صلاح حبيب

عندما ذرف “الدقير” الدموع!!


فاجأ الدكتور “جلال يوسف الدقير” الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي جماهير الحزب بقاعة الصداقة عقب الإفطار الرمضاني الذي أقامه لهم، فاجأهم بعد كلمات مؤثرة وسرد منظوم لحياته السياسية باستقالته عن منصب الأمين العام، ووقع الخبر على الجماهير المحتشدة كالصاعقة ولم تصدق ما سمعت، فتدافع الرجال والنساء والدموع تبلل خدودهم والصراخ والعويل ولم يستطع للأمين العام إكمال حديثه بعد أن قال: (سوف أكلف…) ولم يكمل من هو الشخص الذي سيكلفه بتولي المنصب، واستمر هذا الوضع لعدد من الدقائق إلى أن تدخل الدكتور “أحمد بلال عثمان” وزير الإعلام ونائب الأمين العام والأستاذ “السماني الوسيلة” مطالبين الحضور بالهدوء قائلين إن استقالة الدكتور “جلال” لا تقدم إلا إلى المؤتمر العام.
الدكتور “جلال” يمتاز بكاريزما نادرة في المجال السياسي وشخصية مؤثرة ومقنعة، ويمتلك مفردات لغة قلَّ أن تجدها عند كثير من ساستنا، فقد تربى الدكتور “جلال” على يد فطاحلة السياسة الشريفين “حسين” و”الهندي”، وهما يمتلكان لغة رصينة وطريقة إقناع وتأثير.
الدكتور “الدقير” قال إن تقديمه لاستقالته اقتضته ظروف المرض الذي يحتاج إلى علاج طويل بالخارج، ولكن رغم حديثه هذا إلا أن هناك مرارات قالها من ذوي القربى وهي أصعب من الحسام المهند، قال: (لن أتخلى عن الحزب وسأظل جندياً فيه لأنني تربيت فيه وتركت قاعات الدرس بسببه)، بجانب أن الوطنية وحب الوطن دفعه أن يتقاضى عن الصغار. واستعرض الدكتور “جلال” في بداية حديثه مسيرة الشريف “الهندي” الذي تسلم منه قيادة الحزب منذ أكثر من عشر سنوات، وقال إن الحزب الاتحادي هو حزب وطني وناضل من أجل الوطن بزعامة أبو الوطنيين الراحل “إسماعيل الأزهري” وكل القيادات الاتحادية بلا استثناء، وقال: (أنا لا أحمل ضغينة لأحد مهما تجنوا عليّ)، وأضاف إنه طرح موضوع الاستقالة للسيد رئيس الجمهورية ونائبه الأول الفريق أول ركن بكري حسن صالح، كما طرح الأمر لنائبه ولقيادات الحزب، ولكن شخصية “الدقير” وحب الجماهير له جعله يستجيب لتلك النداءات ويعدل عن الاستقالة رغم أنه كلف نائبه الدكتور “أحمد بلال” بتسيير أمور الحزب إلى حين عودته من رحلة الاستشفاء، أما أمر الاستقالة فقال الدكتور “أحمد بلال” إنه متروك للمؤتمر العام وهو الجهة التي تبت فيها لأن الجالسين في القاعة لا يحق لهم قبول الاستقالة.
الدكتور “جلال” ذرف الدموع عندما شاهد وسمع تلك الجماهير تهتف باسمه وقال: (هناك أحد قيادات الحزب هدده بالقتل إذا حاول تقديم استقالته).. لم نسمع أن أحداً من أعضاء أحزابنا تقدم باستقالته قريباً فالكل يحاول التشبث بالمنصب والموقع، ولكن دكتور “جلال” أصبح زاهداً في المناصب، وحتى خصومه لم يوجه سهامه إليهم، ولم يذكرهم بالشر في أية مطبوعة يومية، وكم من صحفي حاول أن يطلب منه التعليق على بعض خصومه فكان يلوذ بالصمت.. هذا هو الدكتور “جلال الدقير” طاهر السيرة والسريرة عف اليد واللسان، ويحق لهذه الجماهير أن تذرف الدموع عليك إذا جددت تقديم استقالتك!!