عبد المنان عن إجازة والي النيل الأبيض د. عبد الحميد كاشا، حيث كتب إلى د. كاشا حيث إستكثر عليه نيله إجازة، وقال له إن أهل بحر أبيض يبحثون عن رطل السكر وباقة الزيت لمواجهة مصروفات شهر رمضان. < وأضاف يوسف حينما تتباعد المسافات بين الحاكم والمحكوم يتسرب شيطان السياسة ليفرق بينهم.. من حقك أخي الوالي تجديد نشاطك وأن تستلقي بعيداً عن صخب الوظيفة والضغوط.. مثل الإفرنج، ولكن من حق أهل بحر أبيض الحصول على جرعة الماء النظيف والدواء والتعليم المجاني. < ليس دفاعاً عن كاشا لكن الرجل أخذ إجازة رسمية بإذن من رئيس الجمهورية، وهي تأكيد على وجود حكومة بـ (بحر أبيض)، بعكس ولايات أخرى لو قدم واليها للخرطوم يتوقف نبضها وتموت فيها الحركة، ناهيك عن غيابه شهراً وتواجده خارج البلاد مثل ما فعل كاشا. < إجازة كاشا درس لإخوانه الولاة الذين يريدون أن يديروا كل الوزارات ويلغوا دور الوزراء، بقصد أو دون قصد، مثلما هو حادث الآن في ولاية الجزيرة، ثم إن الإجازة فيها كثير من الفوائد، حيث تجدد حيوية الشخص، وتجعله يقبل على العمل بروح جديدة، فضلاً عن ذلك أن المسؤول الذي يخلد للراحة يؤكد بتلك الخطوة ثقته في نفسه، إذ يصور البعض أن العمل لن يسير بدونه. < حاول يوسف تحريض مواطني بحر أبيض على الوالي ، وهي طريقة تشي بأن ليوسف دوافع خفية من كتابته، وكأنما مواصلة كاشا لعمله، ستجعل الولاية في عيش رغد أو ستخفض الضائقة المعيشية الماثلة الآن. < أدب الإجازة مفقود لدى المسؤولين، وسبق للنائب الأول السابق الشيخ على عثمان أن حاول ترسيخه، وقد خضع عدة مرات للإجازة،وسبق أن أمضى أياماً بمصيف أركويت بالبحر الأحمر بمعية أسرته. < لضغوطات تتطلب الذهاب بعيداً عن بيئة العمل، و(تغيير جو) .. سبق للرئيس عدة مرات أن خلد للراحة بمناطق داخل السودان، ومنها سد مروي حيث أخذ أسرته وقضى ثلاثة أيام، وفعل ذات الأمر لدى زيارته مؤخراً للسعودية عقب إنتهاء الزيارة الرسمية، وتم الإعلان عن ذلك رسمياً، بينما بعض المسؤولين يشاركون في برامج خارجية بغرض الإجازة < الأمر الغريب في حديث العزيز يوسف هو إعتقاده أن الإجازة شأن يخص الإفرنج – ولا أدري لماذا استخدم هذه الكلمة القديمة - بينما القانون يلزم أي شخص مهما كان أن (يؤجز) ويعجبني إهتمام بنك الخرطوم بإجازات موظفيه بشكل دقيق. < يحلل يوسف عبد المنان الإجازة لنفسه ويستمتع بها وسط إبله وزراعته بجنوب كردفان ويحرمها على كاشا وأسرته التي لا تجده بـ (الهين).