مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : في ( جوبا).. المنحازة أفضل من المحايدة


> ترفض بشدة حكومة جوبا دخول أية قوات أممية أو إفريقية في هذا الوقت المناسب لدخولها.. تكتفي فقط بوجود القوات اليوغندية باعتبارها الأجنبية المناسبة لها . > والقوات اليوغندية منحازة جداً طبعاً لطرف واحد ضد الآخر .. لكن حينما تأتي القوات التي من المفترض أن ترسلها إثيوبيا ويوغندا .. لن تنحاز إلى طرف دون الآخر . > والقوات مرسلة تحت مظلة الاتحاد الافريقي.. ومن اوجب واجبات هذا الاتحاد طبعاً معالجة المشكلات الأمنية .. بل الوقاية منها قبل وقوعها. > وحينما ترفضها حكومة جوبا وهي تقبل بقوات يوغندية .. اجنبية هي أيضاً .. هذا يعني أنها ترفض عودة مشار لاستكمال تطبيق اتفاق السلام المفخخ . > ومن غير اللائق أن تصدر تصريحات منسوبة إلى جيش دولة عضو في الاتحاد الافريقي تحمل تهديداً بضرب قوات افريقية يراد بها حماية وحفظ الأمن في دولة إفريقية باتت اقرب الى الانهيار الكامل الذي سيضعها في قائمة تضم تأريخ الصومال الحديث . > وفي قائمة أخرى تضم تأريخ رواندا الحديث .. وقائمة ثالثة تضم تأريخ ليبيا الاحدث .. في كل هذه القوائم يدون اسم دولة جنوب السودان المنشأة على أساس نتيجة استفتاء حول تقرير مصير قبائل ليست ذات لغة واحدة وثقافة واحدة ولا دين واحد. > فحالة الصومال تكررت في دولة جنوب السودان، وكذلك تكررت فيها حالة رواندا التي كانت فيها مجزرة الهوتو والتوتسي .. وكذلك تكررت فيها الحالة الليبية من ناحية الاستعانة بقوات ليست من الجنسيات الليبية . > وحكومة سلفا كير إذا كانت تريد أن تكتفي بقوات اجنبية معينة هي القوات اليوغندية.. فإن الأولى أن توافق على القوات المحايدة المعنية بحفظ الأمن من أجل تمهيد الطريق لعودة مشار حتى يستطيع الأخير الاستجابة للمهلة المحددة له بيومين . > لكن لعل الأمر كله تضليل حكومي للرأي العام.. فحكاية أن سلفا كير .. يقول إن مشار قد دخل إلى القصر الرئاسي وهو يتأبط مسدساً .. وإنه يمهله ثماني وأربعين ساعة لعودته إلى جوبا.. وإنه يفكر في تنفيذ محاولة انقلابية ..وإنه انقذ مشار من محاولة اغتيال. > كل هذا يؤشر إلى أن سلفا كير يضيق ذرعا بالاتفاق الذي صممته الايقاد وحددت فيه استقلال جيش المعارضة بقيادة رياك مشار عن جيش الدولة.. وطبعاً هنا يكمن تفخيخ الاتفاق . > تعديل بسيط يحتاجه اتفاق الايقاد الحقير هذا.. هو تضمينه لدمج قوات المعارضة في الجيش الشعبي مع اعادة هيكلته. > توحيد القوات أو إعادة توحيدها باعتبارها كلها كانت في يوم من الايام مليشيا متمردة على الحكومة السودانية فترة تقارب ربع القرن قبل الانفصال.. تبقى افضل للطرفين طبعاً . > سلفا كير يكون بهذا التعديل قد عاد قائداً لقوات الطرفين. ولعل هذا ما يريده حتى لا تتحرك قوات دون أمره. فهو القائد الأعلى حتى لقوات قطاع الشمال في الحركة الشعبية .. التي يقودها عنه ميدانياً مالك عقار وعبد العزيز الحلو . > وبالنسبة لمشار فإنه سيكون نائب القائد الأعلى لجيش واحد لن يتآمر عليه لاغتياله كما تتحدث الأخبار حالياً . > والحديث عن قوات خاصة أرسلت من جوبا إلى حيث يقيم مشار لاغتياله يخرج كالاسهال متكرراً ومنتناً من بعض الافواه . > سلفا كير الآن متهم اتهاماً اعلامياً بأنه يخطط لاغتيال مشار .. ومشار يتهمه سلفا كير بالتفكير في تصفيته وداخل القصر . > وبين الاتهامين اللذين خرجا من وضع افرزه اتفاق الايقاد الحقير يزيد تفاقم ضياع الشعب . > الشعب يحتاج إلى دولة فيها جيش واحد .. حتى لا ينقسم بين معسكرين متقاتلين كما تريد دول الاستكبار والتآمر حسب ما يوحي به اتفاق الايقاد .. ومن حلول مشكلات القارة الافريقية الغاء رعاية واشنطن في الظاهر ودولة الاحتلال اليهودي في الباطن للايقاد . غداً نلتقي بإذن الله .