داليا الياس

الدكتور


* الألقاب التي يطلقها الجمهور على النجوم في كافة المجالات تجد حظها دائماً من الرسوخ في الأذهان ويتم تداولها بسرعة وعلى نطاق واسع مهما اختلفنا حولها أو تحفظنا عليها وأعيانا البحث عن معناها.
* وهكذا قدر للفنان الشاب المتميز (حسين الصادق) أن يحمل بقرار جمهوري لقب (الدكتور) رغم كونه لم يتتلمذ في كليات الطب ولم يحصل على الدكتوراة إلا في علم محبة الناس له.
* وأحسب الفتى جديرا باللقب لما هو عليه من اجتهاد ومثابرة وحرص على التجديد والتجويد ولطف وبشاشة في التعامل مع جميع الفئات، فهو إلى جانب أعماله الخاصة المهولة التي يحرص فيها على انتقاء الكلمة السلسة الجميلة القريبة من القلب.. تجده يتمتع بقدر وافر من الأدب والوقار والتوقير ويمعن في الاحتفاء بمن حوله، الشيء الذي أكسبه المزيد من القبول حتى كاد الجميع يتفقون على الإعجاب به.. وها هو لا يزال يسيطر على نجومية أغاني وأغاني في نسخته الرمضانية الحالية، لا يدانيه فيها سوى الشاب المبدع القادم بسرعة الصاروخ (مهاب عثمان).. والذي يعرف كذلك بـ(البنسلين) في إشارة لإمكانية إنقاذ الساحة الفنية من التهاباتها المزمنة.
* وبعيداً عن جدلية صراع الأجيال، وإصرار البعض على محاكمة هذا الجيل بمعايير عفا عليها الزمن.. ودون الخوض في تفاصيل ما يرتديه هؤلاء الشباب وما يخرجون به علينا من تقليعات.. أجدني معجبة جداً بصوت (الدكتور) والأغنيات التي يشنف بها آذاننا الخاص منها والمسموع.. وقد أثبتت تجربة برنامج (أغاني وأغاني) غير ما مرة أن (حسين) يحرص على تقديم الأغنيات في أفضل صورة، بل ويمنحها المزيد من الألق والحيوية.. وهو ما جعله أحد نجوم هذا الموسم الأوائل بلا منازع.
* وإذا قدر لك أن تكون حضوراً لحفل جماهيري يحييه الفنان (حسين الصادق).. فستشعر باعتدال مزاجك التام بسبب ذكائه في اختيار الأغنيات.. إلى جانب الأثر الجميل الذي تتركه القفشات التي يطلقها للجمهور والعبارات التي يتبادلها معهم بكل أريحية وذوق.
* لا شيء يفسد عليك تلك المتعة سوى (الكتيبة) التي يضطر لاستخدامها في تأمين وجوده على المسرح حتى لا تتكرر الحكايات الدخيلة الأخيرة التي تروي عن ممارسات بعض المتفلتين والمتفلتات والتي كانت سبباً في حرمان جمهور المعجبين من التواصل المباشر مع فنانهم الشاب وإن كان بعضهم ينجح في اختراق الحصار بأساليب طريفة تشيع جواً من المرح خلال الحفل إذ يعمد الجمهور للسخرية من حراس الدكتور كلما نجح أحدهم في تجاوزهم.. وأحياناً بمساعدة (حسين) نفسه الذي ينحاز لجمهوره بكل محبة وتواضع.
* شئنا أم أبينا فقد نجح هؤلاء الشباب اليافعون في سحب البساط لدواع العمر ودوران عجلة الحياة الطبيعية.. وأرغمونا على التعاطي معهم ووضعهم في الاعتبار ضمن حدود خارطة الغناء السوداني.. فلم يعد أمامنا سوى اتخاذ موقف واضح من تجربتهم الفنية، وليس أقل من التزام الحياد والموضوعية وممارسة النقد البناء في إطار العمل الفني بطريقة محترمة ومفيده بعيداً عن الأهواء الخاصة والتفاصيل الشخصية.
* عليه.. أسجل إعجابي بالفتى وتجربته وأغنياته ونهجه.. وأعترف أنني _ رغم تقدم العمر _ تجدوني مولعة بالاستماع إليه مع كامل عشقي القديم للأصوات الكبيرة والأغنيات الفخيمة المعتقة بالشجن.. فليس أجمل من أن تخاطب روحك أغنية خفيفة وبسيطة تعيدك لذكرياتك وتغسل عنك همومك المترادفة وتحملك للابتسام وربما التمايل من فرط التنسجام.
* تلويح:
قصتنا بالصدفة ابتدت.. كل فصولها مسطرة!