مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : بروفيسور الحبر .. ليلة الجمعة والزعامة


> مجموعة صغيرة معزولة من ساحات التأثير على الرأي العام مثل جماعة الإخوان المسلمين التي عاد يتزعمها البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم الذي يقود عبر الإذاعة السودانية توعية المجتمع السوداني من خلال استضافته الدائمة في برنامج سحر البيان المفصل له ..بماذا ستفيد الدولة أو الحكومة ؟ > بروفيسور الحبر قبل ربع قرن من الزمان ليس كما الآن.. الآن وزنه الاجتماعي أثقل وقيمته العلمية أكبر ..وهو قد تنظر إليه وكأنه ملأ الفراغ الأدبي والعلمي الذي خلفه رحيل أستاذه العلامة البروفيسور عبدالله الطيب . وأن يكون في الماضي زعيماً حزبياً لا غضاضة ..لكنه الآن هو عالم نحرير أكبر من أن يعود يتزعم جماعة صغيرة لا تسمع لها ركزا في الساحة السياسية ولا الدعوية ..ولا الدولة وهي تطبق الشريعة في حاجة إلى وجودها …لأن الطبيعي كان أن تندمج في الحركة الإسلامية بقيادة علي عثمان محمد طه إذا ما كانت ترى أن الاندماج مناسب أيام الترابي وقبل مفاصلة إسلاميي المؤتمر الوطني . > لكن بروفيسور الحبر ..بعد أن أصبح قائدا لتوعية المجتمع من منبر الإذاعة السودانية ..ها هو يعود لتزعم مجموعته الصغيرة ويذكر حكاية الناشط الإسلامي الذي زار البلاد قبل فترة طويلة ونصحهم بحل الجماعة بعد أن جاءت حكومة إسلامية تطبق الشريعة الإسلامية . > ويقول بروف الحبر في حواره مع الصحيفة بعد عودته إلى زعامة جماعته مؤقتا بأنه في بداية الإنقاذ جاء احد الإخوة من التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين وطلب منهم أن يحلوا تنظيمهم لأن في السودان حكومة إسلامية ..وقال الحبر بأنهم ردوا عليه بأنه لو قامت خلافة راشدة لن نحله لأن الحكومة تحتاج لرأي الناس . > لكن هل بالضرورة أن يكون رأي الإسلاميين لحكومة اسلامية تحتاجه من أحزاب إسلامية متعددة .؟ > هذا المبرر ليس قويا .. لأن الحكومة وهب حكومة الحركة الاسلامية قد وسعت ماعونها التنظيمي بفكرة تكوين المؤتمر الوطني ..الوعاء الجامع وهو يضم كل الاتجاهات السودانية.. و كان أولى أن يضم جماعة الإخوان المسلمين بكل أجنحتها . كان أولى أن تنضم جماعة الحبر وشيخ صادق إلى المؤتمر الوطني على الأقل ..ليكون رأيها قريبَا من دائرة صنع القرار. > لكن نعود إلى عودة الحبر إلى زعامة حزبه ..فهو قد تراجعت مكانته الوطنية بهذه الخطوة .. ولو كان طلب من البروفيسور عبدالله الطيب تولي زعامة الحزب الاتحادي الديمقراطي حزب الحركة الوطنية الأول لما وافق على ذلك لأن مكانته الجماهيرية أكبر . > و الآن بروفيسور الحبر نفس الشيء ..فهو رمز من رموز العلم و التوعية في البلاد ..لماذا يتراجع عن هذه القيمة العالية .. وينغلق في مجموعة صغيرة كان يتزعمها شيخ لا يعرف قيم الحرية والشورى؟ > وبروف الحبر رجل ناصح ..كان يمكنه أن ينصح بدمج جماعته مع الحركة الإسلامية بقيادة الزبير محمد الحسن فجماعته ليس لها في هذا الوقت أفضل من هذا . لكنه ما زال متمسكاً بردهم على ممثل التنظيم العالمي الذي زارهم بداية حكومة البشير . > لكن دعك من حكاية التنظيم .. فإن بروفيسور الحبر الآن وزنه اكبر من أن يقود لفترة مجموعة صغيرة اختلفت مع زعيمها السابق الذي أقالته بواسطة مجلس شوراها . فالحبر يقود كل المجتمع السوداني بالوعظ والارشاد والحكمة الدعوية ..فما له وصراعات الجماعات متوقفة النمو ؟ > الحبر يطل بصوته على الناس من خلال برنامج سحر البيان الذي تبثه الاذاعة السودانية اذاعة أم درمان ..وهو يتحدث عن آيات القرآن الكريم و بلاغة اللغة العربية فيها ..فما معنى أن يعود لتزعم مجموعة لا صوت لها في الساحة يعلو على مختلف الأصوات الضارة ؟ > إن برنامج سحر البيان نفسه يمثل على مستوى التأثير الايجابي في الساحة ألف جماعة بحجم وتأثير الجماعة التي عاد ضيف هذا البرنامج لتزعمها . > لا نستوعب هذه الخطوة التي خطاها بروف الحبر ..و هو المنظور إليه إنه خليفة البروفيسور عبدالله الطيب في الساحة العلمية . > و بروف الحبر يؤيد وحدة تمت مؤخرا بين جماعته و جماعة أخرى ويعيب رفضها على من يرفضها ويتهم علي جاويش المراقب العام المقال رفضها ..فهو يتهمه بذلك . > لكن الحبر لم يفكر في وحدة مع الحركة الاسلامية ..ترى لماذا ؟ هل لنفس السبب الذي رفض به جاويش الوحدة مع تلك الجماعة ؟ > إن من هو في قامة العالم الجليل البروفيسور الحبر ينبغي عليه أن يجمع كل الاسلاميين الذين خرجت تياراتهم من فكرة الإمام حسن البنا تحت قيادة واحدة ..و الأنسب الآن حسب الظروف هي قيادة الشيخ الزبير محمد الحسن . > و يقف بروف الحبر عند مستوى برنامج سحر البيان ليلة كل جمعة . . لا يتراجع عنه ..إلى زعامة جماعة تعجز عن النمو الأفقي . غدًا نلتقي بإذن الله .