حوارات ولقاءات

حسن إسماعيل : خطابك قبل الوزارة كان ساخطا جداً على أداء الحكومة؟


** يتولى حسن إسماعيل وزير الحكم المحلي بولاية الخرطوم وممثل قبيلة الصحافيين في طاقم حكومة ولاية الخرطوم واحدة من أهم الوزارات في الحكومة الولائية، وإن كانت بشكلها الحالي دون أعباء واضحة لغياب قانون الحكم المحلي، إلا أن الوزراه تتحرك في اتجاهات مختلفة قبيل استصدار القانون، وتعد حلقة الوصل بين المحليات وحكومة الولاية، الكاتب الذي يتهمه البعض بالتحول مائة وثمانين درجة من مواقفه السابقة ضد الحكومة بقبوله المشاركة والاستوزار ضمن طاقمها، يقول إنه مرتاح وقادر على أن يحقق التغيير من داخل الحكومة، ويؤكد بأن الوالي الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين استلم المفاتيح الصحيحة لحل مشكلات الولاية، ويقول حسن بأنه متفائل بانتهاء المشكلات بنهاية العام، ولا ينسى تأكيده على أنه لن يتوقف عن الكتابة ويؤكد أن البلاد في حاجة إلى النقد وأن هناك سلبيات كثيرة يجب معالجتها على المستويين الاتحادي والولائي.
* هل انتهت كل مشاكل المدينة حتى تقرروا الذهاب لتنمية الريف؟
– في الحقيقة المسألة ليست بهذه النظرة، نعم المدينة مازالت بها مشكلات وتحديات كثيرة، ولكننا نظرنا إلى الأمر من زوايا عديدة، ونحن أساسا شعرنا بأن هناك خللا وعدم توازن ما بين وضع الخدمات في الريف والمدينة في ولاية الخرطوم، وبعيدا عن من يتساءلون هل حللتم مشكلة المدينة حتى تمشوا الريف، نقول لهم المدينة وضعها دائما متطور ومافي مشاكل، البنيات متوفرة رغم المشاكل ولكن في الريف لا توجد بنيات تحتية فمثلا في الريف لا توجد مدارس ثانوية ولا توجد مصادر للمياه.
* هل يعني هذا أن المؤتمر حقق أهدافه ولم يكن قفزة في الظلام؟
– نعم أعتقد أن المؤتمر حقق الأهداف والمقصود منه في الأساس تغيير نظرة المجتمع والحكومة والمسؤولين حول الريف وتسليط الضوء على قضايا الريف، وبالنسبة لنا فإن الموازنة بين الخدمات في الريف والمدينة أمر مقدور عليه ولكننا كنا محتاجين لتغيير نظرة الناس حول الريف وأن لا يتذمر الناس عندما يذكر الريف ونؤكد لهم بأن الريف ليس عالة على المدينة، وهو مستودع للموارد والإنتاج وهذه رسالتنا، لأننا نحتاج إلى وضع سياسات للاستفادة من تلك الإمكانات والموارد الضخمة في الريف.
* يبدو أن المؤتمر تجاهل مشاكل الزراعة في الريف؟
– بالعكس وزارة الزراعة طبعا بدأت في حل المشكلات بوقف البيع والتصرف في الأراضي الزراعية واسترجاع الأراضي المصدقة زراعيا وينوي ملاكها تحويلها لمخططات سكنية هذه ستنزع تماما، ومع ذلك نسعى لتوفير تمويل مباشر للمزارعين والمنتجين في القطاع الزراعي والحيواني بالجلوس مع وزارتي المالية والزراعة، بجانب خروج المؤتمر بمجموعة من دراسات الجدوى لبعض المشاريع بضرورة إضافة الصناعات الصغيرة كالمحالب الحديثة وصناعة الجبنة، ومن جانبنا سوف نضغط لتحديد جدول زمني لتنفيذ ذلك، فضلا عن العمل على توصيل الكهرباء للريف الغربي في أم درمان وشرق النيل وأذكر هنا بأن النائب الأول لرئيس الجمهورية قد وجه وزارة الكهرباء الاتحادية بحفر آبار وتوصيل مولدات الكهرباء، وتنفيذ ذلك على وجه السرعة وطالب وزارة المالية الولائية بتوفير التمويل وتحديد وقت تنفيذها.
