عالمية

حكومة جنوب السودان ترفض اعطاء الامم المتحدة اذنا لفتح المطار وتأمينه


كشفت مصدر دبلوماسي رفيع بجمهورية جنوب السودان ان الحكومة رفضت إعطاء الامم المتحدة إذناً بفتح المطار وتأمينه، فيما استلمت القوات الامريكية والاثيوبية المتواجدة في جوبا المطار لاجلاء رعايا البلدين، في وقت سادت حالة من الهدوء الحذر في جوبا بعد قرار وقف إطلاق النار الذي أصدره الرئيس سلفاكير ونائبه الأول رياك مشار، وبدأت الحياة تعود تدريجياً للمدينة.
وفي السياق دعا مسؤول أممي رفيع حكومة الوحدة الوطنية المكونة من الجانبين لإنشاء محكمة مختلطة للنظر في قضايا الإبادة الجماعية، وتشكيل لجان لمحاسبة الجناة ومرتبكي انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك للحيلولة دون إفلات الجناة من العقاب لتحقيق المصالحة وتضميد الجراح.

و قال مصدر دبلوماسي – فضل حجب اسمه- لـ(الجريدة) أمس، ان الأمم المتحدة طلبت من الحكومة الإذن بفتح المطار وتأمينه لكن الحكومة رفضت، واشار الى اجلاء الأمريكان والاثيوبيين عن طريق قواتهم المتواجدة في جوبا، وزاد ان قوات البلدين استلمت المطار منذ صباح امس وبدأتا في اجلاء رعاياهما.
وأضاف أن الطيران الاثيوبي والامريكي كان على استعداد حال حاولت القوات الحكومية اعتراض عمليات الإجلاء.
وقال وزير الاعلام بجمهورية جنوب السودان مايكل مكوي لـ(الجريدة) أمس إن الأوضاع عادت للهدوء مجدداً، وأن كل من الرئيس سلفاكير ميارديت والنائب الأول رياك مشار يبذلون جهوداً كبيرة للسيطرة على الأوضاع، واشار الى أن الحياة في المدينة بدأت في العودة التدريجية لحالتها الطبيعة وأن العاملين في الدولة عادوا إلى مكاتبهم تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية.

ومن جوبا ذكر شهود لـ(الجريدة) أن آذانهم لم تسمع دوي القذائف منذ منتصف يوم أمس، وأن المروحيات المقاتلة اختفت من سماء المدينة، وخلت شوارعها من اصوات المدرعات، وقالوا ان الحياة بدأت تعود لطبيعتها.
وأكد الشهود فتح المتاجر أبوابها التي ظلت مغلقة طوال أيام القتال الأربعة، وأن بعض الموظفين عادوا إلى أعمالهم، على الرغم من حالة التوجس والحذر التي يعيشونها، بيد أنهم ذكروا أن المدينة ماتزال تشهد نقصاً حاداً في الغذاء ومياه الشرب، وأن آلاف المدنيين ما يزالوا مختبئين في الاماكن الدينية ومقرات المنظمات الدولية.
ومن جهته أعرب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية آداما دينغ، عن قلقه البالغ مما أسماه الخطر المحدق بسكان جنوب السودان حال تجدد القتال بين القوات المتحاربة مرة أخرى.

ورغم عدم كشف الدوائر الرسمية عن الأعداد الفعلية للقتلى والجرحى، قال مستشار الأمين العام آداما دينغ في بيانه الذي اطلعت (الجريدة) عليه، إن عدة مئات من الأشخاص قتلوا بمن فيهم المدنيين الذين كانوا يحاولون اللجوء إلى ملاذات آمنة، وأضاف (يقال أن بعض المدنيين قتلوا استناداً على انتمائهم العرقي).
وفي سياق متصل أقال سلفاكير ميارديت نائب وزير خارجية جنوب السودان شرينو هيتنق عقب مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا (ايقاد) لجهة ان القرارات لم ترض حكومة جوبا.
وقال مصدر رفيع ان قرار الإقالة يعتبر خرقاً آخر من الرئيس لاتفاقية السلام وتجاوز لأطراف السلام، وشدد على ان سلفاكير ليس لديه الحق في اتخاذ قرار الإقالة دون الرجوع الى مجموعة المعارضة السلمية، وتوقع ان يفتح القرار الباب واسعا أمام انسحاب مجموعة المعارضة السلمية من الحكومة.

صحيفة الجريدة