مقالات متنوعة

مؤمن الغالي : دفاع عن يوسف عبد الفتاح


صديقي مؤمن الغالي
لك أطنان التحايا، والأشواق لا تحدها حدود
رمضان كريم .. تصوم وتفطر على خير .. وأسأل الله أن يعيده علينا وبلادنا ترفل في حلل السلام والاستقرار والرفاهية
صديقي قبل أن أدلف إلي موضوعي أهنئك ومعشر القبيلة الحمراء بعودة رئيسكم (المافي غيرو) جمال الوالي إلى سدة الحكم بنادي المريخ العظيم الشقيق الأصغر للهلال الأعظم، وحواء المريخ للأسف الشديد عقم رحمها أن ينجب رئيساً غير جمال منذ عقدين من الزمان عكس الهلال، وعندما أتى الوالي لرئاسة المريخ عقب حادثة أم مغد الشهيرة في العام 2003م كان يرأس الهلال آنذاك الفريق الأكثر إدهاشاً وإسعادا عبد الرحمن سر الختم، وبعده تولى الأمر أمير أمراء الإحسان في بلاد العرب الأرباب صلاح أحمد إدريس وأعقبه شيخ العرب يوسف أحمد يوسف وأعقبه كيماوي الشعب الأزرق وبطل المتواليات الأمين البرير وأعقبه المهندس العملاق الحاج عطا المنان الذي سلم الأمانة للدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال .. لقد تعاقب كل هؤلاء الأفذاذ على رئاسة الهلال وجمال الوالي منفرداً بالرئاسة الحمراء بدون منافس أو بديل، وكل ما يتقدم باستقالته (أو يحرد) يهتف له الجمهور (جمال الوالي رئيس طوالي) .. وهذا هو الفرق بيننا وبينكم يا صديقي الصدوق.
أعود لموضوعي الذي بصدده أكتب إليك .. والكتابة لشخصك المتفرد المتمرد على التقليدية فيها متعة وراحة نفسية وتسلية ما بعدها .. لقد حباك الله بقبول عريض وسط القراء بمختلف ألوانهم ومشاربهم وإنتماءاتهم، ونسأل الله لك المزيد من القبول فألسنة الخلق أقلام الحق يا صديقي.
لقد كتبت عدداً من الحلقات معقباً على الحوار الثر الذي أجراه الزميل ضياء الدين بلال مع سعادة اللواء (م) يوسف عبد الفتاح الشهير بـ (رامبو) الذي كان يجلس على كرسي والي ولاية الخرطوم في السنين الأولى من عمر الثورة المنقذة .. وقد انتقدت تلك الفترة نقداً مريراً، وصببت عليها جام غضبك، وكدت أن تلعنها لعنة (اليزيد) ورامبو في تلك الفترة الزاهية قدم كل الممكن وبعض المستحيل للشعب السوداني، وكان يومئذ من أخيار الثورة وأكثرهم حركة ونشاطاً وحماساً ومسؤولية، وكانت إنجازاته ظاهرة وباهرة لا تخطئها إلا العين الرمداء ولا الفم السقيم.
لقد كان رامبو كتلة متحركة من الحماس والعمل الدؤوب المتواصل ليلاً ونهاراً، وكان ضد جشع التجار وأطماعهم واحتكارهم للسلع الضرورية، وكان انحيازه واضحاً للمواطن الأغبش، ومهموماً بقضاياه المعيشية والصحية والأمنية والتعليمية، ولم يكتف بذلك بل جعل من الخرطوم عاصمة راقية نظيفة ومتطورة بإنارة الشوارع الرئيسية وبناء الصواني والنوافير وتنظيم الأسواق ومحاربة السكن العشوائي، وأذكر جيدا قراره الشجاع لأصحاب الواجهات في أسواق العاصمة المختلفة بإلزامهم بطلاء محالهم بالبوهية الخضراء.
لقد كان رامبو يا صديقي مسؤولاً مصلحاً وباراً بشعبه وولايته، ويكفيه فخراً وإعزازاً ومحاربته لأماكن الرذيلة وأوكار الفساد والصفوف المتراصة والمتزاحمة بالمناكب في بيوت الدعارة، وإن لم يفعل غير ذلك لكفاه من الإنجازات وأعمال الخير .. إنه نموذج حي للمسؤول المنضبط المهموم بقضايا الشعب والقابض على جمر مصالحه .. إن أفضاله على الإنقاذ لا تحصى ولا تعد .. وكل ما نتذكر إنجازات الرجل نرفع حواجب الدهشة ونستنكر إبعاده عن المناصب وهو جدير بأعلاها وأغلاها وكفاءته لا يختلف حولها إثنان وكتاب خدمته صفحاته مضيئة بالإنجازات ومطرزة بالإعجازات.
إننا يا صديقي مؤمن نقر ونعترف بأن رامبو تعرض للظلم البائن من صناع القرار، وبدلاً من أن يسندوا له أعظم الحقائب الدستورية أشبعوه تهميشاً وإهمالاً ولم يعيروه أدني إهتمام .. والمناصب أسندت لمن هم أقل منه كفاءة وخبرة وتجربة ودراية، شأنه شأن مجموعة من أخيار الإنقاذ أمثال الطيب سيخة وقطبي المهدي وربيع عبد العاطي وشرف الدين بانقا وغلام الدين عثمان والجيلي أحمد الشريف وغيرهم.
أخي إنني أراك متحسراً على ذهاب النظام الديمقراطي الذي إنتهى على يد (الأخوان) .. إنها ديمقراطية العدم كما وصفها الشريف زين العابدين الهندي وكان من أبرز رجالاتها، تلك الديمقراطية المزيفة المليئة بالفوضى والجشع والإضطرابات الأمنية (الله لا أعادها) لقد كانت مرتعاً خصيباً لممارسة مهنة النهب والسلب وعانى فيها الجيش السوداني ما عانى من (إهمال ، جوع ، هزائم ، تهميش) وكادت القوة المتمردة أن تحتل كوستي وتهجم على الخرطوم في منتصف النهار، لولا عناية السماء وتحركات الجنرال عمر البشير ورفقائه الخلصاء.
إن رامبو إنحاز من أول أيام الثورة للغبش الغلابة والتعابي والمهمشين وأعطى ولم يستبق شيئا .
أخوك / حسن السيد عبد الله / حجر العسل