مقالات متنوعة

حسن فاروق : الاتحاد باع والوزير ماصدق


ظللت اكتب مرارا وتكرارا في هذه المساحة عن بيع القيادة الحالية بالاتحاد السوداني لكرة القدم لمكتسبات الحركة الرياضية، المتمثلة في استقلاليتها واهليتها وديمقراطيتها، بثمن بخس للسلطة السياسية، ولعل المتابع للمشهد الرياضي يمكن ان يقف بسهولة علي حجم السيطرة الكاملة علي مفاصل كرة القدم السودانية خاصة الاتحاد السوداني الذي اصبح بلاحول ولاقوة،عاجزا بصورة تدعو للشفقة والرثاء، والشماتة عند البعض، عن اتخاذ اي قرار في مايتعلق بامر الانتخابات والجمعية العمومية، وسبق ان كتبت في هذه المساحة ان السيطرة علي مفاصل كرة القدم السودانية من السلطة السياسية بدأت من اللحظة التي (باع) فيها التلاميذ استاذهم الدكتور كمال شداد، من اجل المنصب حتي ولو جاء بالسند الحكومي، وتوالت السيطرة حتي وصلت مرحلة ان يقرر الوزير منع قيام الجمعية العمومية ، والاتحاد صامت، والجمعية المسماة تونيرية يفترض ان تعقد امس والاتحاد صامت، لاتعليق علي اي قرار يصدر من الحكومة، صمت لايختلف عن الصمت علي اتهامات الاستاذ خالدعزالدين حول وجود تجاوزات مالية.
وهو صمت سلبي وليس ايجابي، بمعني انه صمت قليل الحيلة الذي لايدري ماذا يفعل وهو محاصر بالازمات من كل الجهات، بعكس الصمت الايجابي من موقع القوة المستند علي انه اتحاد محمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتمتعه بالاستقلالية التي لاتسمح للجهات مجرد التفكير الاقتراب منه باصدار قرارات تحدد له مايفعل ومالايفعل وانه قادر علي استخدام كرت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) متي فكرت السلطة السياسية ازاحته عن طريقها، وبالتالي يعني هذا الصمت السلبي ان الاتحاد سيقبل باي صفقة تعرضها عليه الحكومة حتي لو طلب منهم عدم الترشح مرة اخري وافساح المجال امام المرشحين القادمين للارتماء في احضان السلطة للفوز بالتزكية.
قيادة الكرة السودانية باعت وقد تكون استنفذت اغراضها عند السلطة السياسية، ولم تعد تحتاج المجموعة الحالية، وترغب في بديل آخر، وقد ياتي البديل، وينجح في الفوز بالتزكية او بالترغيب والترهيب ، وكل الاسلحة التي اصبحت معروفة في معارك انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم، وقد لايأتي بديل وتتم صفقة من نوع آخر تضمن بقاء المجموعة الحالية بتنازلات اكبر (ماعارف اكبر من كده شنو)، وفي كل الاحوال، اتمني الا يصدق وزير الرياضة الاتحادي ومن خلفه السلطة السياسية من مفوضية اتحادية وغيرها من جهات عليا واجسام حكومية اخري، ان هناك قانون يعطيهم حق التدخل في الشأن الرياضي، حتي ولو كان القانون وفقا لتوجهات الفيفا كما يرددون في تصريحاتهم هذه الايام او ان الجمعية التنويرية بدعة ولاتوجد في النظام الاساسي، هم محظوظون لانهم مسيطرون علي اتحاد بهذا الضعف، ولكن حكاية القانون الجديد وانه يتوافق مع موجهات الفيفا او يختلف او الجمعية التنويرية بدعة ليسوا هم الجهة التي تلعب علي هذا الكرت، لانهم ببساطة جهات سياسية لايعطيها الاتحاد الدولي لكرة القدم شرف مخاطبتها او الجلوس معها (بالدراجي الفصيح الوزير والسلطة السياسية التي تقف وراءه، في رايهم انهم ممكن يتخذوا اجراء ضد الاتحاد لانه مانفذ القانون الجديد المتماشي مع موجهات الفيفا، ولو جات الفيفا يقولو ليها اتحادك غشاك القانون مجاز وقال ليك مامجاز، ببساطة الفيفا لن تعطيهم مساحة من زمنها ليقولو او لا يقولو، هي فقط من يحدد طريقة التعامل مع الاتحاد الوطني حتي ولو كان كاذبا ومرر عليها كذبه، لا مجال لطرف ثالث للدخول بينهما) لذا لاتصدقوا ان الخطوة صحيحة وحكاية القانون يتوافق مع توجهات الفيفا. بختكم لقيتو اتحاد ضعيف.