مقالات متنوعة

اسماء محمد جمعة : المؤتمر الوطني يبحث عن قادة


واحدة من أسباب فشل المؤتمر الوطني في العبور بالسودان إلى بر الأمان هو أنه حزب لا يحاسب نفسه ليصلِّح أخطاءه ويتغيَّر، وهذا جعله حزب سلبي جداً ليس لديه قدرة في التطور بنفسه، ومن ثم انعكس ذلك على وضع البلد، وهذا الأمر يعود إلى نوعية قادته الذين يختارهم بحسابات التسوية إلا ما ندر فصنع عدداً مهولاً من القادة الذين هم في حقيقة الأمر باحثون عن المناصب أكثر من كونهم قادة لديهم القدرة على ممارسة دور القائد الحقيقي مع الجماهير، وهذا يظهر في سلوكهم وخطبهم المحبطة للهمة والمثيرة للغضب والنفور، فالقائد الحقيقي شخص ملهم دائماً قادر على تفعيل المجتمع وإثارة الروح الإيجابية، ولذلك أغلب قادة المؤتمر الوطني هم دائماً على المحك، كلما اختبرتهم الأيام أثبتوا فشلهم.
قادة المؤتمر الوطني دائماً تنتجهم ظروف الحزب الخاصة الناتجة من سوء الإدارة وغالباً ما يؤدي هذا إلى اختيار الأشخاص غير المناسبين للأماكن غير المناسبة، ولذلك أغلب قادته لم ينجحوا في مهامهم التي كلفوا بها والدليل حالة الضياع التي تعيشها الولايات والمحليات وكافة مؤسسات الدولة.
بعد كل هذه السنين الـ27 والكم الهائل من القادة الذين أنتجهم المؤتمر الوطني خلال مسيرته الخاسرة ما زال يشعر أنه يحتاج إلى المزيد منهم، وبناءً عليه سيؤهل 100 من أعضائه من كل ولاية لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة ولمواجهة الوضع السياسي الراهن- أي أنه سيؤهل 1800 عضو، ومثل هؤلاء الأعضاء لن يكونوا إلا خصماً عليه، والعضو أن لم تكن القيادة في طبعه وتفكيره وسلوكه لن ينجح في أن يكون قائداً بالتدريب في اللحظات الحرجة، ولن يكون بأفضل ممن سبقوا ولن يكون له أي إسهام مختلف، لأنه تهيأ نفسياً على صورة القائد التي رسمها المؤتمر الوطني لقادته.
رئيس القطاع التنظيمي بالحزب قال: إن الحزب يمتلك كوادر مؤهلة وقادرة على إحداث التنمية المستدامة، أين هم هؤلاء القادة؟ ولماذا لا يستعين بهم في الوضع الراهن مع أن أس المشكلة هي غياب التنمية؟ .
يجب أن يفهم المؤتمر الوطني أن الوضع الراهن لا يحتاج إلى قادة يدربهم ويؤهلهم من أجل المرحلة،لأن المرحلة هذه لا تتحمل قادة يصنعهم وهو بشكله الحالي لأنه سيقوم بنسخهم وتكرارهم فقط إذ لا يستقيم الظل والعود أعوج.
المؤتمر الوطني يحتاج إلى أن يؤهل نفسه أولاً ويغيِّر عقليته ويستعين بقادة من خارجه وهو الأسلم لمواجهة الوضع الراهن، أما هذه الخطوة تؤكد فعلاً أن المؤتمر الوطني ما زال ينتهج الفشل وكلما (غلبو سدها بوسع قدها) .