أبرز العناوينسياسية

فيديو.. الترابي يكشف تفاصيل التنظيم السري لإخوان السودان (الحلقة السابعة)


أكد زعيم ومؤسس الحركة الإسلامية في السودان الدكتور الراحل حسن الترابي أن الحركة الإسلامية التي كان يتزعمها كانت تمتلك تنظيما أمنيا سريا له امتدادات داخلية وخارجية، وقال إن الحركة دخلت في مرحلة جديدة في عهد الفريق عبد الرحمن سوار الذهب الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري على نظام جعفر النميري في السادس من أبريل/ نيسان عام 1985.

وقال الترابي – في شهادته السابعة المسجلة لبرنامج “شاهد على العصر”- إن الحركة الإسلامية بعد وصول اليساريين إلى الحكم في السودان وضعت لنفسها قيادة سرية، وشبكات من الأمن داخلية خارجية، تتصل بكل الحركات الإسلامية في العالم، وتتبادل المعلومات عبر العالم.

وكان التنظيم السري -الذي قال الترابي إنه لم يأخذ من نموذج جماعة الإخوان المسلمين في مصر- يحتكم لضوابط معينة، منها عدم التجسس على خصوصيات الناس، وقال إنه استطاع أن يخترق أجهزة الدولة والأمن في السودان، والأمن في بعض الدول العربية المجاورة، وحتى الأمن الأميركي.

وكشف أيضا في شهادته المسجلة أن الحركة الإسلامية السودانية وضعت لنفسها خطة منذ السبعينيات تقضي بضرورة التمكن من السلطة في يوم ما، إما عن طريق ثورة أو انقلاب عسكري، وأن تكون الحركة في نظام حكم ترفض منهجه وسياسته الداخلية والخارجية، في مقابل أن يسكت هو عنها.

يذكر أن الترابي اعتقل ثلاث مرات في ظل نظام النميري، وخرج بعد مصالحة النميري والحركة الإسلامية عام 1977، ليشغل عام 1979 منصب النائب العام ورئيس لجنة تعديل الدستور بما يوائم الشريعة الإسلامية.

مرحلة جديدة
ودخلت الحركة -بحسب الترابي- مرحلة جديدة في تاريخها في عهد سوار الذهب، بعد أن قام الأخير بالإفراج عن الترابي وعن بقية القيادات الإسلامية التي زج بها النميري في السجون بشكل مفاجئ، رغم أنها كانت شريكته في الحكم.

وأرجع سبب انقلاب النميري على الإسلاميين إلى ضغوط الأوروبيين والأميركيين عليه، باعتبار أن هذه الجهات لم تكن ترغب في رؤية الإسلام عند رأس الحكم في السودان.

وقد أصبح للحركة الإسلامية -يضيف المفكر والسياسي السوداني الراحل- امتدادات في الداخل والخارج في عهد سوار الذهب، بدليل أنه زار شخصيا الصين والتقى بقادة الحزب الشيوعي، كما زار السعودية ومصر وغيرهما من الدول، وكانت له أيضا لقاءات مع زعامات هذه الدول.

وغيرت الحركة الإسلامية في تلك الفترة رؤيتها الإستراتيجية في العمل السياسي، بتأسيس “الجبهة الإسلامية القومية” عام 1985 وإلغاء التنظيم السري. مع العلم بأن “جبهة الميثاق الإسلامية” كانت أول حزب أسسته الحركة الإسلامية السودانية التي تحمل فكر الإخوان المسلمين.

من جهة أخرى، تحدث الترابي في شهادته المسجلة عن العوامل التي أدت إلى نجاح انقلاب سوار الذهب، وحصرها في المجاعة التي ضربت السودان في تلك الفترة، والوضع الاقتصادي المزري، والاعتقالات، والمسألة الجنوبية، وهو ما دفع الناس للتحرك بعفوية في ثورة شعبية ضد نظام النميري.

ويذكر أن شهادة المفكر والسياسي السوداني الراحل سجلت في أكتوبر/تشرين الأول 2010.

الجزيرة