مقالات متنوعة

اسحق الحلنقي : اتهام بازرعة بسرقة (ليالي القمر)


* كان ابن أمير الشعراء أحمد شوقي لا يحفظ قصيدة واحدة من شعر والده العظيم، ويروى أن هذا الابن لم يكتب في حياته إلا قصيدة واحدة كلما تم بثها من خلال إذاعة القاهرة كانت تُنسب لأبيه، أما توفيق الحكيم فقد كان ابنه عازفاً للجيتار وكان اهتمامه بالموسيقى أكبر بكثير من اهتمامه بما يكتبه الحكيم، أما في السودان فابن الشاعر لابد أن يكون شاعراً وابن الفنان لابد أن يكون فناناً مع الفارق الكبير جداً بين ما يقدمه الأب وما يقدمه الابن.
* قام الشاعر حسين عثمان منصور باتهام الشاعر حسين بازرعة بسرقة فكرة أغنية (ليالي القمر) من شاعر لبناني معروف، لم يرد عليه قيصر الأغنية السودانية بكلمة بل أكد لأصحابه أن الأيام كفيلة بالرد عليه، وقد ردت عليه الأيام بالفعل بعد اعتراف جاء من الشاعر اللبناني بأن (ليالي القمر) كتبها بازرعة، ثم شاءت الأقدار أن يتعرض حسين عثمان منصور إلى وعكة صحية ألزمته المستشفى، فكان أول من زاره من حسين بازرعة ومن يومها أخذ يقول لأصحابه: لم تشفني أدوية تناولتها ولكن شفائي كان من زيارة أكرمنى بها الشاعر الحقيقي لأغنية (ليالي القمر).
* كلنا يعلم أن سفاح إيطاليا المعروف (موسليني) جعل من الشعب الإيطالي مجرد مجموعة من الحملان كان جزارها.. ويروى أن موسليني شهد حفلاً في إحدى المدارس الثانوية حيث استرعت انتباهه صبية كانت تعزف على البيانو فهام بحبها إلى درجة جعلت عدداً من كبار قواده ينصحونه بالابتعاد عنها لكنه تمسك بها، وقيل إنها بعد قيام الثورة التي أطاحت بمجده السلطوي نظرت إلى رأسه معلقاً في أحد الميادين العامة فما كان منها إلا أن تسكب دمعة على ايام كانت لها معه.
* (البير كامي) مؤلف كتاب (الغريب) الذي هو من أشهر الكتب تتحدث عن فلسفة الموت.. كان يؤكد دائماً في الكثير من مؤلفاته أننا نمشي على الأرض أمواتاً وأن حياتنا الحقيقية هي في موتنا.. كان (كامي) مهووساً بهذه النظرية بالدرجة التي جعلته يطبقها على نفسه فاصطدم بشجرة على الطريق متعمداً بسيارته.. فمات منتحراً.. وأنا أؤكد أن هذا الكاتب بنظريته العمياء لن يجد في انتظاره إلا جحيماً.
* تعرض أحد المعلمين إلى ظرف مادي صعب دفعه إلى القيام بطلب (سلفية) من أحد طلابه على أن يردها إليه في أقرب وقت ممكن لم يتردد الطالب في مد يد العون لمعلمه حيث قام بتسليمه المبلغ المطلوب كاملاً ثم توالت الأيام دون ان يتذكر المعلم ان عليه ديناً واجب السداد ، فلجأ إلى الصبر الجميل ، ذات يوم كانت هناك أمسية شعرية شارك فيها عدد من المعلمين والطلاب وقد كان من ضمن المساهمين فيها الطالب المغلوب على أمره والذي أتته الفرصة سانحة حيث قام معلمه بتقديمه قائلاً : (أقدم لكم طالبي المميز) وقبل أن يصل الطالب إلى المنصة عرج على معلمه وهو يهمس في أذنه نعم أنا (طالبك..وطالبك) ،فهم المعلم القصد وفي اليوم التالى رد إليه دينه كاملاً.
هدية البستان
لو كسوك عقد الجواهر يبقي نورك ليهو جاهر
إنت نايم في حريرك والمساهر بيك مساهر