* ألا يتعارض ذلك مع أولويات الولاية؟
– أبدا لا يوجد تعارض، نحن نعلم مشكلات المدينة في الولاية وهي تعاني من مشكلة أساسية والعمل جارٍ في حلها وهي قضية المياه، وبعد أن وعد النائب الأول بتوفير متبقي المبلغ المطلوب لتنفيذ محطات المياه بتكلفة ستمائة مليون لتنفيذ محطتي الشجرة وسوبا، وينتظر أن تدخل محطة الشجره في يوم ثلاثه سته وتضخ في الخطوط، أما بالنسبة لمشاريع مؤتمر الريف فستضمن ضمن ميزانية العام المقبل وليست الآن وبالتالي لن يكون هناك تصادم، فمشكلة مياه سوبا محلولة والشجرة سوف تدخل الشبكة وتحل مشكلات جبرة والعزوزاب والشجرة والكلاكلات، ومحطة سوبا سيبدأ فيها العمل بعد توفير المبلغ، ونحن شخصنا وحددنا مشاريعنا وفي أغسطس سنعتمدها للعام المقبل.
* أنتم كحزب هل راضون عن الشراكة مع الوطني؟
– طبعا الشراكة فعل اختياري ويخضع للتقييم الشخصي ونحن حتى الآن ليس عندنا شكوى كحزب حتى نقول ما منحونا مساحات عشان نشتغل فيها ونحن راضون كل الرضا، وأفتكر أن الكرة في ملعبنا الآن لنثبت بأننا حزب جدير بأن يكون جزءا من المنظومة الكلية وهناك مساحة للإقناع بذلك سيما وأننا شركاء في المسؤولية وليس السلطة ونحن مسؤولون نتقاسم مع الآخر المسؤولية كلها ولا بنهرب من المسؤولية لأي سبب من الأسباب.
* يعني هناك تناغم؟
– هناك تناغم تام في العمل وفي مجلس وزراء الولاية المسألة دي مية في المية وعلاقتنا الخاصة والشخصية على مستوى التشاور وتبادل الآراء مثالية لأبعد درجة.
* يقال إنك مقرب من الوالي؟
– ما عارف أقول شنو، أقول لا يعني ما ممكن، لكن عموما أنا أرجع الأمر لثلاثة أشياء وطبعا الحمد لله أنا كنت أتكلم عنها باستمرار في الصحافة وفوجئت بأن الوالي قبل أن يشكل حكومته بدأ بها وهذه كانت مسألة وجدت ارتياحا في نفسي.
* ما هى تلك الأشياء؟
_ وقف التصرف وبيع الأراضي التي كانت تعد أكبر مشكلة تعانيها الولاية وظللت أطرق عليه كثيرا في كتاباتي، وأول ما بدأ بهذه النقطة شعرت بأن الوالي استلم المفاتيح الصحيحة، لا يعقل يقوم شخص ببيع الأراضي ليبني الكباري، زي الزول الباع نص بيتو عشان يبني راكوبة بكرة بتقع أصلا.
* خطابك قبل الوزارة كان ساخطا جداً على أداء الحكومة؟
_ الناس لو بدققوا في فيديو وفاة صلاح السنهوري بلقوا انني كنت بقول اذا البلد عايزة تطلع من عنق الزجاجة الاقتصادية يفترض أن ترفع ميزانية الزراعة لعشرين بالمائة وجاء الوالي رفعها لثلاث عشرة هذه بدايات صحيحة لمستها حتى قبل أن نجلس معه وجعلتني متفائلا جدا لأنه بدأ بصورة صحيحة عكس ما كان يتوقع الناس أن عبد الرحيم بعيد عن المسائل الإدارية بحكم أنه كان في الدفاع، وأرى أن الوالي إذا تمكن من تمويل الميزانية من غير بيع الأراضي فهذا نجاح، كما أن مشكلة المياه قديمة وكل من تعاملوا مع الملف تعاملوا معه بمسكنات لكن عبدالرحيم جاء بالحل الجذري ونتوقع بنهاية السنة أن يقفل ملف المياه نهائيا بعد اكتمال المحطات النيلية.
