هكذا يعمل الصندوق الأسود داخل الطائرات

تعتبر الصناديق السوداء عنصراً حاسماً في اكتشاف الأسباب الحقيقية وراء الحوادث التي تتعرض لها الطائرات، متميزة عن غيرها بكونها جزءاً من الطائرة وقادرةً على تسجيل أدنى التذبذبات الطبيعية منها والمشبوهة.
ونشر موقع “دوتشه فيله” الألماني تحليلاً حول كيفية عمل هذه الآلة المصيرية، مشبهاً إياها بقرص ذاكرة صلب محميّ جداً، ويعتبر تفحصه إجراءً روتينياً من قِبل الخبراء حتى إن لم يتعلق الأمر بحدوث كارثة.

وأولى الحقائق المتعلقة بالصندوق الأسود، هي أنه ليس أسود اللون، كما أنه لا يتكون من صندوق واحد، بل هو عبارة عن جهاز برتقالي اللون يتكون من صندوقين يؤدي كل منهما وظيفة مستقلة في تسجيل أحداث الطائرة.

ويقوم الصندوق الأول بتسجيل الأصوات داخل قمرة القيادة، وبالأخص صوت الطيار ومساعده والصوت القادم من الميكروفون الذي ينقل أوامر برج المراقبة.

ويقوم الصندوق الثاني بتسجيل بيانات تحرك الطائرة وقيادتها، وهو مربوط بلوحة التحكم، يعمل على تسجيل كل حركة وسكون، لتوضيح تصرفات الربان وفق الخطر الذي كان محدقاً به.

ويوضح الموقع أن الصندوق الأسود يجب أن يكون قادراً على تحمل العديد من سيناريوهات الحوادث دون أن يلحقه ضرر، كما أنه صُمم ليتم العثور عليه بسهولة.

ويتم اختبار الصناديق لمعرفة إذا ما كانت ستصمد أمام الاصطدام مع جدار خرساني، وأمام سرعة 750 كيلومتراً في الساعة وأمام حمولة من 2.25 طن لمدة خمس دقائق على الأقل، ودرجة حرارة 1100 درجة مئوية لمدة ساعة واحدة وضغط المياه في أعماق تصل إلى 6000 متر.

وليسهل العثور عليها في البحر، ترسل الصناديق إشارةً عند اتصالها بالمياه المالحة يمكن التقاطها داخل دائرة نصف قطرها نحو الكيلومترين. في مثل هذا المدى القصير، يجب أن يكون موقع الحطام بالفعل معروفاً.

(العربي الجديد)