تحقيقات وتقارير

كمال الجزولي يبحث عن “قميص” رسائل بينه ومحجوب شريف


كان قميص الوطن ساعتها (مقدوداً) بفعل شمولية مايو( نظام نميري) يفرق بين الأشقاء في الزنازين، يقول كمال الجزولي إن أكثر ما أحزنه في السجن هو أنه تم وضعه في زنزانة ووضع الراحل محجوب شريف في زنزانة أخرى مؤكدًا أن (الزملاء) لا تعجزهم حيلة التواصل وهم يدافعون عن المنظومة التي بينها والعمل السري علاقة زواج كاثوليكي .
يقول الجزولي إن ما بينه ومحجوب شريف كان مثل علاقة الإخوة الأشقاء وأنهما استطاعا في تلك الفترة تجاوز (البعاد) من خلال قميص (نص كم) كان هو ورقة تبادل الرسائل بينهما، مؤكد أنهما استطاعا أن يوظفا ضابط السجن المشرف عليهما كساعي بريد. كان الجزولي يعطيه القميص بعد أن يكتب فيه الرسالة ويطالبه بإيصاله لمحجوب من أجل أن يقوم بغسله يرد محجوب الرسالة بأخرى وعلى ذات الكم المهترئ.
في ذات التوقيت ومن محبسه كان محجوب يبعث برسائله لوالدته مريم يخبرها بأن “العسكري الفراق بين قلبك الساساك وبيني هو البندم والدايرو ما بنتم.. راجع مع الفرسان حارس بلدنا البيت” يخرج كمال وصهره من السجن استجابة لنداء الشعب وهو ينتفض مؤكدًا أن القميص أيضاً يغادر محبسه في كوبر ويتم عرضه من ضمن وثائق الحزب في المؤتمر العام الرابع لكنه فجأة يختفي ولا يعرف له أثر بعد ذلك.
الجزولي في قمة فرحته وهو يعود إلى الحياة بعد عملية القلب المفتوح التي استمرت لإحدى عشرة ساعة لا يخفي حزنه على ضياع (القميص) مؤكد أنه يحتفظ بالرسائل في ذاكرته في ذات نقطة الحزن على غياب محجوب شريف وما تركه من فراغ . غياب القميص يجعل من التساؤل حول التعاطي مع الأشياء ذات القيمة التاريخية أمراً مشروعاً ومؤكد أنه في استعادته استعادة لجزء من تاريخ نضال حزب لم يخف الجزولي توصيفه بأنه يجنح للسرية في قضاء أموره السياسة وإن كانت في كثير من الأحيان تاتي بنتائج عكسية.
يحلم الجزولي باستعادة القميص بكمه القصير ليرى البعض تفاصيل حقبة وتاريخ لحزب يحترمه الكثيرون ويقدرون مواقفه على مر التاريخ السياسي ويحلم فريق باستعادة الحزب نفسه لدوره الريادي، عندها سيعود القميص وأشياء أخرى ومؤكد ورقة بيضاء يرسم فيها النص “ديل أنحنا القالوا فتنا وقالوا متنا وقالوا للناس انتهينا”.

صحيفة اليوم التالي