مقالات متنوعة

مبارك عبده صالح : ثمن المجاملات


يمكن تبديل الكلمة الأولى إلى زمن المجاملات أو الإبقاء عليها ،وفى كلتا الحالتين فالمعنى واحد.. هنالك نزيف مهدر من الوقت نظير هذه العادة التى تنعكس مباشرة على الأداء بصورة قاتلة أحياناً ،ويشمل كل العاملين فى دواوين العمل ومنظمات المجتمع المدنى والجمهور بصورة عامة. أى أن الأمر أصبح عادة نتعامل بها بصورة أقرب إلى العرف.
هل تستطيع إذا توفى أحد من الأقارب أو الجيران ألا تحضر مراسم الدفن حيث يصبح الأمر ملزماً إذا كان الانتماء لهذا الفقيد بصورة مباشرة كأب أو أم أو خلافه.
لم أورد كلمة سالبة وصفاً لهذه الظاهرة لأننا لا ننفصل عن البيئة التى نعيش فيها وبالتالى نترك للمجتمع تحديد فرضيات لا يمكن تناولها بطريقة (أسود وأبيض) ولكن لعلنا نستطيع معالجة الأمر بخلط اللونين (الاسود والأبيض) دون أن نحوله إلى رمادى ، بالسعى فى التخفيف من تأثير هذا السلوك بتقليل كمية الجرعات المتناولة اجتماعياً تدريجياً وإحلال بدائل أخرى قدر الأمكان كالرسائل النصية أو بعد ساعات العمل الرسمية لبعض المجاملات ثم نترك الأمر للزمن.
وبحكم المشغوليات التى شملت الجميع، ومع التوسع الكبير فى الأسر والمعارف والعلاقات الإجتماعية المختلفة سنتجاوز هذه الظاهرة مجبرين ( مكره أخاك لا بطل). وقد بدأت الآن مظاهر هذه التحولات فى الاكتفاء بوسائل عديدة تجد الاستنكار أحياناً أو عدم القبول ولكننا نرى أنها ماضية فى إحداث توظيف أمثل للزمن.