مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : طيب الذكر (أغاني وأغاني)


من عادتي أن لا أميل كثيراً لاستخدام الأوصاف القاسية أو العبارات الصادمة إلا عند الضرورة ، واليوم أجد نفسي وبكل أسف في حاجة ماسة لاستخدام بعض تلك العبارات حتى أصل إلى الصورة التي أريد أن أقدمها لكم ، فالمتابع لبرنامج (أغاني وأغاني) بقناة النيل الأزرق هذه الأيام لن يجد وصفاً غير أن يقول أن البرنامج الشهير في حالة احتضار وإنه في انتظار الحلقة الأخيرة لاستخراج شهادة (طيب الذكر) ، فقد بهتت الفكرة التي كان يقصد منها التوثيق لرواد ورموز الغناء في البلاد ، بالإضافة إلى إعادة اكتشاف الأغنيات المشحونة بالتطريب والمسكونة بكل ألوان الموسيقى التي تتيح للمؤدي أن يظهر موهبته في فنون الأداء.
ولكن هل تحقق من ذلك شيء ، الإجابة بالطبع لا ، لأن ما يقدم من معلومات حول صاحب الأغنيات أي حلقة لا تساوي قطرة من بحره ، سواء كان شاعراً أوملحناً أو مغني ، هذا غير عدم العدالة في توزيع الفرص على المطربين والمطربات ، حتى بدا بعضهم وكأنه قطعة من ديكور الاستديو ، وهذا يقودنا لنسأل : طالما أن البرنامج لا يستوعب كل ذلك العدد الكبير من المغنين والمغنيات فلماذا تم اختيارهم من (أصلو) ؟ خاصة وأن النسخ الماضية من البرنامج أكدت نجاح (القلة) التي شاركت في تقديم تجارب ثرة لمبدعين كبار ، وثقوا لها بكل الألق والجمال والاقتدار، بالإضافة إلى (ضحكة) أستاذنا قدور التي كان لها (شنة ورنة) وكانت لوحدها أغنية تطربنا قبل أن تتحول في نسختها الجديدة إلى مدعاة للضحك عليها (هذا مع كامل احترامي وتقديري لأستاذنا الكبير).
حقيقة (حليل) أغاني وأغاني الذي كان من شدة سطوته وجبروته ، بمثابة الأجنحة التي تحلق بضيوفه إلى فضاء الشهرة والنجومية ، فأصبح في هذه النسخة سبباً في أفول نجوم مثل حسين وأحمد الصادق وهلالية وطلال الساتة.
وحقيقة نتأسف على برنامج كان ملء السمع ، حسن السيرة والمسيرة ، وهكذا هو حال كل ماهو ناجح في بلادي ، لا يستمر كثيراً.
خلاصة الشوف
لا أدري لماذا أتذكر دائماً مشهد عادل إمام في في فيلمه الشهير (مرجان أحمد مرجان) وهو يدعي (الشاعرية) بقصيدته (الحلزونة) ، كلما استمعت لبعض أغنيات كتبها (المتشاعر) أمجد حمزة الذي فرضه علينا بعض الفنانين كشاعر ، وهو ربما يكون بالفعل شاعر ولكنه (شاعر) بوهم أنه شاعر.