مقالات متنوعة

حسن فاروق : الراحة السلبية هزمت الهلال


توقف كثيرا عند عدم دخول فريق الهلال في راحة سلبية بعد اعلان نهاية الدورة الاولي، وطرحت تساؤلا حول استمرار الفرقة في التدريبات واداء المباريات الودية وتاثير ذلك علي اداء الفريق لعدد من الفنيين من خلال برنامج زمن اضافي عبر اذاعة( هلا 96)، الذين اكدوا ان الفريق سيتأثر علي المستوي البدني في حال لم يمنح اللاعبين الراحة السلبية المطلوبة، تذكرت هذه الحوارات من خلال متابعتي للمواجهة التي جمعت فريق الهلال مع هلال الابيض،والهزيمة القاسية التي تجرعها الهلال باربعة اهداف مقابل هدفين، ووضح لي من خلال اللقاء حالة الارهاق الواضحة في تحركات اللاعبين في حالة الاستحواذ وبناء الهجمات، وفقد الكرة والتمركز والقيام بالواجب الدفاعي الذي يبدأ من المهاجمين.
بقراءة لواقع الفريق سنجد ان فرصة الراحة السلبية ( راحة من التدريبات والمباريات) بين الدورتين كانت (صعبة) بسبب تاجيل مباريات من الدورة الاولي وبرمجتها في الدورة الثانية، ومع ذلك اري ان الجهاز الفني والطبي كان يمكنهما انتزاع راحة من التدريبات والمباريات لفترة مقدرة تخفف علي اللاعبين ارهاق وملل اللعب المتواصل، خاصة وان العناصر الاساسية ظلت تشارك طوال المواسم الماضية باستمرار، ومن خلال الموسم الحالي محليا وافريقيا ومع المنتخبات الوطنية، وهناك اشكال مختلفة للمعالجة حتي اثناء اللعب التنافسي، ونتابع علي مستوي دوريات كبيرة، منح الراحة للفريق، والتي تبدأ من يوم وتصل اسبوع حسب جدول المنافسات، واحيانا اكثر من اسبوع.
اشراف المدرب الروماني ايلي بلاتشي علي الفريق فنيا مع نهاية الدورة الاولي، ومواصلته للتدريبات والمباريات الودية دون توقف حتي بداية اللعب التنافسي لايعني ان اللاعبين لايحتاجون لفترة الراحة السلبية الاجبارية بين الدورتين، لان هناك كما ذكرت فترات اثناء اللعب التنافسي تختارها الاجهزة الفنية لراحة اللاعبين، لاتدخل ضمن الراحة الاجبارية السلبية، مثل فعل الجهاز الفني لفريق الزمالك اول امس بمنح اللاعبين راحة سلبية ليوم واحد عقب مباراة تنافسية في كأس مصر والفريق مواجه باستحقاقات افريقية، لا ادري ان كانت الرؤية غائبة في هذا الجانب عن الجهاز الفني بقيادة الروماني بلاتشي، ام انه وصل الي قناعة بان الاستفادة من فترة التوقف بين الدورتين (لم يتوقف عند الهلال واندية اخري بسبب المباريات المؤجلة من النصف الاول للدوري الممتاز) فرصة للوقوف علي مستويات اللاعبين وجاهزيتهم الفنية والبدنية، ام انه كان مضطرا للتعامل مع واقع البرمجة التي لم تتح للاعبين فرصة الراحة السلبية؟.
لذا يحتاج الفريق الي وقفة في هذا الجانب، خاصة وان عدد من الفرق التزم بالراحة السلبية، وبدأت التحضيرات للدورة الثانية في موعد مريح، لتقدم هذه الفرق نفسها مع انطلاقة الدورة الثانية من خلال الاسبوعين الاول والثاني بشكل جيد علي مستوي الاداء والنتائج، والمؤكد كذلك ان اسباب اخري بجانب الراحة السلبية الغائبة عن الفريق ساهمت في تلقي الفريق الهزيمة الكبيرة، الا ان الارهاق الواضح، والبطء في الانتقال بالكرة عند الاستحواذ علي الكرة للهجوم بالسرعة المطلوبة، والبطء الواضح في العودة للمناطق الدفاعية عند فقد الكرة،وترك مساحات واسعة امام لاعبي هلال الابيض للاستحواذ والتمرير وبناء الهجمات بالارسال الطويل، وتنويع اللعب عن طريق العمق والاطراف، والارسال الطويل المتقن في المساحات الخالية في مناطق الهلال الدفاعية، يبقي في تقديري السبب الرئيسي في الهزيمة الكبيرة.