منوعات

حكاية مسجد منفصل عن مئذنتيه


يقابل من يزور قرية “طوزلاغوزو” التركية، منظراً فريداً، إذ يمكنه أن يرى من مسافة بعيدة مئذنتين قائمتين فوق تلة القرية، دون أن يجد أثراً لمسجد بجوارهما، ثم يفاجأ بالمسجد مقام داخل القرية، دون مآذن.

وتعود قصة الانفصال بين المسجد ومئذنتيه، إلى عام 1945، عندما قرر سكان القرية، الواقعة في ولاية “سيواس” وسط الأناضول، بناء مئذنة للمسجد الذي كان يبلغ عمره حوالي 40 عاماً في ذلك الحين، واختاروا بناء المئذنة فوق التلة التي تتوسط القرية، لكي يسمع الجميع الأذان، في وقت لم يكن التيار الكهربائي وصل فيه إلى القرية بعد.
ولسنوات عديدة، دأب أئمة المسجد، على صعود المئذنة، التي تبعد حوالي 150 متراً عن المسجد، للصدوح بالآذان خمس مرات في اليوم.

ومع دخول الكهرباء إلى القرية في تسعينيات القرن الماضي، بات الأذان يُصدح به داخل المسجد، ويصل لسكان القرية عبر مكبرات الصوت.

قبل حوالي 12 عاماً، قام أحد فاعلي الخير، ببناء مئذنة ثانية أكبر، تبعد عن الأولى حوالي 50 متراً، وعن المسجد حوالي 200 متر، لكون المئذنة الأولى صغيرة، ولا يمكن رؤيتها من خارج القرية.

وقال سركان أليش، إمام وخطيب جامع القرية، في حوار مع الأناضول، إنه شعر بالدهشة عند قدومه القرية أول مرة، حين رأى المئذنتين، فوق التلة، بعيداً عن المسجد، ومن ثم تفهم الأمر بعد سماعه قصتهما من أهالي القرية.

وأوضح محمد عالم، 63 عاماً، أحد سكان طوزلاغوزو، أن مساحة القرية الكبيرة، ووجود بعض أجزائها في الوديان، جعل من الصعب وصول صوت الأذان إلى جميع أرجائها، في عصر ما قبل الكهرباء، ومن هنا جاءت فكرة بناء المئذنة فوق التلة.

هافغنتون بوست