احلام مستغانمي

أنا الغنيُّ وأموالي . . التراويحُ (2)


نتستر على مواعيدنا العاطفية ، خشية أن يرانا الناس . ولا نتنبه والناس تقصد المساجد عند رفع الأذان ، بأن الحب العظيم لا يضرب موعداً في السر، فالله يباهي بمن يحبه ، ويناديه عبر المآذن ليذكره بموعده ، ويستقبله في بيته أمام الملأ ، ويشهد الملائكة على كل خطوة خطاها نحوه . وهو في كل هذا يدلنا كيف تكون المحبة .
من مصلّى النساء ، في الطابق العلوي ، في المسجد الصغير الذي أصلي فيه في أبو ظبي ، أسعد وأنا ألمح من الفتحات الخشبية ، المصلين وهم يتوافدون في رمضان للصلاة فرادى، ثمّ أفواجاً ، فيفيض بهم المسجد ، رجالاً من كل الأعراق ومن كل الطبقات ، بأزيائهم المختلفة يقفون صفا واحدا . يبهرني منظر الغرباء البسطاء ،عاملو النظافة والبناء الذين تركوا عدة شغلهم في الخارج وجاؤوا لمناجاة الله، و يبدون جميلين في وقفتهم تلك ، لكأنهم قصدوا المساجد ليأخذوا زينتهم عندها ويعودوا لأشغالهم ، بينما ينشغل جلنا عن صلاته بما تزيّنه له الدنيا من مكاسب ، ثمّ يعجب أن يملك الضوء ولا يملك ما يرى من نور على وجوه البسطاء الأتقياء . ذلك أن النور والضوء لا يجتمعان في محيا .
(يتبع )