* يعني أنت مرتاح؟
أنا مرتاح نفسيا وقادر على أن حقق التغيير من الداخل وربنا قدر لي أن أشهد تجربة جيدة عمليا ومن الأشياء التي كنت أطالب بها عندما كان وزير البنى التحتية السابق يطالب بزيادة تعرفة المياه قلت له في برنامج تلفزيوني إذا كانت الزيادة تحل المشكلة أمشي فيه، وبرضو سألت عبد الرحيم من ذلك وأكد لي أن الزيادة ستحلها جذريا، وعموما المناطق الملتهبة في الحلفايا والشجرة سوف تحل مشكلتها قريبا وهناك أيضا عمل في مياه الصالحة.
* لماذا تخليت عن الكتابة؟
– لا ما بخلي الكتابة طالما في جهد بشري في أخطاء، وهناك سلبيات كثيرة ينبغي معالجتها سواء على المستوى الاتحادي أو الولائي، وحتى الآن لو في رسالة على المستوى الاتحادي نريد أن نوصل رسالة علينا التركيز على مواردنا وركزنا على خمس سلع قلنا إننا نريد تصديرها في العام المقبل ونشتغل عليها، نساعد في تحسين الميزان التجاري والموازنة بين الاستيراد والتصدير ودي نصيحة يفترض نقولها الأزمة ما عندها حل غير الإنتاج وهو عندما نصدر لحوم ومنتجات خضروات تسهيل للمواطن المنتج ده عشان نخرج، وتجهيز السوق للتصدير.
* (الشو) الاعلامي بنشر الصور في وسائل التواصل الاجتماعي ما جدواه، أعني صور تفقد مجاري الخريف؟
– شوف.. الواحد لما يكون في موقع أو منصب دوماً ما يكون هناك من يترصدونه، ويسعون لتشويه صورته، يعني مثلا الفترة الأخيرة ظهرت بكثافة في كم قناة تلفزيونية بجانب الإذاعات اذا كان في مؤتمر الريف أو الندوات السياسية لذلك لابد أن يكون هناك رد فعل من المنتقدين، وهناك ناس كانوا يريدون أن يقولوا إن حسن شارك في الحكومة ولكنه لن يجد مساحة ولن يكون له رأي، ولكن بحمد الله وتوفيقه أثبتنا العكس والملفات الشغالين فيها ماشة وفي طرف ثاني عايز يعكس القصة دي.
* لم تكن التعليقات كلها ساخرة منك هناك من نظر لها بإيجابية؟
كلها ما سخرية ولكن للأسف حتى اخوانا الصوروني قريبون مني وكنا عايزين نقول للناس إننا جئنا بنفس الشارع وإن المواطن لو لقى المسؤول معه يتفاعل ، وأصلا تجربة حي الأمراء وصورة المصرف نجحت ولسة عندنا شغل في الأزهري وغيره من أحياء الولاية.
* ماذا يريدون منك بالضبط وهل لك خصوم؟
_ في الحقيقة يريدون تشويه الصورة وأنا أصلا ما عملت شيئا سالبا لذا لجأوا إلى انتقاد العمل الإيجابي وكأنهم لم يجدوا فينا شيئا سلبيا لينتقدوه، وواحدة من مشكلاتنا أنه ينبغي علينا أن نحدد هل نتعامل مع خصم أم عدو لأن الحكومات تمشي والتنظيمات تمشي ويبقى الأشخاص، فكيف لك أن تحكم المواطن بعد أن توجد مرارات في نفسه؟، يعني لما تقول الخرطوم أوسخ عاصمة كيف لك أن تأتي وتحكم ذات المواطن الذي أسأت لبلده؟، وأنت بذلك تغرس فيه الروح الانهزامية.
