مقالات متنوعة

محمد لطيف : أمن الحسن الغذائي.. هل يتحقق


الحصار ليس شرا كله.. الحصار فيه إيجابيات كثيرة لم نستغلها بعد.. هذه العبارة الجديدة كانت هي إجابة السيد الحسن الميرغني مساعد أول الرئيس على سؤالٍ لي.. حين التقيته بمقر إقامته أمس الأول بعد انقطاع طويل.. كنت قد سألته عن ملف العلاقات السودانية الأمريكية الذي عُرض عليه واعتذر عنه.. وهذه قصة طويلة ليس مكانها هنا.. فجاءت إجابته.. لم أعتذر ولكن هناك أولويات.. موضوع الأمن الغذائي هذا موضوع مهم جدا وبالنسبة لي أولوية مطلقة.. قد يقال إن تحسين العلاقات السودانية الأمريكية يمكن أن يسهم في حل الكثير من المشكلات.. لكن.. يستدرك الحسن.. صدقني.. الحصار ليس كله شرا.. ولكن حسناته كلها لم توظف بعد.. يكفي أن الحصار أجبرك على الاعتماد على نفسك.. والبحث عن بدائل أخرى غير الاعتماد على أمريكا.. ويكفي أن النتيجة أن الدولة صامدة حتى اليوم.. صحيح توجد كثير من الصعوبات.. ولكن الصحيح أيضا أنه توجد كثير من الفرص.. كثير من الموارد التي لم تستغل بعد.. ثم يربط السيد الحسن الأمر كالتالي.. موضوع الأمن الغذائي واحد من القطاعات التي ينبغي أن نطبق فيها خطة توظيف مواردنا والاعتماد على الذات.. وهو بالنسبة للدولة في كل مستوياتها اختبار حقيقي.. نجاحها فيه يعني عبورها من نفق الأزمات.. لذا أنا متحمس لموضوع الأمن الغذائي وسأعطيه أولوية قصوى في برنامجي.. ولا يتردد السيد الحسن في التأكيد على أنه سيكون لصيقا بالولايات في الفترة القادمة لقناعته أن الأمن الغذائي يتحقق من هناك كما يقول..!
لم أندهش لتأكيد الرجل توجهه للارتباط بالولايات.. كما قد يراه البعض تزيدا منه.. فهؤلاء لا يعلمون أن الحسن من أكثر المسئولين ارتباطا بالولايات.. فأسرته خارج الخرطوم.. كما أنه اعتاد على المتابعة بنفسه لبعض أنشطته الاقتصادية.. إذن.. الأمر ليس جديدا عليه.. وبالتالي ليس عصيا تحقيقه.. غير أن الجديد أن السيد مساعد أول الرئيس يذهب هذه المرة إلى هناك بصفته الرسمية.. زائدا عليها مهمته الجديدة.. الرئيس المناوب للمجلس الأعلى للأمن الغذائي والتغذية.. ومنطقي بهذا أن يتحرك سيادته بإحساس المسؤول الأول في هذا الملف.. لذا تجده يجتهد في صياغة جملة من التصورات تعين على تنفيذ المشاريع التي يمكن أن تسهم في تحقيق الأمن الغذائي.. فهو على مستوى التنظير يرى أن الدولة كلها بأجهزتها الاتحادية المختلفة لها دور في تهيئة المناخ لتحقيق الأمن الغذائي.. كل الوزارات الاتحادية بقطاعاتها الاقتصادية والخدمية.. السيادية.. وحتى وزارة العدل بما ينبغي أن تعد من قوانين تساعد على إنفاذ مشاريع الأمن الغذائي.. أما على مستوى التنفيذ فالرجل يعتقد جازما أنه أمر يتم في الولايات.. وأن المسؤولية التنفيذية لمشروع الأمن الغذائي تبدأ من الولاة.. نزولا حتى أدنى مستوى في الولاية.
ومثل جلستنا تلك التي تجاوزت ما كان مقدرا لها من زمن بساعتين ما كان لها أن لا تقف عند.. الحسن في الغياب والحضور.. والقيل والقال.. ولكن السيد الحسن يختصر كل هذا في عبارة قد صاغها بعناية.. أين أجلس؟.. ماذا أركب؟.. هذه ليست انشغالاتنا أصلا.. هذه أوهام لدى البعض.. وغيره كثير مما (لا نود الخوض فيه).. ثم يكمل الحسن: أنا اعمل في إطار شراكة قائمة بيننا.. التزامي تجاه الرئيس أن أعينه كمساعد له في تنفيذ برنامجه.. وقد تصدر معاش الناس ذلك البرنامج.. وتأمين الغذاء جزء أصيل في تيسير معاش الناس.. وهذا التزامي واهتمامي الآن..!