مقالات متنوعة

محمد لطيف : مارتا رويداس في.. قصر الضيافة


(يونيو 2016 الخرطوم: استقبل فخامة السيد رئيس جمهورية السودان، المشير عمر حسن أحمد البشير يوم الخميس الماضي الموافق 22 يونيو 2016 المنسق المقيم للشؤون التنموية والإنسانية للسودان السيدة مارتا رويداس في بيت الضيافة الرئاسي لمدة ثلاثين دقيقه. حيث تم تقديم أوراق اعتماد المنسق المقيم للشؤون التنموية والإنسانية للأمم المتحدة بشكل رسمي إلى فخامة السيد رئيس الجمهورية.
أكد فخامة السيد الرئيس أن السودان له النية الكاملة للتعاون مع الأمم المتحدة في كافة المجالات الواقعة ضمن مسؤوليات المنظمة. كما تمحورت النقاشات حول التحديات الراهنة التي تواجهها الأمم المتحدة بالإضافة إلى الفرص المستقبلية المتعددة على الصعيدين التنموي والإنساني. وأكد فخامة السيد الرئيس للمنسق المقيم على ضرورة العمل المشترك والتعاون المستمر بين حكومة السودان والأمم المتحدة لتحقيق الفرص المستقبلية خاصةً لإعادة الإعمار والتنمية.
تم تعيين السيدة رويداس منسقا للشؤون التنموية والإنسانية وممثلاً مقيماً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للسودان في 16 أغسطس 2016، تمتلك السيدة رويداس ما لا يقل عن 25 سنة خبرة في المقر الرئيس للأمم المتحدة والمكاتب الميدانية في أربع قارات).
أعلاه نص الخبر الذي وزعته الأمم المتحدة بالخرطوم.. عقب لقاء المذكورة أعلاه للرئيس.. ويذكر أنها الموظفة الأعلى سلطة كممثلة للأمم المتحدة بالسودان.. وبالتالي فهي القيم على كل وكالات الأمم المتحدة العاملة بالسودان والمنظمات والبرامج ذات الصلة.. وقبل أن نبتعد كثيرا عن نص هذا الخبر دعونا نورد نصا آخر.. يقول:
(وسط توتر بين الخرطوم والبعثة الدولية لحفظ السلام في دارفور، احتجت الأمم المتحدة أمس الأول على قرار السودان طرد اثنين من موظفي المنظمة الدولية، بعدما أمرت الخرطوم منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان علي الزعتري ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان إيفون هيلي بمغادرة البلاد).
كان ذلك في الشهر الأخير من العام 2014 ورغم تنديد الأمين العام للأمم المتحدة شخصيا إلا أن قرار السودان قد مضى.. ومضى الموظفان الأمميان.. الزعتري الأردني وإيفون الهولندية إلى حال سبيلهما.. وقبل أشهر معدودة كانت الأمم المتحدة تطلق صرخة احتجاج أخرى على طرد موظف آخر هو إيفو فريجسون مسؤول مكتب الشؤون الإنسانية.. ومقربون من دوائر الأمم المتحدة.. وعلى خلفية انفتاح ابواب قصر الضيافة أمام السيدة رويداس لمقابلة الرئيس.. يعلقون على الحدث بالقول.. مضت سنوات طويلة دون أن يحدث مثل هذا اللقاء.. حتى الزعتري.. الذي كان منتشرا.. لم تتح له فرصة مقابلة الرئيس..! بل وحتى من سبقه كذلك..!
هل هذا يفسر سبب احتفاء إعلام الأمم المتحدة بهذا الحدث..؟ وهل يتجاوز موضوع انفتاح أبواب قصر الضيافة أمام المسؤولة الأممية الأولى في السودان.. مقروءا مع تأكيد الرئيس حرص السودان على علاقة بناءة مع المنظمة الدولية.. مجرد الشكل إلى الجوهر..؟ وهل ننتظر تغييرا حقيقيا في التعامل بين الطرفين..؟ في رأي كثير من الخبراء أن الإجابة تحتمل الخيارين.. نعم ولا.. مع أهمية ملاحظة أن الأمم المتحدة وبحكم تكوينها وتركيبتها وأهدافها وتاريخها.. تظل متغيرا تابعا وليست متغيرا مستقلا.. بمعنى أن المنظمة الدولية لا تحمل عصا سحرية.. ولا تملك إرادة مستقلة لتفعل أي شيء بمعزل عن القوى الدولية الفاعلة.. ولكن المؤكد أن استقرار العلاقة معها يسهم كثيرا في خلق جو إيجابي يمكن الخرطوم من التعاطي مع الفاعلين.