مقالات متنوعة

جلال الدين محمد ابراهيم : صيام خمسين الف سنة


ما لا يفهمه البعض أن عدد ساعات الصيام في يوم القيامة تعادل عدد ساعات (خمسين ألف سنة) من أيام الدنيا التي نعيش فيها الآن . ولا يوجد طعام ولا ماء ولا أكل ولا ظل تجلس تحته من وهج الشمس التي تكون أقرب إلى الرؤوس ولا شيء يحميك من لهيب الشمس وقتها ولا ظل إلا من أظله رب العالمين .
وإلى أن يتم الحساب لن تشرب المخلوقات كلها وخاصة البشر جرعة ماء ولن ت>وق طعاماً أبداً ،، إلا بعد الحساب و المرور من الصراط المستقيم ،، والوصول إلى الحوض والشراب منه على يد الرسول صلى الله عليه وسلم تكون أول جرعة ماء للناس منذ قيامهم من القبور.
طيب كم المدة الزمنية ما بين بعثرة القبور وبداية الحساب = ( لا يعلمها إلا الله ) !
وكم تساوي ساعات الصوم بلا ماء ولا أكل في ذلك اليوم = ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ،، ( والبعض يظن أن ساعات الصيام ال 16 ساعة في أيام الدنيا كثيرة سبحان الله .

وما موقف ذلك الذي يسرق ويكذب وينافق من أجل أن يترك لأبنائه أو زوجاته أموالاً وبيوتاً وعمارات ومزارع مع ما يدور يوم القيامة،، و يومها لن ينفعه أولاده ،،، قال الله تعالى (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ( 11 ) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ( 12 ) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ( 13 ) وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ ) .
كذلك يقع عليه غضب آخر من أبنائه وزوجاته ومن ترك لهم (مالاً حراماً سوف يلعنونه يوم القيامة ويقتصوا منه كذلك ،،، لأنه أطعمهم حراماً وجعل ملبسهم حراماً ومسكنهم حراماً و ترك لهم مالاً حراماً ( ففي ذلك اليوم لا أنساب ولا قربة ولا جهوية ولا قبيلة تنفعك ولا أخ ولا أم ولا أب ولا إبن ) فقط عملك وما كسبت يدك ،، وإياك ثم إياك يا عبد الله تعتقد أنه في يوم القيامة من الممكن لشخص أن يعفو لك ما يعادل وزن خردلة من حقوقه ما لم يعفيه لك في الدنيا عن رضاء وليس عن قهر أو ضعف واستغلال وإكراه .

وحتى سوء الظن الذي ظننته في الآخرين (الهمز واللمز والنميمة في الغائب والمصيبة الأكبر البهتان في أعراض الناس) (ولا حول ولاقوة إلا بالله ) .
و كل من سخرت منه من خلق الله في الدنيا لن يتركك فكل سخرية منك على الآخرين لها وزن عند رب العالمين وقصاص لن يتركك الله في حقوق الناس لديك مهما كان ,,, فإن الله هو العادل ولسوف يقتص من الناطحة التي استقوت على شاة بلا (قرون ) ونطحتها فكيف بحقوق البشر إنه يوم القصاص فانتبه أخي المسلم
ولذلك أوصيكم ونفسي بتقوى الله في حقوق العباد وبراءة الذمة من حقوق العباد قبل يوم القيامة، واستبراء العبد نفسه من حقوق العباد شرط من شروط التوبة النصوح ،، فإن كانت الحقوق عينية وكانت موجودة بذاتها فيجب إرجاعها. وإن تلفت عندك وجب عليك إرجاع قيمتها بقيمتها بالحاضر في يوم تسديدها .
وإن كانت حقوقاً معنوية كغيبة أو نميمة أو بهتان والعياذ بالله ،، فيجب استبراء أصحابها وطلب العفو منهم قبل أن تلتف الساق بالساق ,, ألا قد بلغت ,, اللهم فاشهد