صلاح الدين عووضة

رُكب سائحة !!


*عبارة كنا نسمعها كثيراً ونحن صغار..
*وتحديداً خلال ممارستنا رياضة كرة القدم..
*ويوصم بها من (يجلي) الكرة منا في منظر مضحك..
*وكنت أفهمها بالمعنى المجازي وليس الحرفي..
*بمعنى أن اللاعب (مهلهل) ويفتقر إلى القوة جراء عدم التغذية الصحية..
*وما زلت أذكر كيف أن زميلاً لنا خر باركاً إثر (قلشة) عجيبة..
*برك مثل السيارة حين (تنكسر ركبتها)..
*وقبل أيام صادفت زميلنا محمد الطيب على سلم الصحيفة صاعداً..
*أو في الحقيقة لم يكن صاعداً وإنما واقفاً يستجمع أنفاسه..
*ولما داعبته بأنه ما زال شاباً فاجأني بعبارة هي عنوان كلمتنا هذه..
*قال لي (ركبي سايحة) بسبب علة لم أجد لها علاجاً..
*ولحظتها لم أكن سمعت بظهور العلاج الذي ينشده فاقترحت عليه الجراحة..
*وأعني استبدال الركبة (السائحة) بأخرى اصطناعية ..
*فنظر إلي نظرة فهمت منها أن كفاك سخرية في غير موضعها..
*ولكني لم أكن أسخر إطلاقاً رغم علمي بكلفة العلاج..
*فحسب علمي ما من علاج لمثل أمراض الركب هذه سوى الجراحة..
*ثم إني أرثى لحال شباب زماننا هذا- مع الأمراض- ولا أسخر..
*أمراض ما كانت تصيب الشباب إلى وقت قريب..
*والآن تفشى بينهم الضغط والقلب والسكري وظاهرة الصلع..
*ونضيف إلى الذي ذكرنا (سيحان الركب)..
*والبارحة قرأت عن اكتشاف طبي نشره موقع صحيفة (ديلي ميل) البريطانية..
*اكتشاف لسيحان الركبة بمشفى الملك عبد العزيز..
*فالذين توصلوا إلى العلاج الفعال هذا هم فريق من العلماء السعوديين..
*ويتمثل الاختراع في حقن دهنية دون حاجة لجراحة..
*وحملت النشرة الخاصة به البشرى لملايين المصابين بالتهابات المفاصل..
*ومن بينهم زميلنا هذا الذي أغضبه حديثي عن تغيير الركب..
*وسرح بي الخيال نحو آفاق السياسة..
*وتمنيت لو أن علاجاً مماثلاً أُكتشف للدول ذات الركب السائحة..
*الدول التي تخر باركةً في ميدان التنافس التنموي..
*و(تقلش) كل تصويبة سياسية من تلقاء حكوماتها نحو المرمى..
*أو تبرك في مضمار السباق الحضاري فتفوتها دول لا تعاني سيحان الركب..
*أو تعجز عن صعود سلم الحضارة ..
*ولا تكف – من ثم- عن استجماع أنفاسها مثل زميلنا الطيب..
*وأظن علاجاً كهذا يمكن اكتشافه في معامل الأمم المتحدة..
*ويكون ذا وصفات سياسية ملزمة..
*وأول وصفة في (الروشتة) هي الالتزام بالديمقراطية..
*ونتوقع أن يُكتب على الديباجة (صُنع خصيصاً للعرب والأفارقة)..
*لا انقلابات ، لا بيانات، لا عنتريات ، ولا قرارات ثورية..
*يعني باختصار (لا ضرب في الركب !!!).