زهير السراج

معسكرات مواساة المسؤولين السابقين !!


* ليس للحركة الإسلامية السودانية أى سجل رسمي في أية جهة فى الدولة، ولا يعرف أحد بالضبط هويتها وكينونتها، فلا هي حزب سياسي مسجل لدى مسجل الأحزاب السياسية، ولا هي جمعية طوعية مسجلة لدى مسجل الجمعيات الطوعية، ولا جمعية ثقافية مسجلة لدى وزارة الثقافة، ولا جمعية خيرية ..إلخ!!
* ولا تخضع حساباتها لقانون المراجع العام، ولا يعرف أحد مصادر تمويلها ولا أوجه صرف إيرادتها، ولا يجرؤ أحد ان يسأل عن ذلك .. باختصار شديد هي جهاز فوق القانون، بل دولة فوق الدولة!!
* ولا شيء يدعو للغرابة من ذلك، فما هو الشيء الذي يدعو للغرابة فى بلادنا، خاصة إذا تعلق الأمر بأصحاب العصمة والعظمة سواء فى الحركة أو الحزب أو السلطة، أو في أي مكان آخر، فهم مواطنون من الدرجة الأولى لا يخضعون للمساءلة والحساب، بينما غيرهم مواطنون من الدرجة العاشرة، فإذا كان موبايلك الشخصي يمكن ان يتعرض للتفتيش فى أي وقت من أي رجل شرطة بدون أي إذن قضائي أو قانوني أو حتى سبب موضوعي، فماذا تنتظر من حقوق أخرى؟!
* فى دولة الأمارات العربية المتحدة حكمت محكمة على زوجة بغرامة مالية ضخمة، لأنها فتشت موبايل زوجها لشكها في علاقته بإمرأة أخرى، بينما فى السودان يمكن لأي رجل شرطة أو صاحب سلطة أن يعبث بموبايلك أو يتجسس عليه بدون إذن قضائي، ويجرك إلى المحكمة بأي تهمة ويقدم الموبايل كدليل أمامها، فتعاقبك أنت بدلاً عن معاقبته هو !!
* حملت الأنباء أن “الحركة الاسلامية” بولاية الجزيرة عقدت الدورة الحتمية الثانية لبرنامج “الهجرة الى الله” الذي صُمم، كما قال مقرر شورى الحركة عبدالله الأردب، لتجاوز الفتنة وأمراض السلطة، أو بعبارة أخرى .. لتخفيف أثر الصدمة على المسؤولين الذين يتم اعفاؤهم من مناصبهم الرسمية، تخيلوا ..دورة حتمية ومعسكرات وتدريبات ومصروفات ضخمة لمواساة المسؤولين الذين يتم إعفاؤهم من مناصبهم، والتخفيف عنهم، وتعليمهم الصبر على محنة فقدان المنصب الحكومي!!
* ولقد أوردت صحيفتنا أمس أن مقرر شورى الحركة، قال في مخاطبته الجلسة الإفتتاحية للملتقى بمحلية جنوب الجزيرة، أن من يتم اعفاؤه من منصبه ينبغي ألا يصيبه غبن، فقد خُفف عليه الحمل والمسؤولية، وهو تكليف وانها أمانة، ويوم القيامة خزي وندامة، ونوه إلى أنه لا يوجد منصب دائم، كما دعا إلى تجاوز الجهويات والتقرب الى الله بالتعبد وآداء الفرائض والنوافل من قيام الليل والصوم، وإن الفرصة لازالت قائمة للتوبة والأوبة!!
* ومن جانبها قالت ممثلة الاتصال التنظيمي المركزي فاطمة عبد المحمود أن “برنامج الهجرة الى الله” هو برنامج تنفذه كل الأمانات الولائية، وذكرت: أننا نأمل ان ينعكس على كل المستويات بذات الروح، ولفتت إلى أن الحركة الاسلامية الآن تنبعث من جديد لمعالجة المظاهر الاجتماعية السالبة!!* وأوضح والي الجزيرة محمد طاهر ايلا، إن معسكرات الحركة الاسلامية تهدف إلى التزكية والإعداد الروحي والتربية على العمل الجماعي والتنظيمي، واعتبر ان الدورة فرصة لاعضاء الحركة الإسلامية للحصول على التدريب اللازم لمواجهة الكثير من التحديات التي تواجه البلاد!!
* تخيلوا .. معسكرت فى كل أنحاء السودان للإعداد الروحي للاعضاء، وتعليمهم ميزة الصبر على فقد المنصب الرسمي، وحثهم على أداء الفرائض والنوافل .. والسؤال هل يحتاج ذلك إلى كل هذه المعسكرت والمصروفات؟!