تحقيقات وتقارير

الجميع يحبسون أنفاسهم انتظاراً لنتيجة الشهادة السودانية .. الوزارة أيضاً دخلت في امتحان الأسئلة الصعبة فما الذي تتوقعه المدارس والطلاب ؟ يوم يكرم المرء أو يهان


بالأمس سرت شائعة في مواقع التواصل الإجتماعي تشير إلى مؤتمر صحفي عقدته وزيرة التربية والتعليم سعاد عبد الرازق، وتناولت فيه جملة تعقيدات تكتنف إعلان نتيجة الشهادة السودانية من بينها التسريبات أو حالات الغش التي صحبت الامتحانات الأخيرة، فيما بعد اتضح أن ذلك الخبر الذي سرى بقوة محض شائعة، ولكنه بالضرورة ينبيء عن حالة قلق مبرر جراء الانتظار، أو هو فعل مقصود لينتج عنه ردة فعل رسمية تكشف بعض ما هو خافٍ من معلومات، إذ أن آخر حديث للوزارة أشار إلى إعلان نتيجة الشهادة قبل حلول شهر رمضان، مما يرجح أن يتم الإعلان اليوم أو غداً. ويؤشك الوقت أن يؤذن باقتراب اللحظات الأخيرة، حيث تسود مشاعر القلق، ليس للطلاب وحدهم وإنما لأسرهم والمدارس التي تتهيأ لحصاد عام، وتنطلق نحو آخر .

دون شك التوتر هو سيد الموقف، فالجميع في هذه الأيام يسعى لتلطيف الأجواء بغض النظر عن النتيجة إن كانت سلباً أو إيجابياً، وبالرغم من الأحداث التي جرت أثناء جلوس الطلاب للامتحانات الأخيرة والأحداث التي صحبتها، وما رشح أيضاً عن احتمال إعادتها، إلا أن هنالك فرحة أيضاً مكتومة، وخوفاً بائناً في نفوس الطلاب، وقد حاولت (اليوم التالي) رصد الأجواء في الشارع، والحديث إلى بعض الطلاب، إذ كيف تهيئوا لإعلان الشهادة، وماذا يتوقعون ؟
الطالب الفاتح أحمد قال إن من أصعب الأشياء الانتظار والإحساس بأنك ربما تنجح أو ترسب، وليس بالضرورة تصدق الحسابات التي نجريها بعد كل امتحان، ومع الأحداث التي كانت سائده أيام الامتحانات يقول محمد ( الحاجة المخوفاني أكثر موضوع تسريب الامتحانات، أو ما أسموه بحالات الغش أن يؤثر علي النتيجة) .. لكن بالرغم من ذلك أتمنى أن أحصل على نسبة تؤهلني لتلبية رغبتي الجامعية، تحديداً في دراسة الطب، صحيح أنا خائف ولكنني متفائل.

في ذات السياق تقول ليلي عوض محمد خوجلي التي تنتظر نتيجة الإمتحان بصبر كبير، حين تطل عليهم الوزيرة أو من ينوب عنها، وكذلك المذيع لإعلان نسبة النجاح والأوائل، وتشير ليلى إلى أن الامتحانات سارت على نحو جيد، وإن كانت هناك صعوبات في اللغة العربية والفيزياء وكان الأمر أشبه بالخدعة لكون الفيزياء في العادة تعتمد على الذكاء والتركيز، بينما جاءالإمتحان مغايراً واعتمد على الحفظ، وتتمنى ليلى أن يكون المصححون راعوا لتلك الملاحظة، وتقول أيضاً أن امتحان اللغة العربية بخلاف الفيزياء جاء معقداً، وأضافت أن ما حدث من لغط بشأن أن الامتحان مكشوف أثر بشكل كبير عليهم سيما في آخر امتحان، وتمضي بالقول “ترددت أحاديث كثيرة في هذا الصدد ولذلك لم اجتهد كثيراً في آخر امتحان باعتبار أن لا داعي للاجتهاد طالما أن الامتحانات ستعاد” .. ليلي تشير إلى أن الأجواء في منزلهم ستكون مختلفة ومهيأة لدرجة كبيرة لاستقبال النتيجة لافتة إلى أنها تتوقع حصولها على درجة جيدة في امتحانات هذا العام.

ندلف إلى الأساتذة ونقرأ ونستشرف معهم ما يمكن أن يحدث، الأستاذة زليخة مديرة مدرسة الزعيم، تتمنى أن لا تؤثر الأزمة التي حدثت أثناء الامتحانات على النتيجة، وأن يكون لمدرستها حظ ضمن الأوائل، بالرغم من معرفتها للمدارس التي سوف تحرز المركز الأول، وأنها تتوقع أول الشهادة من الولايات، مضيفة إلى أن التجهيزات للمتفوقين في مدرستها تسير بشكل جيد. وأشارت زليخة إلى أن الطلاب لم يشتكوا من صعوبة الامتحانات التي لم تخرج من المقرر الدراسي بطبيعة الحال، مشيرة إلى أن أهل بعض أولياء الأمور يحرصون على إظهار الناجحين فقط وإخفاء الراسبين، غير أن الأمر لا يستمر طويلاً لأنه ينكشف عند التقديم للجامعات. وعن ابتعاد المدارس الحكومية عن المراكز المتقدمة، ذكرت زليخة أن الأمر طبيعي في ظل الدعم والاهتمام الذي تجده المدارس الخاصة، بجانب أن المعلمين المتميزين يتجهون صوب المدارس الخاصة سعياً وراء المرتبات المغرية على النقيض من المدارس الحكومية التي قد يتأخرسداد المرتب الشهري فيها على ضعفه.

من جانبه قال الأستاذ محمد أحمد حميدة إن الأزمة التي صحبت الامتحانات الأخيرة واللغظ حولها كان قد ضخم بصورة مقصودة، لكنها مرت بسلام، وهى في الحقيقة أزمة عابرة، ويصادف أن تحدث، إلا أن الإعلام صب على نارها الزيت، ويجزم حميدة أنها لاتؤثر علي الشهادة الثانوية ولكن يفترض للوزارة أن لاتسمح لأي أجنبي أن يجلس لامتحان الشهادة السودانية دون دراسة المقرر عبر أساتذة مؤهلين، وأن الغرض ليس تحقيق النجاح فحسب وانما تحقيق أهداف ومبادئ، وبالتالي لايجوز للوزارة أن تمنح رقم جلوس لأي طالب دون أن يكون قد درس المقرر، مضيفاً أنه لاتوجد امتحانات مكشوفة للطلاب السودانيين، حيث يتم تدارك الأخطاء غالباً أثناء التصحيح، عبر المعالجة الكلية، مما يخرج النتيجة على حقيقتها، وينقيها من آثار الغش. ويضيف حميدة أن نسبة النجاح دائماً تقاس بالمعايرة وكل ما يحتاجه ذلك بيانات نتيجة الطلاب، ومن المحتمل أن ترفع نسبة النجاح او تخفض على حسب المنهج، أو إذا كانت أحد المواد مرت بمشاكل، فيمكن تلافيها في التصحيح الذي يقف عليها خبراء يعرفون كيف يتعاملون مع مثل هذه الأزمات .. إذن يمكننا القول إن الجميع يحبسون أنفاسهم انتظاراً لإعلان نتيجة الشهادة السودانية، الوزارة أيضاً دخلت في امتحان الأسئلة الصعبة، وتحاول أن تخرجها بالصورة المشرفة فما الذي تتوقعه المدارس والطلاب ؟

الخرطوم _ حسيبة سليمان
صحيفة اليوم التالي