تحقيقات وتقارير

جدل أول العيد يمسك بآخر رمضان


“حنعيد يوم الثلاثاء ولا الأربعاء” هكذا قال أحدهم ومضى، في خضم الجدل المُحتدم والخلاف مع جمعية الفلك السودانية حول تحديد رؤية شهر شوال وهلال العيد، وقبل أن ينجلي غبار الخلاف حول تحديد “يوم العيد”، جاءت إجابة أخرى أكثر حسماً للجدل ربما فقط من منطقه رؤيته: “في النهاية حتعيدّوا مع السعودية زي كل سنة الجديد شنو يعني؟”، دفع بتساؤله هكذا دون أن ينتظر إجابة، كمن يرى أن الأمر محسوم بالنسبة له، حسماً مصدره لديه وربما لدى كثير من السودانيين ارتباط قديم لثبوت العيد عندهم برؤية فلكية من سماء المملكة العربية السعودية، تهكم وحالة سخرية تطفو في الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي، والعامة في الشارع العام، حين تحدثهم جمعية الفلك السودانية عن رؤية هلال العيد، أو حتى قبله رؤية هلال رمضان، فيعلى أحدهم كعب السخرية، من هذه الجمعية نفسها، وأنه لا رؤية أو ظهور لنشاط الجمعية وتفاعلها اصلاً بخلاف رمضان والعيد، ما يجعلها في نظر الكثيرين كمن يحرث في البحر، إن مضت في تحريها بالفلك أو بالاجهزة أو البعين المجردة، فإن الجهات الرسمية تعتد بما يأتي من تحري الرؤية من جهات أخرى مجتمعة.

جمعية الفلك السودانية زادت الأمر تعقيداً على تعقيده، والمشهد ربكة على ربكته، فبعد أن حملت الصحف والمواقع الإلكترونية خبراً خلال اليومين الماضيين حدد الأربعاء، أول أيام عيد الفطر، خرجت جمعية الفلك أمس الأول ببيان تحدث فيه بان الثلاثاء الخامس من يوليو سيكون أول أيام عيد الفطر، ليس هذا فحسب فالجمعية لم تكتف فقط بمخالفة من سبقوها، في تحديد العيد بالأربعاء، بل حملت بين طيات بيانها نفسه تناقضاً واضحاً، وفي المعايير الفلكية التي تعتد بها الجمعية في تحديد اليوم، فقد قالت الجمعية إنه سوف يحدث الاقتران للقمر حسب توقيت السودان في حوالي الساعة 1:14 ظهر يوم الاثنين الموافق الرابع من يوليو، والاقتران هو المرحلة التي يكمل فيها القمر دورته حول الأرض وبها ينتهي الشهر القمري القديم ويبدأ الشهر القمري الجديد وهو أيضا المرحلة التي لابد من حدوثها أولا ثم تمضي عليها العديد من الساعات حتى تكون الرؤية بالعين المجردة للهلال الجديد ممكنة، وأشارت إلى أنه بناء على ماذكر عن ميقات الاقتران، وحسب المعايير المختلفة المستخدمة بالبلاد العربية والإسلامية، وهي معايير عدة فيها المبني على الحساب فقط أو الرؤية بالعين المجردة وبالاجهزة المساعدة أو مزيج بينهما، يتضح وبناء على معيار الاقتران قبل الفجر، يكون أول أيام عيد الفطر الثلاثاء الخامس من يوليو، على معيار مؤتمر التقويم الهجري اسطنبول تركيا 2016، يكون أول أيام عيد الفطر الثلاثاء الموافق 5 يوليو 2016م، ولفتت إلى أنه على معيار الاقتران يحدث قبل مغيب الشمس وأن يغيب القمر بعدها، ومضت إلى أن هذا المعيار لن يتحقق في الدول الإسلامية والعربية التي تقع شرق السودان بما ذلك المملكة العربية السعودية بسبب مغيب القمر قبل مغيب الشمس ببضع دقائق، أما في الدول الإسلامية والعربية التي تقع غرب السودان حتي المغرب العربي يغيب القمر بعد الشمس أيضا ببضع دقائق وعليه بالنسبة للدول التي تقع شرق السودان يكون أول أيام عيد الفطر المبارك الأربعاء السادس من يوليو وبالنسبة للدول التي تقع غرب السودان يوم الثلاثاء الخامس من يوليو.

الجمعية أوضحت أنه على معيار رؤية العين المجردة المحلية أو بالأجهزة المساعدة (دون استخدام تقنية ال ccd)، لا يتحقق هذا المعيار في الدول الإسلامية والعربية لأن القمر يغيب قبل الشمس أو لقربه الشديد من الشمس عند غروبها بحيث تجعل الرؤية مستحيلة وعليه يكون أول أيام عيد الفطر الأربعاء.
خلاف جمعية الفلك يبدو أنه سيظل محتدمًا، وسيجعل الدول منقسمة، حتى من رؤية الجمعية نفسها، إذ قالت إن الأمة الإسلامية سينقسم معظمها بين يومي الخامس والسادس من يوليو، ولكن الغالبية إن لم تكن كلها ستعتمد العيد يوم الأربعاء 6 يوليو.

الخرطوم – سلمى معروف
صحيفة اليوم التالي