تحقيقات وتقارير

مشروع السليت … حصاد الفشل


هدد مزارعون بمشروع السليت الزراعي باتخاذ إجراءات قانونية ضد إدارة المشروع بعد تعرضهم لخسائر جراء جفاف الترع التابعة للمشروع ، واتهموا الإدارة بالعجز عن الإيفاء بالاتفاق المبرم بينهم والقاضي بتوفير المياه قبل بداية الموسم الزراعي لمدة تجاوزت الست سنوات، مقابل سداد المزارعين ما عليهم من التزام مالي مسبقاً، (آخر لحظة) زارت المشروع، ووقفت ميدانياً على مايحدث به، والتقت بالملاك والمزارعين وإدارة المشروع وخرجت بالحصيلة التالية .

حسب الضجة الإعلامية المنقولة عنه ارتسمت في مخيلتنا صورة زاهية تزينها الخضرة والبساتين والمياه الجارية بمشروع السليت الزراعي لحظة توجهنا صوب المشروع ، ومنذ أن وطأت أقدامنا أراضي المشروع تغيرت الصورة التي كانت بمخيلتنا عن المشروع بشكل غير متوقع, حيث بدأ لنا الزرع مصفراً يعاني العطش، وتؤكد الترع التي تعاني الجفاف ماعبر عنه وجود الطيور المترنحه في حركتها وهي تعجز عن التحليق بسبب انعدام المياه في كثير من الجداول ، معاناة المزارعين بدت لنا واضحة حيث كست الحسرة وجوههم وهم يرون زرعهم يموت أمام أعينهم، وفور الوصول لمحطة البوستر«محطة ضخ المياه» بالمشروع أحصينا (8) مواسير موجهة بالترعة الرئيسية، فكانت أصغرهن فقط هي التي تضخ المياه، وأبت الرائحة النتنة إلا وأن تستقبلنا قبل أمتار لنجد أن مصدرها حيوانات نافقة بطرف المشروع، أصبحت مرتعاً خصباً للحشرات والذباب بعد تحللها، وأجاب أحدهم أنهم يقومون بإحراقها خوفاً من الأمراض.

هدر أموال:
ندفع أموالاً دون خدمة مقابلها هكذا بدأ المزارع محمد الأمين حديثه حيث قال أملك (36) فداناً بالترعة (8) وقبل البدء بالزراعة دفعت رسوم تحضير وري بلغت 300 جنيه للفدان، لتساوي جملة المبلغ 10 آلاف و800 جنيه، هذا خلاف السماد والبذور، وكل هذه ضاعت هباءاً منثوراً بسبب انقطاع المياه وعجز ادارة المشروع في حل الأزمة ،و يمضي الأمين قائلاً حسب الاتفاق والعقود من المفترض أن يكون الري انسيابياً، وتساهلاً منا رضينا بواقع سيء وقمنا بشراء مولدات لتوفير المياه بالترع، وهذه تكلفة جديدة تحملناها حيث يستهلك الوابور وقوداً في دورة الري الواحدة بمايعادل (680) جنيهاً لبرميل الجاز والمعروف أن الزرع يحتاج إلى 5 دورات ري بجانب ألف جنيه للتشغيل والحراسة خوفا من السرقة،

أما المستأجر خلف الله إبراهيم يقول إن مياه الشرب معدومة بالمشروع ونضطر لجلبها من الأحياء المشاورة ناهيك عن مياه لري أراضٍ ذات مساحات شاسعة، وعند توقيع العقد لم نكن نعلم بهذه العقبات فقمنا باستدانة أموالاً لتحضير الأرض والزراعة ريثما يتم الحصاد ولكننا زرعنا فشل. الجهات المعنية التي عجزت عن الإيفاء بوعدها ظلت تأخذ الأموال فقط.. وعند مقابلتنا لإدارة المشروع أقر المهندسون الذين وقفوا ميدانياً على معاناتنا وأخطرونا بأن الطلمبات بها بعض الإشكاليات والآن تم إصلاحها ونحتاج فقط لنظافة المجاري لانسياب المياه بشكل طبيعي، والحديث هنا مازال للمزارع خلف الله، وطالبنا بتسليم المشاريع وارجاع اموالنا التي لم نتلق خدمة مقابلها، وبلغت خسارتي الـ(30) الف جنيه، جراء حريق 10 فدان بسب العطش، الذي لم تستطع المولدات وضع حد له بسبب جفاف الترع بشكل كامل، وطالب بتغيير طاقم الادارة باخرين اكثر دراية بوضعهم.
وضعي يختلف عن الآخرين فانا اعمل بالانتاج، بهذه العبارة بدأ المزارع باحد الجنائن عبد الله اسماعيل حيث قمت بزراعة 3 فدان طماطم ودفعت 16 الف و700 جنيه للمياه، وبدأت الزراعة ولكني تفاجأت بمشكلة المياه بعد ان ضاعت اموالي كلها بغية الخروج بارباح تساعدني على اعالة اسرتي خاصة وان عملي بالانتاج ولكن كما ترى لايوجد اي حصاد، وانعكس الراهن على واقعي المعيشي وحالياً اعاني من عدم وجود مصدر دخل لانفق علي اسرتي واذا خرج المسؤولون من مكاتبهم المكيفة لقدروا ما نحن فيه والخسائر التي نتعرض لها لحظة تلو الاخرى .

