رأي ومقالات

صلاح الدين مصطفى : الأمم المتحدة تجيز مشروعاً للسودان يكافح التصحر ويحد من فقر التربة


أجازت الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة مشروع «مكافحة التصحر وتدهور الأرض والجفاف والتربة والتنمية المستدامة للرعي والمراعي» الذي قدمه السودان وذلك في دورتها الثانية التي انعقدت في نيروبي في الفترة من 25 إلى 27 من آيار / مايو الحالي.
وتأتي أهمية هذا المشروع في تقديم الدعم الفني من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، خاصة دعم اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر، ودعم المبادرات الوطنية والإقليمية في هذا المجال من أجل إيقاف التصحر وتدهور الأرض. وأجازت الجمعية العامة هذا المشروع بدعم من الدول الافريقية والعربية والآسيوية و الصين و مجموعة الـ77 ودول أمريكا اللاتينية.
ويبذل السودان جهودا كبيرة لمكافحة التصحر والتدهور البيئي. وفي هذا الإطار عقد في آذار / مارس الماضي مؤتمر البيئة الأول، الذي شاركت فيه أكثر من 35 مؤسسة عالمية ذات صلة بقضايا البيئة، وتم التركيز على إقامة حزام أخضر حول العاصمة السودانية، وهو جزء من «مشروع السياج الأخضر الأفريقي».
وسيصبح السودان صاحب أكبر نصيب في هذا المشروع العملاق الذي يبلغ طوله 1250 كيلومتراً، إذ سيمر السياج في ولاية الخرطوم، إضافة لولايات كسلا، والجزيرة، والنيل الابيض، ونهر النيل، والشمالية، وشمال كردفان.
وكان السودان قد خرج بمكاسب كبيرة من القمة الثالثة لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الوكالة الإفريقية للسياج الأخضر الكبير، والتي عقدت في شهر تموز / يوليو من العام الماضي في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، وحصل فيها على 20 مليون دولار من البنك الدولي ضمن دعم البنك للسياج الأخضر الكبير.
وأوضح وزير البيئة السوداني، حسن عبد القادر هلال، في ذلك المؤتمر التدهورالمريع فى غابات الساحل الافريقي والذي شمل مساحة مليوني هكتار، الأمر الذي يعزز الحاجة إلى عمل متكامل وشراكات واسعة من المجتمعات المحلية والمنظمات الاقليمية والدولية.
وسرد الوزير جوانب من معاناة السودان التي تسبب فيها تدهور البيئة ومنها التصحر وتدهور الأراضي الزراعية وقلة الأمطار الناتجة عن التغيرات المناخية. وأضاف الوزير أن المشروع يحقق مكاسب عديدة، منها حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية.
ويقول الخبير في مجال البيئية، الطاهر بكري، إن «المتغيرات الكبيرة التي حدثت في مجال المناخ أحدثت مشاكل خطيرة في الدول النامية، وأدت لزيادة رقعة التصحر، وتناقص المساحات المزروعة ونقص المراعي. وهو الأمر الذي جعل العالم والمجتمع الدولي يلتفت لظاهرة التصحر ويسعى لتقديم مساعدات واضحة للدول المتأثرة ومن بينها السودان الذي ضرب التصحر فيه حتى وصل إلى مجرى نهر النيل نفسه في الولاية الشمالية».
ويضيف أن «مشروع مكافحة التصحر وتدهور الأرض والجفاف والتربة والتنمية المستدامة للرعي و المراعي» هو أحد الحلول للحد من التصحر، ويرى أن هذا المشروع – إذا اكتمل بالطريقة التي وضع بها – سيخفف كثيرا من آثار التصحر ومضاره الهائلة. ويقول إن «مثل هذه المشاريع المهة في مجال الحفاظ على البيئة لا تعتمد على الدعم الحكومي فقط، بل تعتمد في الأساس على الوعي الكامل بأهميتها من قبل السكان المحليين الذين يستفيدون منها بشكل مباشر».
ويشدد على ضروة أن تقوم منظمات المجتمع المدني المحلية بدور التوعية، ويرى أن ذلك لا يتم إلا من خلال شراكة فاعلة بين كل مكونات المجتمع. كما انه يعتبر أن هذه الشراكة هي الضامن الأوحد لنجاح هذه المشروع، وغيره من المجهودات التي تبذل في إطار الحفاظ على البيئة من التدهور والإعتداء.

القدس العربي