مقالات متنوعة

طه النعمان : في ضيافة خادم الحرمين الشريفين


* بدعوة كريمة من سفير خادم الحرمين الشريفين في الخرطوم الأستاذ فيصل المُعلا… حزمنا حقائبنا بلا زاد.. فخير الزاد التقوى والنية الخالصة.. وتوجهنا جواً إلى مدينة المصطفى، على ساكنها أفضل الصلوات وأتم التسليم، لنعيش أياماً مجيدة في رحابها قبل أن نتوجه إلى الطواف بأول بيت وضع للناس ببكة حيث أسكن إبرهيم – عليه السلام- ذريته بواد غير ذي زرع .. فتحققت استجابة ربه لدعوته لهم بأن يجعله آمناً وأن يجعل أفئدة الخلق تهوي إليهم، وأن يرزقهم من الثمرات “لعلهم يشكرون”.
وما “خدمة الحرمين” الشريفين التي أتخذها أصحاب الأمر في المملكة إلا بعض هذا الشكر، وما “الضيافة” التي صمموا لها “برنامج” خاصاً كل عام إلا بعض هذا الشكر أيضاً.. فجزاهم الله عنا وعن كل الأمة خير الجزاء.. خصوصاً في هذا الوقت الذي تتعرض فيه الأمة لأعظم الأخطار.. فتدهمها العواصف الصفراء وتحتوشها فتن كقطع الليل.
* بدأ برنامج “ضيوف خادم الحرمين الشريفين” مع أول مُتّخذ للقب (خادم الحرمين) الملك فهد، عليه الرحمة، قبل ست سنوات، وأقتصر حينها على فريضة الحج، واستمر كذلك في عهد خلفه الملك عبد الله، رحمه الله، وأضاف إليه مليك الحاضر سلمان شعيرة العمرة، ليتسع عدد المستضافين ولتتسع وتتعمق بالتالي أهدافه وفعاليته بما يستجيب لمقتضيات الحوادث ورهانات الوقت، وفي مقدمتها جمع الأمة على كلمة سواء، لتصطف على قلب رجل واحد في مواجهة الأعداء.. وما أكثرهم في هذا الزمن الأغبر.
*لكن أمر البرنامج وضيافته لم يقتصر على تبادل الرؤى ومناقشة القضايا التي تؤرق بلاد المسلمين، في شكل جلسات وحوارات، بل امتد أكثر من ذلك إلى أن يصبح هؤلاء الضيوف شهود صدق على ما يبذله خُدّام الحرمين من جهود لا تعرف الكلل، من أجل عمارة المساجد وتوسيعها وتهيئتها لاستيعاب الموجات المتتالية من كل فج عميق.. ومن أجل ترسيخ المعاني الثقافية والإيمانية من حول هذا العمران المُنيف.
* وفي مناطق هذه “الخدمة” والجهود المبذولة والمتحققة، وقفنا هناك في “مدينة الخير” المنورة على “مجمع الملك فهد” لطباعة المصحف الشريف، واطلعنا على مراحل تلك الطباعة وترجمات معاني القرآن الكريم، هذا غير الإصدارات المصاحبة التي تصب جميعها في مجالات التفسير والفقه، وتيسير الذكر للمؤمنين، باستخدام آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا العصر في مجال الطباعة والجمع والتغليف والنشر.. خدمة مجانية لا يرجو القائمون عليها جزاءً ولا شكورا من بشر، بل من رب كريم.
(يتبع)