والتقطت الحديث المزارع حسن عبد الله الذي كشف عن تعرضة لخسائر جمه تجاوزت الـ(40) الف جنيه لذات الاسباب المذكورة اعلاه.
سرقات وضح النهار
عبر عدد من المزارعين عن سخطهم جراء سرقات مولدات المياه التي يتعرضون لها من مزارعهم وقد تجاوزت 6 حالات سرقه في وقت وجيز، وحملوا ادارة المشروع المسؤولية لعدم توفير الحماية الكافية لممتلكاتهم.

تهديد ووعيد
سنقاضي الجهات المسؤولة لأنها لا تهتم لأمرنا، هكذا بدأ المزارع عبد المنعم حديثه للصحيفة واشار بيده إلى زرع مصفر يظهر عليه العطش ثم قال، قمت بزراعة ماتراه في شهر نوفمبر من العام الماضي ولكنه لم ينجح بسبب العطش،، حيث لم تصله مياه سوى مرتين فقط، ولا خيار امامي سوى بيعه بأسعار زهيدة او اتركه علفا للمواشي ، وتأسف لدخول وقت العروة الصيفية والمشكلة ما تزال قائمة، وحمَّل الجهات المعنية فشل موسمه الزراعي، ووصفها بالمهملة والمقصرة في تأدية ما عليها من واجبات، وقال إنها لا تفقه شيئاً عما نعانيه.

خسائر كبيرة
كشف مالك مزرعة عن تناقص عدد الأبقار التي يمتلكها إلى (8) ابقار بدلاً عن (30) راسا من الابقار وبالتالي تقلص انتاج الألبان التي يرفد بها السوق من (530) إلى (27) رطلاً يومياً، وارجع أسباب غلاء أسعار الألبان لهذه الأسباب داعياً السلطات للجلوس معهم والنظر إلى معاناتهم.
واتهم عدد من المزارعين الجهات المعنية بتعمد مايحدث ليجبروا المزراعين على ترك المشاريع وهجر الزراعة لتحويل الاراضي الى سكنية كما حدث لمشروع نبتة الزراعي الذي تحول الى مخطط سكني.

صيانة
بعد الوصول لمحطة ضخ المياه الرئيسية للمشروع (البوسنر) وجدنا احد العمال يقوم بصيانة مواسير حديدية صغيرة ليكشف لنا عن المشكلة الحقيقة لمياه الري المتمثلة في عدم شراء اسبيرات للمضخات حيث تقوم الادارة بخرطها بالمنطقة الصناعية بجانب تعطل طلمبة واحده، وقال ان الطلمبات الاربع الموجودة بالمحطة لايتم تشغيلها بل يكون الاعتماد على واحده حتى لاتستهلك كل المياه وتحرم شمال المشروع من ماتبقى منها، وحل المشكلة يتطلب العمل بصورة هندسية لتُضخ المياه بشكل مباشر إلى الطلمبات.

حوجة المشروع
وبالمقابل قال مدير مشروع السليت مجاهد محمد ان المساحة الكلية للمشروع تبلغ 16 الف و510 فدان، ويضم نحو 2000 مزارع، وبه 4 طلمبات بالمحطة الرئيسية ثلاث منها في طور الصيانة، و2 اسعافيات تعملان علي مدار الـ 24 ساعة، واضاف ان المشروع يحتاج لطلمبة اخرى ، اما الطلبمات الثلاث ستتم صيانتهن في مدة اقصاها ثلاث اسابيع، وسيتم تشغيل اثنتين بالتناوب، بانتاجية قدرها (3.4) متر مكعب في الثانية، ونقوم بتوزيع المياه بالترع كل 10 ايام.

حل الاشكاليات:
نفى مجاهد تسلمه لشكاوى بوجود جفاف بالترع وخسارة المزارعين أو سرقات للمولدات، وقال إن هناك شرطة متواجدة بصورة دائمة، وحتى السرقات تحدث بالمنازل، وتعهد بحل جميع إشكاليات المزارعين من مياه ومعالجة ماتعرضوا له من خسائر جراء العطش، وقال مجاهد سبق أن أوصيت المزارعين بحفر آبار لتغطية نقص المياه.

مسؤولية مشتركة:
ويشير مدير المشروع لمشاركتهم مع أصحاب الحظائر والبيئة في التخلص من الأبقار النافقة بطريقة آمنة، حيث قمنا بدفن المواشي الأسبوع الماضي في حفر تم تجهيزها لهذا الغرض وأغلب هذه الأعمال تقوم بها إدارة المشروع .

تحقيق: معاوية عبد الرازق
صحيفة آخر لحظة