مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : سؤال إلى هؤلاء


نتابع من فترة لأخرى سفر مطربين ومطربات إلى الخليج أو غيره، بغرض إحياء حفلات للجاليات السودانية هناك، وفي ذلك تواصل جميل مع جاليات متعطشة لكل ماهو سوداني ، لكن هذه الحفلات تحمل معها عديد التساؤلات ؟
(مثلاً) هل يقوم هؤلاء المطربون والمطربات بدفع استحقاقات الشعراء والملحنين الذين يتغنون بأغنياتهم في تلك الحفلات؟ وهل هذه الأغنيات هي خاصة بهم، أم أغنيات مطربين آخرين من تلك التي نسميها أغنيات (مسموعة) ؟
الواضح أن كثيراً منهم يمارس قرصنة في وضح النهار بالتعدي على حقوق الآخرين، ولن نقول كلهم لكنا لم نسمع بمطرب واحد أو مطربة قامت بدفع مليم لشاعر أو ملحن نظير ما غناه في تلك الحفلات، غير الفنان الكبير أبو عركي البخيت الذي درج على زيارة الشعراء والملحنين فور عودته من أي رحلة خارجية وإعطاء كل شاعر وملحن حقه.
درس أبو عركي يجب أن يتعلمه هؤلاء الصغار، وأعني الصغار تجربة، مثل شريف الفحيل، وفهيمة، ومكارم، وهدى عربي، الذين أصبحوا مثل ابن بطوطة من كثرة رحلاتهم الفنية، الداخلية والخارجية، وهي رحلات نتمنى أن يقدموا فيها تجربتهم الفنية الخاصة وليس تجارب الآخرين والقرصنة على حقوقهم
وحتى لا يقولوا إن مايقدمون هو تواصل للأجيال، وإن الذين سبقوهم قاموا بذات الشيء، فذلك غير حقيقي وما يقال مجرد (شماعة) لا تقوى على حمل الأعذار، فتواصل الأجيال يبدأ بترديد أغنيات الغير في البدايات دون التربح من ورائها، وينتهي عند حدود حفظ الحقوق المادية والأدبية ، ولا أظن أن كثيراً من الواعدين والواعدات هذه الأيام يعرفون هذه المعلومة، بقدر ما عرفوا وأدمنوا ترديد أعمال الآخرين وجعلوها مصدراً لـ (أكل العيش)، والبعض أثرى منها وركب الفارهات، بينما أصحاب الحقوق الأصيلة يصارعون المرض و(النصيح) منهم يطارد (حق الفطور) لصغار في انتظاره
أقولها صادقاً إن من ذكرتهم يمتلكون خامات صوتية طيبة والمستقبل الفني أمامهم، لذلك نصيحتي لهم أن يبحثوا عن أعمال غنائية خاصة بهم، حتى يكونوا من أصحاب البصمة الخاصة في كتاب الأغنية السودانية، ولا يكونوا مجرد (ببغاوات) يرددون ما سمعه الناس منذ عشرات السنين، وما أعنيه بالبصمة هو أغنيات خاصة تكون ذات أثر في حياتنا، تزلزل كياننا طرباً وتتغلغل في دواخلنا وتبقى فيها، مثلما تفعل أغنيات الرعيل الأول والمطربين الكبار.
خلاصة الشوف
ترى بماذا سيجيب علينا شريف الفحيل، أو مكارم وهدى وفيهمة وغيرهم من الصغار، إذا ما سألنا عن أعمالهم الخاصة التي يحفظها الناس ويرددونها في سرهم وجهرهم؟
الإجابة عندي: لا أظن أن واحداً منهم يمتلك إجابة.