منوعات

خمسة آداب لقراءة القرآن الكريم


القرآن الكريم دستور المسلم، أمرنا الله سبحانه وتعالى بقرائته وتدبره، قال سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ .. [البقرة:١٢١]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ .. [فاطر:٢٩].

وضرب النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة للتالين لكتاب الله، فقال: “المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به : كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها”.

وقال أيضاً صلى الله عليه وآله وسلم: “يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقي ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر أية تقرؤها”.

وقد وضع العلماء عده آداب لقارئ القرآن مستقاه من السنة النبوية المطهرة وأفعال الصحابة الكرام ومن هذه الآداب:

– الوضوء فيستحب أن يقرأ القرآن على طهارة، وكذلك تطهير الفم عن طريق استخدام السواك أو ما شابهه حتى تكون رائحة الفم طيبة عند قراءة القرآن.
– ويستحب لقارئ القرآن أن يكون مكان قرائته نظيف وطاهر، لذلك قال الكثير من أهل العلم أن أفضل مكان لقراءة القرآن هو المسجد، كما يسن أن يستقبل قارئ القرآن القبلة وأن يجلس في خشوع وسكينة ووقار مطرقًا برأسه.
– ومن آداب قراءة القرآن أن يستعيذ القارئ بالله من الشيطان الرجيم، ثم البسملة في جميع سور القرآن ما عدا سورة براءة أو “التوبة”، فإنه يكتفى بالاستعاذة فقط.
– وعلى قارئ القرآن عند قراءته أن يجمل صوته ويحسنه وأن يلتزم بالنطق السليم وأحكام القراءة حتى لا يغير معاني كلام الله سبحانه وتعالى.
– وكذلك على من يقرأ القرآن أن يكون خاشعًا متدبرًا لآياته وما يأتي فيه من حكم ومواعظ وأحكام وعبر، وهذا هو المقصود من قراءة القرآن حتى تستنير القلوب والصدور وتنشرح لما يتلى من الحق من كتاب الله سبحانه وتعالى.

وكان للصالحين والعارفين أحوال عند قراءة القرآن الكريم لما يستشعرونه في قلوبهم من معاني في آيات الله، فكانوا يتوقفون على آية واحدة يبكون طوال الليل، وقد جاء وصفهم في قوله تعالى في سورة الإسراء: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهمْ خُشُوعًا﴾.

وَقَدْ قَالَ أَحَدُ العَارِفِينَ بِاللهِ: “دواء القلوب خمسة أشياء: قراءة القرىن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين”.

فاحرصوا على هذه الآداب عند قرائتكم لكتاب الله سبحانه وتعالى، وحافظوا على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار مع التدبر والخشوع والعمل بما جاء به من أحكام ومواعظ وتوجيهات.. فالقرآن الكريم هو دستور المؤمنين.

مصراوي