تحقيقات وتقارير

خواطر نافع تطيح تصريحاته


يا للغرابة.. فقد طالبنا الدكتور نافع علي نافع ونحن حفنة صحافيين كنا مدعوين لإفطار في منزله بحضور أمانة الشباب بحزب المؤتمر الوطني، أمس الأول، طالبنا أن نستعيض عن نقلنا الصحفي المعتاد لمثل هذه الجلسات بكتابة خواطر، ومنعنا من تنصيص أحاديثه واستبدالها بقراءات لها وتصفح لجملها الغارقة في الرمزية المفهومة والمباشرة أحيانا أخرى، واشترط علينا القيادي نافع أن لا نشتط في نقل الأخبار عبر المانشيتات الحمراء في صحفنا، حتى أن بعضنا همهم بهذا التحول السريع حيث كان نافع يطلق حديثه ليصطدم بأعتى صخرة دون وجل ولا خشية.

(1)
غلبت وما تزال روح رجل المخابرات على السمة السياسية في حديث نافع بل حتى في تصوراته الفكرية ودفوعاته، ورأى نافع أن الأفيد له أن يبقى في حالة حذر بعد أن انجرف الحديث بزميله في الحزب الأستاذ علي عثمان محمد طه في افطار مماثل باح فيه برأي سرعان ما حملته الصحافة، رأي بدا قادحًا في أحد أكبر البرامج التي يتبناها حزب المؤتمر الوطني كمشروع للتسوية الوطنية، وربما هذا ما دفع نافع، في ذاك الإفطار، لانتقاد من أسماهم بالمخذِّلين.
ويرى الرجل أن تجربة الحركة الإسلامية بالسودان قدمت نماذجً قوية واتصلت بالتيارات الإسلامية الأخرى ووصفها بالأفضل وشدد على أن التنظيم أكبر من الأشخاص وتجاربهم مهما بلغوا من خبرة وعلم، وأنه راضٍ لو سمع بأن الحركة الإسلامية لم تفعل كل المطلوب، بل ويرى أن الشخص على مستوى الفرد لو اطمأن بما يقوم به وشهد لنفسه بالكمال يعتبر هذا قصورا وبداية للانهيار، والمطلوب أن نفعل أكثر مما فعلنا وأن نقول إن المناخ مهيأ لنا أكثر من السابق وهذا مطلوب وإرادة وقبول تحدٍ، لكن نافع يرفض أن يتحول هذا الرجاء إلى سخط ونكران لحق السابقين والحاليين وقطع الطريق أمام القادمين يكاد يكون “إثما” حتى لا نورث الناس الإحباط، ومن يقول إن “الحركة صفر” ماتت فيهم روح الجماعة وألقوا عن كواهلهم السلاح.

(2)
نقرأ كذلك أن نافع لا ينظر لحركة الإسلام السياسي بمعزل عن الأحزاب السياسية الأخرى عندما يشير إليها مباشرة ويقدر بأن الحركة الإسلامية السودانية توفرت لها ظروف لم تتح لغيرها من نظيراتها، جزء منها أخلاق وطباع السودان، إلا أنه يمكننا أن نلمس رفضا منه لما استحدثته حركة النهضة التونسية فهو يرفض حتى أن نسميها تطورات فكرية، ويعزو الأمر مما سمعناه منه، لاختلافات المجتمعين في بلادنا وتونس، عدّدها في الخلفيات الإسلامية للأحزاب السودانية الكبيرة ومطالبتها بتطبيق الشريعة، كما أن السودان، بحسبه، شهد ممالكًا إسلامية لم تتوفر لغيره من بلاد الإسلام بعد الخلافة.

الخرطوم – حسن محمد علي
صحيفة اليوم التالي