مقالات متنوعة

محمد لطيف : الباز VS بنك الخرطوم 2


تمنينا بالأمس إن كان الأستاذ عادل الباز قد تأمل في قائمة مساهمي بنك الخرطوم قبل أن يطلق العنان لخياله ويجاري الفرضية البئيسة والتي روجت لأن بنك الخرطوم عاجز عن أن يسدد قيمة صفقة كنار.. والحديث عن القدرة المالية للمساهمين أو الشركاء لا يعني بالطبع أن يدفع كل مساهم حصته في الصفقة كما قد يتبادر إلى بعض الأذهان.. ولكنه يعني أن قوة رؤوس أموال المساهمين تنعكس بالضرورة على المشروع المشترك.. الذي هو في هذه الحالة بنك الخرطوم.. والمساهمون الأقوياء فقط هم الذين يتخذون في كل اجتماع سنوي لجمعيتهم العمومية قرارا بإعادة توجيه الأرباح لرفع رأس المال.. أحسبا يا باز.. ولسنا معنيين اليوم بالحديث عن بنك الخرطوم.. وليس هذا شأننا ولكن الذي يهمنا.. واستجابة لطلب أستاذنا وصديقنا الأكبر عادل الباز أن نشجع الاستثمارات الأجنبية أينما وجدت.. وحيث أن مساهمين رئيسيين في بنك الخرطوم يعتبرون من المستثمرين الأجانب الذين يفترض أن الباز يحمل لواء الدفاع عنهم.. فلا ضير أن نسهم معه اليوم.. على الأقل لإزالة الرشاش الذي لحق بهم جراء طلقات الباز الطائشة وهو يطلق قذائفه في كل الاتجاهات.. وقد كان طبيعيا أن تطيش قذائف الباز حيث أن (الطيار) قد فشل في توفير التغطية الجوية المناسبة له.. بل الواقع إن (الطيار) ومن عليائه قد أعطى (المدفعجي) الباز إحداثيات خاطئة عن قدرات العدو ومكامن قوته.. فكانت النتيجة أن أوقع الباز نفسه في كمين لا يحسد عليه..!
نظرة عجلى على قائمة مساهمي بنك الخرطوم تقول إن أحد أبرز المساهمين هو بنك دبي الإسلامي.. ولن نشغل أنفسنا هنا بتفاصيل الوضع المالي لهذه المؤسسة المصرفية العملاقة.. ولكن نلفت النظر لواحدة فقط من عمليات بنك دبي ذات صلة بموضوعنا.. أو بالأحرى بصفقة كنار.. وهو أن آخر تعاون مالي لبنك دبي الإسلامي مع شركة اتصالات الإماراتية كان هو إطلاق مشروع مشترك للاتصالات في دولة باكستان وأن حصة بنك دبي في تلك الشراكة بلغت عشرة أضعاف قيمة صفقة كنار.. أي نحو ثلاثة مليارات درهم إماراتي.. وإذا قلنا إن كنار مملوكة لاتصالات.. وإن بنك دبي الإسلامي مساهم رئيس في بنك الخرطوم.. وإن الأخير يرغب في الحصول على كنار.. فهل من مساحة لأي أحد لحشر أنفه في هذه المساحة الضيقة..؟
ما زلنا نتحدث عن قدرة بنك الخرطوم على الوفاء بقيمة الصفقة.. وقلنا لعكس حقيقة الموقف المالي لبنك الخرطوم سنعكس الموقف المالي لمساهميه.. ودونكم البنك الإسلامي للتنمية بجدة.. هذه المؤسسة العملاقة التي تمثل للكثير من الأفارقة ولجل السودانيين كذلك.. وجها من وجوه المؤسسات الإسلامية المشرقة.. لا لانضباط أدائه والتزامه الصارم بالقواعد الإسلامية.. والحرص على تطبيق الرقابة اللصيقة في تنفيذ المشروعات التي يمولها.. بل الأهم من ذلك حرصه على تطبيق القيم الإسلامية في اختيار تمويلاته الخارجية التي تستهدف بشكل أساسي تنمية البلدان الإسلامية.. ودعم المجتمعات الفقيرة.. وهل من منطقة في السودان لم تصلها أيادي بنك التنمية الإسلامي؟ دعما لخدمات الصحة وتوفير مياه الشرب النقية.. إلخ.. ؟ وقد يقول الباز ما شأن كل هذا بهذا؟.. نقول له: إن القيمة الأخلاقية التي تحيط بأنشطة البنك الإسلامي للتنمية تعطي مؤشرا إيجابيا لبنك الخرطوم باعتباره واحدا من استثماراته في السودان.. غير أن الذي يهمنا قوله هنا.. هو أنه إذا كان بنك الخرطوم يستند على ذراعين ماليين بقوة بنك دبي الإسلامي والتنمية الإسلامي جدة.. يصبح عصيا على الفهم الزعم بأنه عاجز عن توفير قيمة الصفقة..!