منوعات

هل تجرؤ على السفر بـ طائرة من دون طيار؟


يؤكد عدد من الخبراء والمتخصصين العالميين، أن تقنيات الطيران من دون طيار باتت تمثل مستقبل قطاع الطيران على مستوى العالم، بالنظر إلى طبيعة تطبيقاته واستخداماتها المتعددة في مختلف المجالات، ويجري العمل المعمّق اليوم، في القطاع، على دراسة التحول التسويقي والوعي العام للركاب، فضلاً عن تنظيم لوائح قوانين التحول نحو أنظمة التحكم الذاتي من دون طيار (UAS)، لتحلّ محل الطيارين، مع التركيز أيضاً على دعم تقنيات زيادة استخدام الآلات في قمرة القيادة، والبحث في تحديات تحسين ثقة الركاب بالطائرات من دون طيار والاعتماد على الطيارين الآليين، والتحكم الالكتروني بالطائرات، وفي الوقت الذي يعتقد فيه بعض قادة القطاع أن المستقبل يتمثل في “تقنيات التحكم الذاتي والطيران من دون طيار”، فإنهم يعترفون أيضاً بأن عدم تقبّل الجمهور لهذه التقنيات، هو قضية حقيقية وجب التركيز عليها.

فهل انت مستعد او تجرؤ على السفر بطائرة من دون طيار، او بمعنى أدقّ يقودها طيار آلي، لتحلق بك على ارتفاع آلاف الاقدام؟

شركة “ناتس الشرق الأوسط” المتخصّصة في تزويد حلول الحركة الجوية وأداء المطارات، تقول إنها تعمل نحو تبديد المفاهيم الخاطئة تجاه تقنيات الطائرات من دون طيار، فضلاً عن توجهات الشركة الحالية نحو ضمان التكامل الآمن في الطائرات من دون طيار، خاصة في أجواء المملكة المتحدة، مع اعتماد نهج حديث ومتخصص لتمكين دعم احتياجات قطاعات الإبداع لهذه الاقتصادات الجديدة.

ويقول جون سويفت، المدير التنفيذي للشركة: “إن صناعة الطائرات من دون طيار تشهد نمواً سريعاً في جميع فروع القطاع، بدءاً بطائرات نقل الركاب والطائرات التي تقدم خدمات لوجستية وطائرات المراقبة والتفتيش للمواقع، وصولاً إلى طائرات الحمولة الكبيرة”.

وتابع: “إن هذا الانتقال يعدّ فرصة اقتصادية جديدة ومتميّزة، خاصة مع وجود الكثير من التحديات التشغيلية المحتملة، مثل التمكن من السيطرة على الأجواء، والحدّ من الازدحام الجوي والآثار البيئية، فضلاً عن السيطرة على الطائرات من دون طيار من اقتحامها لأجواء جوية قد لا تكون مسموحة”.

تشكيك ومخاوف

ويشير الخبراء إلى القضايا الحالية التي تمثلت في التشكيك بالقدرات الكاملة للاستخدام الآمن والسيطرة على الطائرات من دون طيار، حيث تسبّب وجود إحدى الطائرات من دون طيار في أجواء دبي، بتوقف الحركة الجوية لمدة ساعتين في مطار دبي الدولي، في يناير 2015، ليكتشف فيما بعد بأنها مجرد استخدام خاطئ لطائرة تجارية ترفيهية من الطائرات التي يُتحكّم بها عن بعد، وهذا ما جعل امتلاك مثل تلك الطائرات يتطلب استصدار تصريح خاص في الدولة.

اما إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية، فتشير الى أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 600 مشاهدة لطائرات من دون طيار من قبل الطيارين التجاريين في عام 2015 وحده، في حين سجلت 238 مشاهدة في عام 2014، وفي الوقت ذاته، أكدت هيئة سلامة الطيران المدني الأسترالية أن الطائرات من دون طيار تشكل خطراً على السلامة في حالات حرائق غابات، ليس على طائرات مكافحة الحرائق فقط، ولكن على رجال الاطفاء، وسيتم الآن مخالفة الناس بمبلغ 9 آلاف دولار في حال استخدام طائرات من دون طيار بالقرب من حرائق الغابات.

ولا يخفي الخبراء وجود حاجة ملحّة للتدريب العملي الجاد، للتصدي لأي تحديات قد تواجهها هذه التقنيات. ومع ذلك، فقد أثبتت النظم الآلية في التحكم بالطائرات من دون طيار تحقيقها منافع مهمة في الاستخدام العسكري، تمثل في تحسين الأداء وتقليل التكاليف والمخاطر على الأشخاص في القطاع العسكري، حيث صمّمت شركة “تكسترون” أنظمة تصنيع خاصة للطيارات من دون طيار، ذاتية التحكم لعقود من الزمن، وتم التدريب عليها وتشغيلها وصيانتها للعملاء في جميع أنحاء العالم.

الإمارات تدخل على الخط

وبالانتقال نحو الأنظمة الإماراتية، مثل نظام “أدكوم” التابع لشركة أبوظبي الاستثمارية للأنظمة الذاتية والمجموعة الذهبية الدولية التي تتخذ العاصمة الإماراتية مقراً لها، حيث تمّ وضعه بالفعل تحت الخدمة، مع قدرات عالية في التشغيل والصيانة، بالشراكة مع شركات عالمية من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا.

وتتوقع شركة أبوظبي الاستثمارية للأنظمة الذاتية، أن ترتفع قيمة سوق الطائرات من دون طيار في منطقة الشرق الأوسط، بين عامي 2014 و2023 إلى ما يزيد على 4.5 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل نسبة 10% من السوق العالمي لهذه الطائرات، خلال الفترة ذاتها.

تجدر الإشارة إلى أن القمة العالمية لصناعة الطيران والفضاء 2016 في أبوظبي، تقف عند هذه التقنيات وتطوراتها، ومتى يمكن ان تصبح قادرة على دخول سوق القطاع، سواء للشحن او الركاب، حيث يشارك في القمة التي ترعاها “الاتحاد للطيران” و”مطارات أبوظبي”، أكثر من ألف خبير ومتخصّص في قطاعات النقل الجوي والفضاء والطيران، فضلاً عن ممثلين عن مجموعة من الهيئات والشركات العالمية المتخصّصة في القطاع.

مجلة الرجل