تحقيقات وتقارير

ارسم مستقبلك.. مبادرة لرسم خارطة طريق ميول طلاب الشهادة السودانية.. دعم معرفي


قد يصعق الراصد لمسيرة طلاب الشهادة السودانية عندما يعلم أن أحداً منهم نال درجة نجاح كبيرة، وبالمقابل أخفق هو وأسرته في تحديد تخصص قريب من اهتماماته وميوله لكي يبدع فيه في المستقبل، وكثيراً ما واجه البعض مصاعب جمة في حياتهم العملية حينما اصطدموا بدخول مجال لا رغبة لهم فيه، الأمر الذي انعكس على نتائجهم وترتيبهم.
في السياق، برزت حملة (ارسم مستقبلك) السنوية من قبل منظمة (صناع الحياة) التطوعية كجهة تقدم الدعم المعرفي لطلاب الثانويات والناجحين في الشهادة السودانية المتأهلين للجامعات وأسرهم، وتمكنهم من ترشيد قرار الالتحاق الجامعي. وفي الأثناء تنطلق الحملة اليوم (الخميس) بمباني كلية (هاي ليفيل) لعلوم الطيران التي اهتمت إدارتها بالفكرة وفتحت أبوابها للفعالية وبرعاية شركة (سوداني) للاتصالات.

خدمة متميزة
يقدم الخدمة متطوعون من الطلاب والخريجين والممارسين بالعلوم المختلفة من خلال إنشاء برنامج يحتوي على (معارض، ورش تدريبية، وتقديم الاستشارات) من قبل متخصيين في علم النفس والاجتماع وتربويين، وتكمن فلسفة الفكرة في تعزيز عملية اتخاذ القرار بشكل يساهم في تغير الواقع نحو آفاق أرحب، وتمثل الرؤية الاستراتيجية للحملة خلال الأعوام القادمة دعماً لفلسفة من خلال التعزيز تجاه مفهوم اتخاذ القرار متمثلاً في اختيار التخصص في المرحلة الثانوية (علمي أو أدبي)، وكذلك في المرحلة الجامعية.

توعية شاملة
في السياق، يقول أحمد صديق المدير التنفيذي للمنظمة: “الهدف من الحملة تمليك الوعي التام للطالب بالتخصصات الجامعية واهميتها مقارنة بسوق العمل”. ويضيف: “تبدأ الحملة مع بداية فتح مراكز التقديم للجامعات عبر إنشاء حملات ومعارض تستقطب الطلاب الموجودين بالمراكز، لكي تعرفهم بأهداف الحملة، وبعد حضورهم تنطلق الحملة بتنظيم دورة تدريبية مدتها ساعة تشرح خطة شاملة عن الفرص الأكاديمية المتاحة للدراسة في السودان والخارج، وهي (144) تخصصاً من بعدها يتم تشويش عقل الطالب بطرح أسئلة لا إجابة لها، ويوضع تحت اختبار (MBTI) لتحليل الشخصية، ومن خلاله يتعرف المستشار التربوي والنفسي على شخصية الطالب وميوله، ويستخلص نسبة الذكاء الموجودة فيه سواء أكان ذكاءً حركياً أو منطقياً، ويطرح عليه أسئلة شخصية وتربوية وسلوكية، بعدها يقدر له تخصصات بعينها تناسب عقله وميوله الشخصي، وتوفر عليه مشواراً طويلاً من البحث والتفكير، من ثم يتوجه للمعارض عبر مسار مرسوم، بداية بمعرض التخصصات الموازية التي يمكنه اللتحاق بها حتى وإن لم يكن طالباً أكاديمياً”.

كيفية إيجاد فرصة عمل
ويواصل أحمد حديثه قائلاً: “في آخر المسار توجد التخصصات بمختلف مجالاتها الرئيسية، وهي: (العلوم الهندسية – الطبية – الإنسانية والعلوم الإدارية الاجتماعية)”. وأردف: “غالباً ما يكون مسؤول المعرض طالباً في السنة الأخيرة أو خريجاً من ذات المجال، حيث يستقبل الطالب ويقوم بالإجابة عن أربعة أسئلة قبل أن يبادر المتقدم بطرحها، أولها تعريف شامل للمجال والقدرات التي يتطلبها، وسوق العمل ومن ثم يعلمه كيف يطور من قدراته عبر المجال حتى يساهم في رفعة بلاده”. وزاد: “تتخلل الفعالية برامج مصاحبة بمشاركة سفارات تتحدث عن خطوات الحصول على المنح الدراسية في الخارج، ومشاركة مجموعة (بسمة خير) بمعرض تعريفي عن محدودية التعليم للمعاقين تحت عنوان (تعليم بلا حدود)، ومنها قصص لأشخاص خاضوا تجربة سيئة بسب اختيار غير موفق للدراسة، عندما تخلوا عن رغباتهم تلبية لرغبة الآباء في أن يصبح أبناؤهم أطباء أو مهندسين، دون النظر إلى قدراتهم وميولهم ورغباتهم الشخصية، مما قد يتسبب في ضياع مستقبلهم، لذلك فإن المبادرة تستهدف كيفية اختيار الطلاب بعناية ودقة لتخصصات تمكنه من اجتياز المرحلة الجامعية بنجاح وإيجاد فرصة عمل أفضل.

الخرطوم – منهاج حامد
صحيفة اليوم التالي