منوعات

ما هو عدد الأولاد المثالي الذي يجب أن تتكوّن منه الأسرة؟


تصطدم الحياة الأسريّة بأكثر من معوّقٍ واحد يحول دون قدرة الأهل على تلبية حاجات أولادهم ومتطلباتهم على أكمل وجه. وفي ظلّ الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعصف بالعائلة، وتحدّ من قدرة الشباب على الزواج سوى في عمرٍ متأخّر، ينحصر عدد الأولاد ضمن الأسرة ويتقلّص سنويّاً، حتى إن العديد من الأسر باتت لا تنجب أكثر من ولدٍ واحد. لكن هذه المقاربة خاطئة، لأن إنجاب طفلٍ واحد ومن ثمّ التوقّف عن انجاب الأطفال، مسألة من شأنها أن تحتّم ترعرع الولد دون اخوة وبالتالي انعدام المفهوم البناء للعائلة، حيث يوجد الإخوة كما يوجد الأب والأم والأجداد. من هنا تعتبر سياسة إنجاب الولد الواحد سلبيّة، لأنها ستحرمه من التفاعل الايجابي الذي تكفله العائلة المكوّنة من أولاد عدّة، وهذا ما يجعله يتقوقع في المنزل ويرى نفسه بحاجة الى مكان جديد للهروب من بيته الصغير الفارغ. هذا ما يسلّم ضرورة تفكير الأهل جديّاً في إنجاب أكثر من ولد واحد، فيما عدد الأولاد المثالي الذي يجب للأسرة أن تتكوّن منه يراوح بين 3 و 4 أولاد لأسبابٍ عديدة أبرزها:

• ضمان الاستمرارية الطبيعيّة لمفهوم الاسرة
يعزّز الأولاد الروابط العائلية بين الثنائي ويجعلانهما يعيشان في كنف أسرةٍ متماسكة لا يشوبها ثغراتٌ طبيعيّة، خصوصاً أن سياسة الولد الواحد قد تجعل أحد أفراد العائلة يشعر بالنقص او الرغبة الخفيّة في إنجاب المزيد من الأولاد، على رغم القرار العلني الواضح بالاكتفاء بولد وحسب. كما يساهم الأولاد في المحافظة على العلاقة الوطيدة بين الزوج والزوجة، ويكرّسان انتماء الواحد إلى الآخر.

• ضمان وجود سند حقيقي للأولاد
يبقى الأخوة العنصر الأهم في حياة الانسان بعد الأبوين والأولاد مهما تبدّلت الظروف الحياتية. انجاب أكثر من ولد واحد من شأنه ان يضمن للطفل وجود معاونين له في المدرسة والبيت كمرحلة اولى، وفي الحياة الاجتماعية كمرحلة تالية. وتكمن حاجة الولد الى اخوة بشكلٍ كبير في مرحلة المراهقة، حيث يجد نفسه بحاجة الى انسان يفهمه ويقرأ تطلعاته واحلامه وافكاره بوضوح، في حين ان إمكان استيعاب الأهل له وفهمه تصطدم باختلاف المراحل العمريّة. هذا يعني صراحةً ضمان الاستقرار الحياتي للأولاد قبل بلوغهم سن الرشد وبعده عندما تتبلور حاجتهم الى سند حقيقي لهم بعد اكتمال دور الأهل في التربية وتقدّمهم في العمر.

• المحافظة على التنوّع داخل العائلة
من المتعارف عليه أن إمكان حصر القدرات والانجازات والمهمات الحياتية بولدٍ واحد أمرٌ غير منطقي. لذلك فإن عمليّة انجاب اكثر من ولد واحد من شأنها أن تضمن التنوّع داخل العائلة وعلى كل الأصعدة. وهذا من شأنه أن يعزّز التعاون والتكافل ضمن العائلة والمساعدة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية على حدٍّ سواء. لكن الأهم من كلّ ذلك، هو ضمان التنشئة الصحيحة والاستقرار العائلي.

النهار