* كتابتك كانت ناقدة على الدوام؟
_ أبداً أنا في كتاباتي كنت أفرق بين البلد والحزب، يعني ما كنت بفرح لما ناس ياسر عرمان يضربوا أبو كرشولا أنا ما كنت بستهدف الأشخاص بل المسؤولية، مثلا المتعافي لما خلا الولاية ما اشتغلت بيه تاني كنت فقط أنتقد المسؤول وحين يترك الموقع لا أنتقده، فكل القيادات التي كنت أنتقدها لما غادرت الملف ما انتقدتها لأنه ما عندي شيء شخصي معهم بالعكس لاقيتهم عادي، الخضر المتعافي وتعاملت معهم.
* ولكن.. هناك معارضون تفاعلوا مع هجوم أيو كرشولا وغيره؟
– أنا عندي قناعة أن الحزب المدني يفترض أن لا يهلل للعمل العسكري لا من هنا ولا من هناك، وأرى أنه بعد قليل ستتحول البلد إلى أشلاء ولا ينبغي أن تكون هناك شعارات دموية بين الخصماء السياسيين، وأنا لم أحد عن خطي أبدا، ومن زمان وأنا في حزب الأمة القومي رفضت أن أذهب للعمل العسكري، ونحن عندنا تجربة العمل المسلح في السودان ما نجح منذ 76 والحزب مفروض دائما يكون مدنيا وضد العمل العسكري، وهذا خطي، وأنا في المعارضة قلت أي زول خاض سبتمبر وبعرف أسرارها طلع بعظة ويعلم أن القصة كشفت لنا القيادات القديمة التي لم تستفد شيئا، الأولاد في الشارع وهم بقسموا في الكيكة دا يجي في الحكومة ودا ما يجي.
* بالنسبة لحزب الأمة ومستقبل الأوضاع فيه؟
– أنا ما ميال للحديث عن حزب الأمة، غادرته منذ أربعة عشر عاما وقلت رأيا واضحا فيه، وحتى الآن الحزب لم يتغير وهو كما خليناه كما هو، ما عايزين نقول إنه ما ضاق عافية لكن ما حصلت حاجه تخلينا نغير رأينا وهو للآن في مرحلة التردد وعدم وضوح الخط السياسي والحزب ما معروف ماشي على وين هل هو مع نداء الواجب لما قالوها ساعة المظاهرات ولا راجع خارطة الطريق، يعني الصورة الخليناه عليه قبل 14 سنة لازالت موجودة، ضبابية الخط السياسي.
* أليست هنالك استجابة لدعوات لم الشمل؟
– لن يتم، نحن هنا في مجموعات الإصلاح أقرب لأن رؤيتنا السياسية واحدة، لكن في القومي صعب لأنه لا توجد أهداف واحدة. والمسارات مختلفة، الأهداف مختلفة وكل زول عايز يسقط الآخر ومافي مشروع أو أرضية يلتقوا عليها.
* مبارك الفاضل ذاهب في اتجاه لم القومي بجانب اتصالاته مع الحكومة؟
– مبارك لا زال يعمل على خط الإصلاح الحزبي، ومؤخرا بدأ في خطوات للتقارب مع الحكومة، وأعتقد أننا الآن نلعب في ميدان واحد ويمكن التنسيق في ما بيننا ومؤمنون بأننا نقدم تجربة حزبية جديدة والآن مبارك معنا في نفس الميدان، بعد أن يئس وأدرك بأن الجبهة الثورية التي كتب ميثاقها لن تحقق شيئا، وهناك حديث بيننا وتوصل لقناعه بأن هذا موضوع ما بمشي لي قدام..
* ما رأيك في إمكانيات مبارك الفاضل كقائد محتمل؟
– مبارك الفاضل أكثر زول ممكن ننسق معه وهو صاحب إمكانيات مهولة وعملي والمحطة التي يشعر بأنها ما منتجة يغادرها، وهذا السياسي الشاطر وأي زول بعمل تحالف يصل لقناعه بأنه ما بمشي لقدام يفترض أن لا يعبده ويجب عليه أن يتخطاه ومبارك عمل كدا

smc


تعليق واحد