مقالات متنوعة

محمد لطيف : الإمام على الصراط.. فوق البرزخ! 1


(بدعوة من الرئيس ثامبو أمبيكي التقى الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي به في جوهانسبرج يوم الخميس 2 يونيو 2016م.
قال السيد أمبيكي إنه يريد أن يعرف أسباب امتناع الحاضرين من قوى نداء السودان في 21 مارس الماضي عن التوقيع على خريطة الطريق، فهي قد حققت أهم مطالبكم وهي:
1. مطلب أن يكون الوقف الشامل لإطلاق النار وتبعاته مرتبطا بالاتفاق السياسي وليس معزولا عنه وسابق له.
2. ومطلب أن تكون كفالة الإغاثة الإنسانية في مناطق العمليات جزءًا من إجراءات بناء الثقة ما يعني سرعة إنقاذ المواطنين المتضررين بالحرب.
3. مطلب الاعتراف بالجبهة الثورية وحزب الأمة كفريق مشترك في الحوار الوطني.
4. وعلى أية حال فما لم ينص عليه بالتحديد في نصوص الخريطة يمكن بحثه في اللقاء المقترح بينكم وبين ممثلين 7+7.
كان الرد:
أولا: الشكر له وللآلية الرفيعة على جهودكم المثابرة لمساعدة الشعب السوداني تحقيق السلام والتحول الديمقراطي في البلاد.
ثانيا: شكره على توجيه هذه الدعوة لرئيس حزب الأمة وهو قادم بإخلاص لإيجاد مخرج يقبله الجميع لاستئناف الحوار الوطني.
ثانيا: صحيح في غياب آلية حوار باستحقاقاتها فالشعب السوداني ماضٍ في تعبئة من أجل انتفاضة سلمية وهي وسيلة مجربة في السودان وكما يعلم الجميع فإن الحركة في الشارع السياسي السوداني قد زادت زخماً ولكن هذا لا يعني أبداً صرف النظر عن آلية الحوار الوطني.
ثالثا: المطالب الشعبية نحو نظام جديد عبر الحوار اتسعت وحتى آلية 7+7 ومنبر العاشر من أكتوبر 2015م أصدرت توصيات فيها كثير من المطالب المشروعة وقدم 52 من كرام المواطنين مذكرة للسلطة السودانية تتضمن كثيراً من هذه المطالب.
هذه التطورات تعتبر تزكية إضافية لجدوى الحوار الوطني.
رابعاً: إن الامتناع عن التوقيع على خريطة الطريق في 21 مارس لا يعني عدم الاعتراف بما فيها من إيجابيات ولا يعني عدم تقدير أهدافها.
خامسا: النقاط المطلوب اعتبارها هي:
* أن يكون اللقاء التحضيري المقترح شاملا وأن تمثُل فيه الحكومة للالتزام بالتنفيذ.
* أن لا تعتبر عملية الحوار مجرد امتداد للحوار بالداخل. بل يتفق في الحوار التحضيري على استحقاقات الحوار الوطني.
* أن تتوافر ضمانات بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
* أن يكون الحوار الوطني الذي سيجري داخل البلاد بعد تنفيذ إجراءات بناء الثقة وأن تكون رئاسته بتوافق متبادل ولا تخضع لأي حزب.
رد السيد أمبيكي: بأنه يمكن أن يدرس هذه النقاط مع أعضاء الآلية والرد عليها.
كان الرد: الأفضل أن يأتيك مكتوب من نداء السودان المشتركين في الحوار وأن تجتمع بهم لإصدار اتفاق معكم. وافق على ذلك وأرسل رئيس حزب الأمة مسودة لزملائه بمشروع الخطاب المطلوب ويُرجي أن يتفق عليه ويُرسل الخطاب بأسرع ما يمكن لأن الجميع يقدرون ضرورة إنجاز الحوار الوطني لوقف الحرب وتحقيق الديمقراطية المنشودة وتحقيق مطالب الشعب السوداني المشروعة)
إذن.. هذا نص البيان الذي أصدره مكتب الأمام الصادق المهدي ممهورا بتوقيع السيد محمد زكي سكرتير الإمام الخاص.. فيما تولى توزيعه السيد إبراهيم على مدير مكتب الإمام.. ولكن.. إن شئت الدقة.. خاصة وبعد الاطلاع على البيان.. يمكنك القول مباشرة.. إن هذا هو البيان الذي أصدره الإمام.. الإمام خير من يقدم الموجز المفيد دونما غموض.. وهو كذلك خير من يقدم تفاصيل التفاصيل دونما إسهاب.. وهو يعلم كذلك متى يقدم هذا.. ومتى يفعل ذاك..!
والإمام حين أقدم على مقابلة أمبيكي.. وفي هذا الأمر الشائك.. كان يعلم ولا شك.. أنه يمشي على الصراط السياسي.. بكل ما يعتوره من تعقيدات وما ينتاشه من مواقف.. وأن عليه عبور البرزخ الفاصل بين الحكومة والمعارضة.. دون أن يسقط في جهنم الاستعصاء الناشب بين المواقف.. لا مواقف الحكومة والمعارضة فحسب.. بل مواقف المعارضين.. بعضهم البعض.. لذا اختار الإمام منهج التفاصيل.. وهو يردد ولا شك في سره.. من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..!
ولئن أوردنا هذا النص لنعين الإمام على وصول فكرته بوضوح.. فعائدون غدا لسبر غور هذه التفاصيل ..!