تحقيقات وتقارير

بيت الترابي .. تفاصيل إفطار رمضاني


غادر الشيخ الدكتور حسن الترابي الفانية ولكنه حي في وجدان وعيون تلاميذه ، وظل يملأ الدنيا حضوراً منقطع النظير .. يخلو صالون منزله من صورة له بعكس كثير من البيوت السودانية ، ولعل سبب اختفاء صورة الشيخ أنها في كل مكان. الكل يتحدث عن الشيخ ، وأبناؤه على لسان عصام يؤكدون أن شيخ حسن لم يفضلهم على غيرهم ولم يعطيم اهتماماً فوق المعدل عن الآخرين.
هاهي زيارتي الثانية لمنزل الشيخ منذ رحليه ، الأولى كانت بغرض السلام على أبنائه بعد نحو شهر من رحيله والثانية أمس الأول برفقه أسرة الاتحاد الوطني للشباب وهم يتواصلون مع الكبار في رمضان ضمن مشروع (تراحم) والذي يحمل شعار (رمضان يلمنا).
وما أحلاها من (لمة) في (الكبانية) وهو الاسم الحركي لمنزل الشيخ الترابي لدى الشعبيين, وقد كشف هذا السر الأمين السياسي للشعبي كمال عمر الذي كان في استقبالنا ، مع نجلي الشيخ ، (عصام) و(محمد) .. كانا كوالدهما – وإن شئنا الدقة والد الجميع – هاشين باشين ، ويرحبان بالجميع أيما ترحيب وكأنما يعرفان كل الزائرين.
وفاء للشيخ
رافق وفد الشباب وزير الدولة بالشباب والرياضة د. حسين حمدي ووزير الشباب والرياضة بحكومة النيل الأبيض يحيى حامد وفي ذلك دلالة على تقوية التواصل ولذلك جاء توصيف عصام للزيارة لمنزلهم والإفطار مع أسرتهم بأنها بمثابة وفاء لرجل قدم للوطن ولم يبخل بأي جهد
من أجل نهضته وتطوره..
وامتدح عصام امتدح جهد اتحاد الشباب في التوثيق لمسيرة الراحل الترابي وهي التجربة التي ابتكرها الشباب عقب رحيل الشيخ.
كانت أسرة الشيخ بذات التواضع الذي كان عليه والدهم ، وانتقل ذلك التواضع الى مادبة الإفطار والتي كانت مثلها مثل أي مأدبة في أي منزل سوداني .. ولكن قيمتها أكبر ومعناها أعمق عندما تكون بمنزل الترابي وقد تسابق عصام ومحمد لخدمة الضيوف ومعهم ابن المنزل الصحفي طلال إسماعيل والمرافق الشخصي للترابي الشاب علي وبعض شباب الشعبي.
قال عصام عبارة بليغة “ لن نبيع القيم التى خلفها الوالد ببخس الدنيا”، مشيراً إلى أن لحظات العزاء كانت عبراً ودروساً وأن الأسرة وقفت موقف المتفرج إزاء التدافع من قبل كل الأطياف من أبناء الشعب السوداني ومن له صلة بالترابى من خارج البلاد، وأضاف” نشهد بأن والدي لم يلهث يوماً وراء المال والنساء والمناصب والسيارات أو دنيا رخيصة وأعلن بأن دار الترابي هي دار لكل السودانيين ستظل مفتوحة على الدوام
وأعلن رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني، الدكتور شوقار بشار، الاستمرار في مشروع التوثيق لمسيرة وحياة الشيخ الترابي، والذي كان أمة وصرحاً شامخاً امتد فكره ليشمل كل العالم وليس السودان فقط.
وأشار الوزير حسين حمدي إلى أن الإفطار مع أسرة الترابي يحمل دلالات ومعانٍ عميقة تؤكد على الوفاء لرجل لم يبخل بالجهد لأجل بناء الوطن وإرساء قواعد وقيم الإسلام في المجتمع السوداني والعالم العربي.
لم يكن غريباً أن يمتدح كمال عمر جهد أرملة الترابي, السيدة وصال المهدى ،
مشيراً إلى تفرد شخصيتها وقدراتها على الصبر والتعامل مع الشدائد، فضلاً عن كرم نادر، وقد برز ذلك لنا جلياً في حرصها على مصافحتنا فرداً فرداً وكانت بجانبها ابنتها أسماء ورحبت بنا أيّما ترحاب. وياليت الترحاب يتم بين كل فرقاء السودان.

akhirlahza