مقالات متنوعة

د. ناهد قرناص : استراحة الجمعة .. بي دستوركم


صديقتي مها …..اتصلت علي قائلة (تتذكري صفية؟ ..الكانت معانا في المدرسة ؟؟ كانت بتقعد في الفصل في الكنبة قبل الاخيرة ..وووو) ..لم اتذكر صفية ..ولن أتذكرها ..لأني أتذكر من حولي (باخر نفس ) ..دعك من استدعاء صور البعض من غياهب الذاكرة (ما حأتذكرها ياخ ..المهم مالها صفية)…استطردت تحكي لي قصة طويلة انها التقتها صدفة في زواج احد الاقارب ..وقد تبادلت معها ارقام الهواتف ..ووو (من الاخر يا مها ..) ..(من الاخر ..صفية دي عندها مشكلة ووصفوا ليها شيخ يقرأ ليها..وطلبت مني امشي معاها ..وانا قلت نسوقك معانا ..)..لا ادري ما الذي جعلني اوافق بكل سهولة !!..أعتقد أنني اردت ربما استكشاف هذه العوالم الغائبة عني تماما.
الشيخ كان شكله عاديا ..لم يكن ذو شعر كث او لحية طويلة ..بل كان اصلعا ..وليست له عينين غائرتين ..او انف مدبب ..تلك الاوصاف الثابتة ..حتى غرفته كانت عبارة سريرين وعدد من الكراسي ..لا بخور ..وهمهمات ولا (شخارم بخارم )..صفية (التي لم أتذكرها حتى بعد رؤيتها ) ..طفقت تحكي عن تغير احوال زوجها ..وانه صار يغضب لأتفه الأسباب ..ولا يطيق رؤية حتى اولاده ..يفضل الأنزواء ..ويتحاشى الضيوف ..بعد اخذ ورد مع الشيخ ..وتحريك للسبحة بين اصابعه ..بسرعة ..تزيد وتنقص ..قال لها بكل هدوء ان زوجها ليس به شئ ..ونصحها بان تحاول التحدث معه ومعرفة ما به ..ربما يعاني بعض الصعوبات في العمل ..او شئ من هذا القبيل…مها التي اثارت دهشتي تبنت القضية ..كانت تلح على الشيخ ان يراجع الامر ..فربما كان الرجل (مكتوبا) .. لم تتوقف عن الحديث ..الا بعد ان رمقها الشيخ بنظرة طويلة تحذيرية ..وكأنه يقول (ما تجي تقعدي مكاني).
ونحن نلملم خيبتنا وفي طريقنا للخروج ..فقد كنا نأمل في موضوع (شماراتي )..قالت مها للشيخ (طيب ما تشوف لينا ناهد دي الحاصل عليها شنو ؟)..لا ..مها دي لازم أقطع صلتي بيها ..قال الشيخ موجها حديثه لي (خير ان شا الله ..بتشكي من شنو؟ ) ..قلت له (ما بشكي من شئ والحمد لله )..مها (والله قدر ما اتصل عليها ..تقول تعبانة ..ومرهقة ..وشنو وشنو )..بدأ الشيخ في تحريك سبحته ..وهو يهمس بأشياء لم اتبينها ويغمض عينيه ليتمتم بعبارات ..طال الوقت ..حتى تململت ..ومن ثم رفع رأسه فجأة وقال لي (انتي عندك أرياح )..ارياح ؟؟ ماذا يعني هذا؟؟ مها كانت تغالب الضحك (ارياح شنو يا شيخنا؟ ..عطور يعني ؟ غوتشي وسيدتي وكدا) ..نظر اليها بغضب ..(كيف يعني ما بتعرفوا الارياح ) ..قلت له (بنعرف فلور دمور المسخ الارياح )..كان صبر الرجل قد نفذ ..فرفع صوته قائلا (الريح الاحمر ..انتي عندك زار )..هنا انفجرت مها ضاحكة ..مهما تخيلت لم تتوقع هذا الامر ..اكمل الشيخ حديثه (عايزة تتخلصي منهم ولا نخليهم )..قلت بكل هدوء (خليهم ..هم لحدي الان ما مشكلين لي أي ازعاج )..وخرجت لا الوي على شئ ..لحقتني مها وصفية في الخارج ..مها.. كانت لا تستطيع السيطرة على الضحك ..وصفية كانت تضرب كفا بكف قائلة (انا اجيهو بمشكلتي ..يقول ما عندك شئ ..وناهد الجاية ساكت ..يقول عندها زار ..غايتو الشيخ دا ..الا كان مخاوي جن احول ) …